ووجه النظام لغرفة العمليات رسالة عبر لجان المصالحة، التي أتمت في وقت سابق عمليات تهجير من بلدات الغوطة الغربية ووادي بردى وداريا ومضايا. وتضمنت الرسالة تخيير المقاتلين بين التهجير مع عائلاتهم، أو المصالحة، أو مواجهة الموت.
ويسيطر "اتحاد قوات جبل الشيخ" على قرى مغر المير وبيت جن ومزرعة بيت جن، والتي تقع على مجرى نهر الأعوج الذي ينبع من سفوح جبل الشيخ بالقرب من قرية عرنة في ريف دمشق الجنوبي الغربي، المتاخم للأراضي المحتلة من إسرائيل، ويرفد الأعوج نهر بردى في دمشق.
ولا توجد إحصائية دقيقة عن أعداد المقاتلين في تلك القرى والنقاط المحيطة بها، والمدنيين الذين ما زالوا محاصرين في القرى الثلاث القريبة من مدينة حضر في ريف القنيطرة المجاورة، والتي تسيطر عليها قوات النظام السوري.
وتضم المنطقة العديد من الفصائل العسكرية المقاتلة ضمن غرفة عمليات "اتحاد قوات جبل الشيخ"، أبرزها لواء جبل الشيخ، ألوية الفرقان، وهيئة تحرير الشام.
وتعرّف غرفة العمليات نفسها بأنها "هيكل تنظيمي عسكري يجمع كافة الفصائل العاملة في قرى جبل الشيخ المحررة"، وتم تشكيل الغرفة في الثاني والعشرين من مارس/ آذار الماضي دون إصدار بيان رسمي بتشكيلها.
وبحسب المعلومات المتوفرة من مصادر محلية، تضم المنطقة مقاتلين أيضا من فصائل "جيش الأبابيل" و"جبهة ثوار سورية" و"لواء فرسان الجولان" و"ألوية سيف الشام" و"جيش الثورة"، وهي فصائل ينتشر مقاتلوها في ريف القنيطرة أيضا ضمن غرفة عمليات "جيش محمد".
وحاول مقاتلو الغرفتين في الفترة الأخيرة كسر الحصار عن بيت جن عبر محاولة السيطرة على مدينة حضر، التي تفصل بين مناطق سيطرة المعارضة و"هيئة تحرير الشام" في ريف دمشق وريف القنيطرة.
وتقول مصادر في المنطقة إن العدد الأكبر من المقاتلين والأكثر تسليحا هم مقاتلو "هيئة تحرير الشام"، والذين يديرون المعارك ضد النظام في المنطقة على طرفي سهل الحرمون وجبل الشيخ في القنيطرة وريف دمشق الجنوبي الغربي.
ويتحدر معظم مقاتلي فصائل المعارضة و"هيئة تحرير الشام" المنضوين في غرفة العمليات من عشائر وعائلات منطقة الحرمون وجبل الشيخ، وممن هجروا في وقت سابق من بلدات الغوطة الغربية القريبة، ومقاتلين متحدرين من القنيطرة وأحياء جنوب دمشق ومناطق أخرى.
وفي حين لم تتبيّن بعد كامل النقاط التي يتم التفاوض عليها، والطريق التي سيسلكها المقاتلون في حال تم الاتفاق، وما إذا كان سيشمل المقاتلين فقط أم المدنيين أيضاً، ذكرت مصادر أن الوجهة المحتملة للمقاتلين هي إدلب في الشمال السوري. ومن المتوقع تنفيذ الاتفاق خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، في حال تم التوافق عليه، موضحة أنه لم يعد هناك أي منفذ للمقاتلين أو طريق إمداد، والوضع يزداد سوءا.وفي السياق نفسه، نقلت مصادر موالية للنظام السوري، في وقت سابق اليوم، عن لجان المصالحة في الغوطة الغربية، أن عملية خروج المسلحين من بيت جن إلى إدلب ستبدأ خلال 48 ساعة، مع تسوية أوضاع من يرغب في البقاء.
