سورية: انتهاكات مستمرة في المنطقة "منزوعة السلاح"... وعملية أمنية في عفرين

18 نوفمبر 2018
تواظب قوات النظام على قصف مناطق بالمنطقة العازلة(فرانس برس)
+ الخط -

دارت اشتباكات وعمليات قصف متبادلة، فجر اليوم الأحد، بين قوات النظام السوري وفصائل جهادية لا تتبع الجبهة التابعة للمعارضة السورية المسلحة في المنطقة منزوعة السلاح على محور السرمانية بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، دون أنباء عن وقوع إصابات.  

يأتي ذلك استمرارا للاشتباكات والهجمات المتبادلة بين الطرفين خلال اليومين الماضيين والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجانبين والمدنيين. وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 18 جنديا من قوات النظام السوري جراء "عملية قصف نفذها مسلحون في محافظة إدلب استهدفت مواقع للجيش السورية في ريف اللاذقية".

وقال مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سورية التابع لوزارة الدفاع الروسية، الفريق فلاديمير سافتشينكو، في بيان:"على الرغم من الاتفاق الخاص بوقف الأعمال القتالية إلا أن انتهاكات الهدنة لا تزال مستمرة من قبل التشكيلات المسلحة الناشطة في منطقة إدلب لخفض التوتر".

وأضاف أنه "على مدار الـ24 ساعة الماضية قصف المسلحون ريف مدينة حلب ثلاث مرات وريف مدينة حماة مرتين، بالإضافة إلى بلدة تل علوش في محافظة حلب وبلدة الصفصاف في محافظة اللاذقية"، مشيرا إلى أن القصف الذي استهدف قرية الصفصاف "أسفر عن مقتل 18 عسكريا من القوات المسلحة السورية إضافة إلى إصابة واحد".

وتواظب قوات النظام في الأيام الأخيرة على قصف مناطق في المنطقة العازلة بأرياف حماة وإدلب وحلب واللاذقية، ما أوقع قتلى وجرحى بين العسكريين والمدنيين.



عملية أمنية لمكافحة التجاوزات بعفرين

في غضون ذلك، تشن فصائل من "الجيش الوطني" والشرطة العسكرية التابعين للمعارضة السورية، حملة أمنية في مدينة عفرين بمساندة من القوات التركية بغية ملاحقة مرتكبي التجاوزات والانتهاكات.

وقال الجيش الوطني التابع لـ"هيئة الأركان العامّة"، في بيان له إن "الاستنفار العسكري الذي تشهده مدينة عفرين فجر اليوم، هو بسبب ملاحقة العصابات الخارجة عن القانون"، لافتًا إلى أن العملية بإشراف وتنفيذ الجيش الوطني والشرطة العسكرية في المنطقة.

وقالت مصادر محلية إن اشتباكات تدور داخل المدينة بين بعض الفصائل المشكلة لـ"الجيش الوطني" وعناصر من فصيل "تجمع شهداء الشرقية" وجهات لها اتهامات بالسرقة والنهب في المدينة، فيما عمدت القوات التركية برفقة الفصائل إلى قطع الطرقات المؤدية إلى مدينة عفرين وتطويق عدة أحياء فيها.

وقال ناشطون إن الاشتباكات تتركز في شارع الفيلات وسط أنباء عن سقوط إصابات في صفوف الطرفين.   

وتقول المصادر إن الحملة تستهدف جميع المتورطين بأعمال جنائية من عسكريين ومدنيين ولم يمثلوا أمام القضاء، خصوصًا المجموعات العسكرية التي تم فصلها من قبل القيادات العسكرية وبقيت تعمل بشكل منفصل مع احتفاظها بسلاحها، وذلك بعد فشل جهاز الشرطة العسكريّة المشكّل منذ نحو عام في مكافحة العسكريين الخارجين عن القانون.

ولم تستبعد المصادر أن تشمل الاعتقالات عددا من قيادات بعض الفصائل المتورطين في تجاوزات وانتهاكات.

وقد عمدت الفصائل اعتبارا من مساء أمس إلى فرض حظر تجوال كامل بدأ عند منتصف الليل، ليعقب ذلك انتشار أمني لعناصر الفصائل المشاركة في العملية الأمنية قبل بدء الحملة عند الخامسة من فجر اليوم الأحد.

وتشهد منطقة عفرين خلال الفترات الأخيرة انفلاتا أمنيا وتزايدا في حالات الاعتداء والسرقة والخطف والقتل وفرض الإتاوات، إلى جانب رواج تجارة المواد المخدّرة دون أن تتمكن أية جهة من ضبط الوضع الأمني. 

المساهمون