واصلت قوات المعارضة المسلّحة، اليوم الأحد، تقدّمها في القنيطرة (جنوب غرب) سورية، حيث نجحت في السيطرة على تل الأحمر الشرقي على الحدود مع الجولان المحتل، بالتزامن مع سيطرة الفصائل المقاتلة في القلمون بريف دمشق على نقاط عسكرية، بينما أسفرت المعارك المحتدمة في اللاذقية عن مقتل قائد كتيبة تابعة للمعارضة.
وقالت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد" إن مقاتلي "الجيش الحر" و"كتائب إسلامية" سيطروا على التل الأحمر الشرقي في ريف القنيطرة الجنوبي، بعد اشتباكات مع قوات النظام المحاصرة هناك منذ ثلاثة أشهر، والتي اضطرت للانسحاب إلى مناطق مجاورة للتل، ولجأت إلى استهدافه بالمدفعية الثقيلة من تل جموع، بريف درعا الغربي.
وبث ناشطون على مواقع التواصل شريطاً مصوراً يظهر سيطرة المقاتلين التابعين للمعارضة المسلحة على عدد من الدبابات ، قالوا إنها كانت تستهدف المدنيين في القنيطرة.
وتأتي هذه السيطرة ضمن معركة "صدى الأنفال"، التي أعلنت عنها المعارضة قبل عشرين يوماً، بهدف السيطرة على التلول الحمر، ونجحت في أيامها الأولى في السيطرة على التل الأحمر الغربي.
وكانت قوات النظام قد انسحبت ليل السبت، من حاجزي المسرة ورقة الخزان، في محيط مدينة نوى بريف درعا إلى تل جموع، بعد استهداف المعارضة لهما بالرشاشات الثقيلة. يأتي هذا في ظل معارك متلاحقة للمعارضة تكللت قبل ثلاثة أيام بالسيطرة على موقع تل الجابية العسكري.
في غضون ذلك، قالت المعارضة المسلحة إنها سيطرت على نقاط عسكرية في القلمون الشرقي، بعد مواجهات عنيفة مع قوات النظام. وأفاد بيان نشره المركز الإعلامي في القلمون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأن المعارضة المسلحة تمكنت خلال الأيام الثلاثة الماضية، ضمن معركة أطلق عليها "عواصف الصحراء"، من قطع طريق دمشق ــ بغداد، والسيطرة على مفرزة الجروة وكتيبة الستريلا، وإسقاط طائرة من طراز "سوخوي"، قرب مطار الضمير العسكري، مشيراً إلى وقوع عشرات القتلى من قوات النظام، والاستيلاء على أسلحة وذخائر.
وشهدت مناطق القلمون في الآونة الأخيرة معارك كر وفر بين المعارضة المسلحة وقوات النظام، ونجحت الأخيرة في استعادة السيطرة على مدينة يبرود بعد الاستعانة بمقاتلي حزب الله، كما أحكمت سيطرتها على بلدتي معلولا ورنكوس.
وتتواصل المعارك بين الجيش النظامي وكتائب إسلامية في ريف اللاذقية، وقالت مصادر ميدانية لـ "العربي الجديد" إن قائد كتيبة "الشهيد خليل درويش" قتل خلال مواجهات مع قوات النظام عند قمة النسر، بإصابته بشظية صاروخ. بالمقابل، قصف مقاتلو كتائب "أنصار الشام" بصواريخ محلية الصنع مقار لقوات النظام في المرصد 45، بينما ردت الأخيرة بقصف مدينة كسب براجمات الصواريخ من مصيف رأس البسيط.
وفي إدلب، قتل مدني وجرح اثنان، جراء سقوط خمسة قذائف "هاون" على حي إحسان المبيض في المدينة، فيما قتل ثلاثة مدنيين ومقاتل من "الجيش الحر"، إضافة إلى سقوط عشرة جرحى، إثر إلقاء سلاح الطيران المروحي السوري برميلين متفجرين على قرية الرفة في ريف إدلب.
وفي وسط البلاد، قال مراسل "شبكة شام" المعارضة لـ"العربي الجديد" إن مدنياً قتل في حي الوعر بحمص، برصاصة قناص لقوات النظام متمركز عند الكلية الحربية، بالتزامن مع قصف الحي بقذائف الهاون.
من جهة ثانية، دعت رئيسة البعثة الدولية إلى سورية، المكلفة بتدمير الأسلحة
الكيماوية، سيغريد كاغ، حكومة الرئيس بشار الأسد إلى العمل من أجل الالتزام بمهلة لتدمير جميع الكيماويات السامة. وقالت إن نحو 92.5 في المئة من المواد الكيماوية التي تمتلكها سورية نقلت إلى خارج البلاد وتم تدميرها. واعتبرت ما تحقق "تقدماً ملحوظاً"، غير أنها قالت إن على الحكومة السورية ضمان التخلص من المواد الكيماوية الباقية بنهاية الشهر.