سورية: دير الزور بين الجوع والفساد وحملات الاعتقال

10 فبراير 2016
أهالي دير الزور ما بين جحيم الحصار وفساد النظام(Getty)
+ الخط -

يواجه الأهالي في دير الزور معاناة مضاعفة، جراء حصار تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جهة، واستغلال مؤسسات النظام ومسؤوليها للمساعدات الغذائية، عبر توزيعها على المقربين، وإعادة بيعها لمن هم في حاجة إليها، فيما يسوق النظام شباب المنطقة للتجنيد الإجباري.

الناشط الإعلامي أبو أحمد الديري، كشف لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأهالي يتحدثون عن نسيانهم من قبل حكومة النظام، فرغم أنّ فترة الحصار تجاوزت السنة، إلا أنّ السلل الغذائية لا تصل إلى البيوت إلا نادراً، كما أنّ محافظ المدينة المسؤول عن العمل الغذائي لا يوزع المساعدات إلا على من حوله من أقاربه ومعارفه، وإذا توسعت الدائرة، فإنّها تشمل الموظفين في الدوائر الحكومية فقط".

وبحسب الديري، فإنّ "الحصار الذي يفرضه تنظيم الدولة على أغلب أحياء المدينة، حوّل معاناتهم اليومية مع فساد حكومة النظام إلى مأساة، وبخاصة بعد سيطرة التنظيم على معبر قرية البغيلية منذ عدة أسابيع، إثر مجزرة راح ضحيتها نحو 300 شخص، وكان المنفذ الوحيد لتهريب المواد الغذائية عبر نهر الفرات، ليحاصر بعد ذلك نحو 150 ألف مدني من قبل داعش من جهة وفساد حكومة النظام من جهة ثانية".

من جهته، قال الدكتور تيسير الرداوي، أحد المسؤولين السابقين في حكومة النظام السوريّ، على صفحته في فيسبوك، إنّ "20 سلة غذائية قيمة كل منها ألفي ليرة سورية، تمّ توزيعها على آلاف المدنيين المحاصرين في دير الزور كمساعدات إنسانية، فبلغ مجموعها ما يعادل (98) دولاراً أميركياً".

في المقابل، تحدّثت تقارير إعلامية عن استغلال محافظ المدينة لصلاحيات المنظمات الإنسانية، بهدف السيطرة على كافة المساعدات الغذائية، وهو ما أكده أحد المدنيين المحاصرين في دير الزور، عمار السعدي، وقال إنّ "المحافظ أرسل أخيراً نحو ألف سلة غذائية ليستلمها التجار ويقومون ببيعها لأهل المدينة، فيما يذهب الجزء الأكبر من المساعدات إلى المقربين من النظام لتوضع في مستودعاتهم ويتم بيعها لاحقاً"، مشيراً إلى أن "نيل المساعدات يحتاج لمعرفة مع المتنفذين بالمحافظة أو دفع ثمنها للمسؤولين عنها".

اقرأ أيضاً: مضايا: حزب الله يقتل رجلين لمحاولتهما إدخال مواد غذائية

بدورها، هاجمت وسائل إعلامية موالية للنظام صمته على الفاسدين الذين يزيدون مآسي المدنيين المحاصرين، فيما لا تسعى هذه الجهات الحكومية لتأمين احتياجاتهم الغذائية، إضافة إلى فقدانها الدعم الشعبي للصمود بوجه حصار تنظيم الدولة، وهو ما دفع جهات أمنية وعسكرية في المحافظة إلى تنفيذ حملات اعتقال للشبان الذين ساقتهم للخدمة الإلزامية.

من جهته، أشار الناشط الإعلامي محمد الديري، إلى أن "قوات النظام تشنّ حملات عشوائية لجمع أكبر عدد من الشبان في أحياء دير الزور المحاصرة، وسحبهم لقتال تنظيم الدولة"، لافتاً إلى أن "قوات النظام الأمنية والعسكرية تعتقل كافة الشباب والرجال ما بين الثامنة عشرة والخامسة والأربعين، فيما أفرجت عن الشبان الذين استبدلوا خدمتهم برشاوى راوحت بين مئة و250 ألف ليرة سورية".

إلى ذلك، أفادت جهات إعلامية بأنّ "حملات الاعتقال المستمرة، أدت لإغلاق عدد من المدارس على خلفية اعتقال المدرسين".

اقرأ أيضاً: حجاب يطالب بتطبيق "إجراءات على الأرض" قبل محادثات جنيف

المساهمون