وأشارت إلى أن قادة ومسلحي "هيئة تحرير الشام" سيخرجون إلى إدلب مع عائلاتهم، في حين أن موضوع نقل بعض المسلحين إلى درعا لا يزال قيد التفاوض.
وكانت قوات النظام قد سيطرت على معظم المواقع والتلال المحيطة بقريتي مزرعة بيت جن ومغر المير وبلدة مزرعة بيت جن، وحاصرت المناطق الثلاث بشكل تام بعد عمليات عسكرية استمرت عدة أسابيع.
النظام يقصف الغوطة الشرقية
من جهةٍ أخرى، قصفت قوات النظام بالمدفعية والدبابات الأحياء السكنية والمناطق الزراعية في مدن وبلدات عين ترما، كفربطنا، دوما، عربين، الشيفونية، بيت نايم، حرستا، في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق، وذلك في خرق جديد لاتفاق خفض التصعيد الموقّع مع الضامن الروسي.
كما قتل مدنيان وأصيب آخرون، اليوم الثلاثاء، بجروح من جراء قصف جوي روسي على قرى في ريف إدلب الشرقي والجنوبي، شمال غرب سورية.
وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد"، بمقتل مدنيين اثنين من جراء غارة نفّذها الطيران الحربي الروسي على الأحياء السكنية في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي.
كما قتل مدنيان (أب وابنه) جراء قصف روسي على منازل المدنيين في قرية رسم المحطة بريف إدلب الجنوبي.
وفي الأثناء، شن الطيران الحربي الروسي عدة غارات على بلدة زيتينة في ريف إدلب الشرقي، ما أسفر عن وقوع جرحى بين المدنيين، بحسب ما أفاد به "مركز إدلب الإعلامي".
وتزامن القصف مع وقوع جرحى بقصف مماثل استهدف مخيم رسم العبد للنازحين، قرب بلدة سنجار في ريف إدلب الشرقي، بينما طاول القصف بلدة التمانعة وقريتي المشيرفة والخوين، مُوقعا أضرارا مادية.
في غضون ذلك، قال مصدر من الدفاع المدني لـ"العربي الجديد" إن الطيران الحربي المروحي التابع للنظام السوري ألقى براميل متفجرة استهدفت مجموعة من الدفاع المدني على أطراف مدينة خان شيخون، ما أسفر عن مقتل متطوع وأضرار مادية.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن المعارضة قصفت مواقع لقوات النظام جنوب وغرب مدينة حلب، ومواقع في ريفها الشمالي بالمدفعية والصواريخ، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة إثر ذلك.
وأعلن "فيلق الشام" المعارض، عن قصف مواقع النظام، رداً على القصف العنيف الذي تعرّض له ريف إدلب الشرقي، أمس، وأسفر، بحسب الدفاع المدني السوري، عن مقتل ستة عشر مدنيا، معظمهم أطفال ونساء.
وقال "فيلق الشام" إنه قصف مواقع النظام في الأكاديمية العسكرية وضاحية الأسد في مدينة حلب، ومواقع في بلدات رتيان وباشكوي والملاح، شمال حلب، بعدد من صواريخ الغراد، مشيرا إلى تسجيل إصابات مباشرة.
وأضاف أنه قصف مواقع لقوات النظام على محوري كنسبا وقلعة شلف، بعدد كبير من قذائف الهاون وأوقع إصابات مباشرة.
وفي السياق نفسه، قالت مصادر محلية من ريف حمص الشمالي إن فصائل المعارضة قصفت مواقع النظام في جبهة حوش حجو.
كذلك، قتل مسؤول الإعلام الميداني في "وكالة إباء الإخبارية" التابعة لتنظيم "هيئة تحرير الشام"، المدعو أبو حمزة الحموي، وأصيب أحد المراسلين، من جراء قصف من الطيران الروسي على مكتب تابع للوكالة بريف حماة الشمالي.
وجاءت الغارة، وفق مصادر، بالتزامن مع الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" وقوات النظام السوري التي تحاول تحقيق تقدم في محاور ريفي إدلب وحماة الشرقيين.