سورية: النظام يتحضّر للسيطرة على ريف حماة الشمالي

30 سبتمبر 2014
قوات النظام تتّبع سياسة الأرض المحروقة (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

كشف مدير مركز حماة الإعلامي يزن شهداوي لـ"العربي الجديد" عن تسريبات عسكرية من داخل النظام السوري تفيد باتخاذ أجهزة الاستخبارات السورية والقيادات الأمنية في حماة قراراً باجتياح قرى وبلدات الريف الشمالي، وصولاً إلى مورك، قبيل حلول عيد الأضحى، مؤكداً أنه تم البدء بالتجهيز للحملة من العدة والعتاد والتذخير.

وأوضح شهداوي أن "قائد الحملة العسكرية في حماة العقيد سهيل الحسن الملقب بـ"النمر" يسعى وفق خطة مدروسة ومجهزة إلى تحصين التلال والمرتفعات في مناطق ريف حماة الشمالي، ليفرض سيطرته على المناطق المرتفعة، وبذلك يشرف على كامل ريف حماة كاشفاً تحركات الثوار واستهدافهم مباشرةً بأقل الخسائر في صفوفه، لتصبح تلك التلال والمرتفعات مرتكزات عسكرية هامة لقوات النظام".

وأشار المسؤول الإعلامي إلى أن "النظام جهّز ضمن خطته طريقة باتجاه منطقة خان شيخون وصولاً إلى معسكر وادي الضيف كهدف نهائي للحملة المرسومة"، موضحاً أن الحملة ستعتمد أهدافاً قريبة تتمثل في السيطرة على قرى الكبارية ولطمين واللطامنة والبويضة.

وتابع شهداي أن "النظام سيقوم بنصب مدفعية ثقيلة من طراز 130 ميدانية محمولة على الشاحنات، في تلك المناطق ليقصف بها مدينتي مورك وكفرزيتا في ريف حماة، وهما الهدف الرئيسي للحملة، ليقوم بمسحهما بالقصف المدفعي والصاروخي وعبر الغارات الجوية مع إمكانية استخدام الصواريخ الفراغية وغاز الكلور السام ضمن الحملة، لتسهيل الاقتحام البرّي".

وبحسب التسريبات فإن "خطة النظام لفرض سيطرته على مورك ستتم عبر ثلاثة محاور من الشرق والغرب والجنوب، فيما سيحاول سهيل الحسن شراء ذمم بعض ضعاف النفوس من الثوار المرابطين على جبهة مورك ليضمنَ أقلَّ مواجهةٍ لقواته البريّة عند تقدُّمه برَّاً بعد مسح تلك المناطق وتدميرها".

ويركز جيش النظام جهوده لاستعادة مدينة مورك بمساندة من مقاتلي "حزب الله" اللبناني، نظراً لأهميتها الإستراتيجية كونها تعد طريق إمداد رئيسية لمعسكر وادي الضيف، الذي تتمركز فيه قوات النظام، غربي معرة النعمان.

وكانت فصائل "الجيش الحر" وكتائب إسلامية قد سيطرت على مورك مع بداية العام 2014، بعد سيطرتها على حواجز عسكرية مهمة، كالجسر والحوش ومفرق عطشان.

وأشار مدير المركز الى أن النظام "سيقوم في الأيام القليلة المقبلة بمصادرة السيارات والشاحنات الكبيرة والفانات المغلقة داخل مدينة حماة والمناطق الموالية له لنقل عناصره وشبيحته وميليشياته، كما قام بإحضار وتجهيز الخبز والمؤن الغذائية لتوزيعها على ميليشياته وعناصره المشاركين في الحملة التي يعدّ لها حالياً".

وتسعى القوات النظامية السورية إلى مواصلة تقدمها في حماة، خصوصاً في الجزء الشمالي منه، بعد استعادتها عدداً من البلدات والقرى أهمها حلفايا وخطاب وأرزة.

ودفعت عوامل عديدة النظام إلى استعادة مواقعه في ريف حماة، بعد استهداف المعارضة له على أكثر من جانب، والاقتراب من مطار حماة العسكري مما أغضب الميليشيات التابعة له والأنصار المؤيدين.

واتّبع النظام سياسة الأرض المحروقة، بعد استقدامه العقيد حسن من حلب لقيادة العمليات في حماة ووضع المطارات العسكرية تحت إمرته، مما أدى إلى انسحاب الثوار من بلدات وقرى عدة.

وكانت قوات المعارضة المسلحة قد حققت سلسلة من الانتصارات خلال الأسابيع الماضية، بُعيد إطلاق سبعة فصائل مقاتلة، معركة تحت شعار "بدر الشام الكبرى"، بهدف السيطرة على موقع خطاب، ومبنى القيادة، ومطار حماة العسكري.