سورية: النظام يعبّئ 1500 شاب للخدمة الاحتياطية بحماة

24 أكتوبر 2014
حواجز طيّارة للنظام داخل حماة (فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أن خسارة القوات النظامية السورية لعناصرها على جبهات القتال مع قوات المعارضة المسلحة، وصل حداً دفعها إلى مداهمة البيوت وتفتيش المنازل، بحثاً عن شباب لتجنيدهم في الخدمة الاحتياطية، ليبلغ عدد الشباب الذين تم سحبهم من مدينة حماة وحدها 1500، خلال اليومين الماضيين، بينهم 150 شاباً فقط من حي جنوب الملعب.

ويؤكد مدير "مركز حماة الإخباري" يزن شهداوي لـ"العربي الجديد" أن "قوات النظام عمّمت بسَوق المواطنين السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و30 عاماً، مع النظر في أمر الدورات العسكرية وتاريخ تسريحها للاحتياطيين في صفوف الجيش".

ويلفت شهداوي، وفقاً لمعلومات تم تسريبها من عناصر تابعة لقوات النظام، إلى أنه "تم سَوق أكثر من 1500 شاب مدني من مدينة حماة، بينهم أكثر من 150 شاباً من حي جنوب الملعب فقط". وأوضح أنه "يتم التركيز على دورات التسريح 2010-2011، نظراً لكونها دورات تسريح جديدة لا يحتاج خلالها الشبان إلى تدريبات عسكرية أو تهيئة جديدة".

ويوضح المسؤول الإعلامي أنه تجري مداهمة الأحياء والمناطق بعد حصارها ومنع الدخول أو الخروج منها وتفتيش المنازل بحثا عن الشباب. وأشار إلى أن "الاعتقال يتم بشكل عشوائي عبر باصات (حافلات)، ليُفرز بعد ذلك من هو مطلوب للاحتياط من غيره، فيتم اعتقال المطلوبين، بينما يُفرج عمن لا يستوفي شروط الاحتياط، على أن تكون ذمته السياسية بريئة".

ويلفت إلى أن "النظام قام بتعميم أوامر للعناصر في حماة، بإنشاء حواجز طيّارة من جديد داخل المدينة، لتفتيش الميكروباصات والسيارات وحتى المشاة، من أجل البحث عن الشباب المطلوبين احتياطياً". وأشار إلى أن "التركيز سيكون على أصحاب الشهادات".

ويأتي هذا الطلب بالتزامن مع افتتاح مكاتب للتطوع في صفوف اللجان الشعبية والدفاع الوطني في مناطق عدة في حماة، وسط تقديم إغراءات مادية براتب شهري مقداره 25 ألف ليرة سورية، تتضمن سلاحاً وبطاقة أمنية وخدمة في المدينة التي يتم التطوع فيها.

في السياق نفسه، فسّرت مصادر عسكرية خطوة النظام بأنه "سيلجأ إلى تسريح بعض الدورات العسكرية، خصوصاً دفعة 2013-2014، في ظل احتفاظه بالدورات التي بدأت بالخدمة العسكرية مع انطلاق الثورة السورية".

وأضافت أن "سياسة النظام تقوم الآن على إجبار الشباب في حماة على طريقين أحلاهما مر: إما التطوع في صفوف الشبيحة في حماة ليبقى في مدينته وإلى جانب أهله مع مغريات المال والسلطة، أو السحب الإجباري للاحتياط على جبهات القتال وفي مدن مختلفة".

وحذرت من أن هذه السياسة "ستجبر الشباب على اختيار التطوع في صفوف شبيحته في حماة للبقاء في مدينتهم، تلافياً للسحب الإجباري للاحتياط".

وينطبق حال مدينة حماة على عدد من المدن الأخرى، أبرزها حلب، إذ أكد شهود عيان قبل أيام لـ"العربي الجديد" قيام دوريات تابعة لفرع الشرطة العسكرية، بمداهمة منازل عدّة في أحياء بحلب.

وسرت شائعات كثيرة خلال الأيام الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي حيال صدور قرار من وزارة الدفاع السورية، ينص على منع الشباب السوري ممن تتراوح أعمارهم بين 24 و29 عاماً من السفر خارج البلاد.

المساهمون