تدور اشتباكات، منذ ليل أمس الجمعة، بين مجموعات مسلّحة تتخذ من قرى البدو في اللجاة، شمالي غرب السويداء، نقطة انطلاق لها، ومجموعات مسلّحة من الدروز محسوبة على النظام، أدت حتى عصر اليوم، السبت، إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح.
وذكر ناشطون أن مئات العائلات من سكان قرى الجبل من البدو نزحوا من منازلهم باتجاه عمق اللجاة، تحسّباً من هجمات مرتقبة، ما ينذر بوقوع اقتتال شامل بين سكان الجبل من الطرفين، معيداً للأذهان ما حدث أواخر صيف عام 2000.
وأفاد ناشط من السويداء، فضّل عدم كشف اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن الأحداث بدأت ليل أمس الأول بإطلاق النار على سيارة يقودها أحد عناصر "الشبيحة" بين قريتي عريقة وداما على تخوم منطقة اللجاة، ما أدى إلى جرح ستة أشخاص كانوا يستقلون السيارة، فيما لاذ المسلحون بالفرار. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
على الاثر تداعى ما يُعرف بعناصر الدفاع الوطني، التابعين للنظام، من القرى المجاورة، وتجمّعات محلية من المشايخ، وشنوا هجوماً على تجمعات قالوا إنها للبدو في أطراف منطقة اللجاة قرب قرية داما، تساندهم قوات النظام في القصف المدفعي والغارات الجوية.
في هذه الأثناء، سقطت قذائف عدة على منازل السكان في قرية داما التي يستخدمها النظام كنقطة انطلاق في عملياته ضد المعارضة في اللجاة، وقُتل في الاشتباكات الدائرة حتى اللحظة بين الطرفين نحو سبعة من الدروز المحسوبين على النظام وأصيب نحو 19 آخرين بجراح.
وحمّل معارض من أبناء السويداء، فضّل عدم كشف اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، مسؤولية ما يجري اليوم، لأجهزة الاستخبارات في المحافظة، والهدف، بحسب رأيه، جعل السكان في الجبل يشعرون كأقلية بأنهم مستهدفون من قبل الآخرين، وأن الخيار الأفضل بالنسبة إليهم هو الالتصاق بالنظام.
واعتبر أن ما يجري هدفه أيضاً جرّهم إلى اقتتال أهلي يُغرق الجميع في دوامته تارة مع البدو وتارة مع جيرانهم من أهل درعا.
ولفت المعارض إلى أن النظام أطلق منذ بدء الاحتجاجات في سورية قبل أكثر من ثلاثة أعوام، يد "الشبيحة والزعران" في جبل العرب، ودعمهم بالسلاح والتدريب، وأصبحوا مصدر خطر على السلم الأهلي، يسرحون ويمرحون كما يحلو لهم، في ظل وجود أغلبية من السكان لا حول لها ولا قوة.
يُشار الى أن التوتر بين الطرفين ليس الأول من نوعه، فقبل نحو شهر قُتل شاب من قرية مجادل، ورد عناصر الدفاع الوطني بقتل شابين من البدو في الساحة العامة للبلدة، وجرت عمليات خطف متبادلة في قرى المحافظة، الأمر الذي وتّر الأجواء بين الطرفين. واستعاد السكان أحداث عام 2000، إثر نزاع بدأ بالخلاف على الرعي في أراضٍ زراعية، وانتهى بمقتل العشرات وتهجير المئات من منازلهم.
من جهتها، دعت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين في سورية، في بيان، "أبناء الوطن إلى عدم الانجرار وراء الفتنة". وطلب البيان "من مختلف أطياف المجتمع التمسك بشعار الأجداد إبّان الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي، فالدين لله والوطن للجميع، والتعامل مع بعضهم بروح الأخوّة والتمسك بالقوانين والأنظمة وتطبيقها على الجميع من دون استثناء".
وتجمّع المئات من الشباب والمشايخ في مدينة السويداء أمام مقام عين الزمان، كتعبير عن الغضب، مطالبين النظام بتزويدهم بالسلاح.
وغير بعيد عمّا يحصل في اللجاة، شيّع أهالي بلدة نمر في ريف درعا الشمالي، اليوم السبت، القتيل الـ24 الذي قضى متأثراً بجراح أصيب بها جراء انفجار سيارة مفخخة لدى خروج المصلين من الجامع بعد صلاة الجمعة، أمس.
وأفاد مركز توثيق الشهداء في درعا، أن سيارة مفخخة جرى تفجيرها أمام مسجد التقوى لدى خروج المصلين من الجامع بعد صلاة الجمعة، ما أدى إلى مقتل 24 شخصاً من المدنيين، جرى توثيقهم بالاسم، بينهم امرأة وأربعة أطفال، بالإضافة الى عشرات الجرحى.
وعرض ناشطون على صفحات معارضة على مواقع التواصل الاجتماعي، اعترافات قالوا إنها للشاب المسؤول عن تفجير السيارة، الذي أقرّ في تحقيقات أولية معه، عن مسؤوليته عن التفجير، وكشف عن وجود شبكة من المتعاونين مع النظام.
إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران المروحي ألقى برميلين متفجّرين، على مناطق في الحي الشمالي لمدينة نوى في ريف درعا الشمالي الغربي، وسط اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وفصائل مسلحة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى، في الجهة الشرقية للمدينة.
كما تدور اشتباكات بين قوات النظام من جهة والكتائب الإسلامية وكتائب أخرى من جهة ثانية، في الحي الشرقي لمدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.