أعلن أحمد قادش، معاون وزير الزراعة في حكومة النظام السوري، اليوم الأحد، العثور على 450 رأساً من الإبل تائهة في صحراء منطقة حميمة شرقي سورية، تم نقل 42 رأساً منها إلى دير الحجر في ريف دمشق، وما زالت 405 رؤوس في مركز تابع للبحوث العلمية الزراعية في منطقة حميمة، وذبحت ثلاثة منها كانت بحالة صحية متدهورة.
ويأتي ضياع الإبل السورية ضمن حالة تبديد الثروة الحيوانية التي تراجعت خلال الحرب المندلعة منذ ست سنوات، وبحسب إحصاءات رسمية، من حوالي 19 مليون رأس إلى 13 مليوناً، بنسبة انخفاض وصلت إلى 40% في قطاع الدواجن، و30% للأغنام والأبقار.
وتشير الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الزراعة بدمشق، إلى تراجع الإنتاج بنحو 60% مما كان عليه عام 2010 وتراجع الثروة من الغنم في سورية، من 22 مليون رأس عام 2011 إلى نحو 12 مليوناً مطلع العام الجاري، وتعدت خسائر قطاع الثروة الحيوانية في دمشق وريفها 20 مليار ليرة، بحسب تصريح سابق لمدير زراعة دمشق، علي سعادات.
وفي السياق، قال المهندس الزراعي يحيى تناري، لـ"العربي الجديد" إن استمرار الحرب والقصف الجوي بمدن الجزيرة السورية الرقة ودير الزور والحسكة، وهي أهم مناطق تربية المواشي، أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الأغنام والبقر والجمال، والقطيع التائه في الصحراء مثال على هروب الحيوانات من الحرب وقصف الطائرات السورية والروسية.
وأشار تناري، إلى أن الحرب تأتي في مقدمة أسباب خسائر القطاع الحيواني، فضلاً عن غلاء أسعار الأعلاف، بعد وخروج أكثر من 73 مركزاً للأعلاف من الخدمة من أصل 123 مركزاً، وخروج مراكز تجفيف الذرة الصفراء جميعها من الخدمة التي كانت تؤمّن رصيداً جيداً من الخلطات العلفية.
كما لفت إلى أن الاستمرار بالتهريب إلى الدول المجاورة وتصدير الأغنام السورية إلى الخارج، والتي كان آخرها، قرار وزارة الاقتصاد، خلال عيد الأضحى، بتصدير 150 ألف رأس إلى دول الخليج، يساهم بتدهور الثروة الحيوانية وارتفاع الأسعار، إذ وصل سعر رأس الغنم إلى نحو 75 ألف ليرة، والبقر إلى نحو 500 ألف ليرة.
وتساءل المهندس السوري عن سياسة حكومة النظام بترميم الثروة الحيوانية كما تدعي، خلال استيراد الأبقار، في حين تستمر بتصدير القطعان السورية بهدف الحصول على النقد الأجنبي وموارد للخزينة الفارغة.
ووصل مرفأ طرطوس غربي سورية، أمس السبت، أول دفعة بقر مستوردة من ألمانيا، بهدف محاولة ترميم الثروة الحيوانية ولو بالحد الأدنى، بحسب تصريحات وزارة الزراعة السورية.
وكانت وزارة الزراعة قد أعلنت عن إعفاء الأبقار المستوردة من كافة الرسوم والضرائب، مشيرة إلى الاتفاق على استيراد 1600 رأس من الأبقار "البكاكير" ضمن عقود لاستيراد 5000 رأس من ألمانيا.
وعانى القطاع الزراعي، بشقيه الحيواني والنباتي، من خسائر كبيرة خلال الحرب بسورية، إذ قدرت مراكز بحثية إجمالي خسارة القطاع بنحو 399.8 مليار ليرة سورية، وهو ما يعادل 9.8 % من إجمالي الخسارة التراكمية للناتج المحلي الإجمالي، في حين قدر رئيس اتحاد غرف الزراعة بسورية، محمد كشتو، خسائر قطاع الزراعة بنحو 360 مليار ليرة سورية.