جدّدت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" للأسبوع الثاني على التوالي، نشر صورٍ لمقاتلات كرديات دون السن القانوني، وهنَّ يتلقين الأسلحة وتدريبات أميركية، استعداداً لخوض معركة مرتقبة داخل سورية، وهو ما أثار غضب عددٍ كبير من الصحافيين والناشطين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا في الصور المنشورة مخالفة للقانون، فضلاً عن اعتبارها "بروبغندا" تسويقية.
Twitter Post
|
وتُظهر الصور ثلاث فتيات تُقدّر أعمارهنَّ بحدود 15 - 16 عاماً، وهن يحملن أسلحة رشّاشة صناعة أميركية ويرتدين ألبسة عسكرية، وكُتب تعليقاً على الصور "نظراً لإلحاحهن الكبير... صور جديدة لمقاتلات جاهزات لمواجهة داعش".
Twitter Post
|
وتأتي هذه الصور في إطار الدعم الأميركي المُعلَن للمليشيات الكردية في سورية، حيث جاءت عملية النشر هذه، عقب نشرِ صورٍ، في الأسبوع الماضي، عبر حساب القيادة المركزية على "تويتر" يظهر صوراً مشابهة.
Twitter Post
|
ويُعتبر تجنيد الأطفال الذين هم دون سن 18 عاماً مخالفاً للقوانين الدولية، حيث جاء في اتفاقية "الجمعية العامة للأمم المتحدة" الخاصة بحقوق الطفل والتي صدرت عام 1989 أن "الطفل هو كل إنسان لم يتجاوز 18 من عمره" مؤكّدةً ضرورة السعي لحماية الطفل من الاستغلال الاقتصادي، ومن أداء أي عملٍ يُرجّح أن يكون فيه خطر على حياته، أو يمثّل إعاقة لتعليمه أو ضرراً بصحّته، أو بنموّه البدني أو العقلي أو الروحي أو الاجتماعي".
وألزمت الاتفاقية الدول الأعضاء فيها باتخاذ التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتربوية التي تكفل حماية الأطفال من هذه الأعمال.
وأقرت "الجمعية العامة للأمم المتحدة" في العام ذاته "الإعلان العالمي لحقوق الطفل" الذي نصَّ على "وجوب كفالة وقاية الطفل من أشكال الإهمال والقسوة والاستغلال وألّا يتعرض للاتجار به بأي وسيلة من الوسائل، وألّا يُسمح له بتولي حرفة أو عمل يضرُّ بصحته، أو يعرقل تعليمه أو يضرُّ بنموّه البدني أو العقلي أو الأخلاقي".
في هذا السياق، نقلت وكالة "الأناضول الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف ديفس، أمس الثلاثاء، قوله "لا توجد شروط معينة على أعمار المقاتلين، لدعم الجماعات في سورية".
وكانت عدّة تقارير دولية قد سلّطت الضوء على تجنيد حزب العمال الكردستاني "بي كا كا" وذراعه السورية "بي واي دي" للأطفال، وذكرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" حينها أن "بي واي دي" لم يخرج المقاتلين الأطفال من صفوفه.
ويأتي ذلك رغم أن "بي واي دي" قد وقّع في الخامس من يونيو/ حزيران من عام 2014، تعهّداً مع منظمة "نداء جنيف" يتضمن سحب المقاتلين دون سن 18 من جبهات القتال في غضون شهر، إلا أنه لم يمتثل بتعهده حتى هذه اللحظة.
وذكر مدير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" فضل عبدالغني، أن تجنيد المقاتلين القُصّر إذا كان عمرهم دون 18 عاماً يعتبر مخالفاً للقانون، أما إذا كان 15 عاماً فيعتبر جريمة حرب.