كما تراجعت عمليات القصف الجوي في المنطقة من قبل طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وسط أنباء عن مفاوضات لتحديد مصير نحو 300 عنصر وقيادي في "داعش"، بالتزامن مع تحضيرات لـ"قسد" بهدف شنّ عملية عسكرية نهائية، في حال فشلت المفاوضات.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ طيران التحالف الدولي استهدف بغارات عدة بلدة الباغوز فوقاني في ريف دير الزور الشرقي، حيث ينتشر بعض عناصر "داعش".
وبحسب المصادر، فقد شارك الطيران الروسي في قصف المنطقة، مستهدفاً شمال غرب الباغوز فوقاني، وذلك إثر محاولات تسلل يقوم بها عناصر "داعش" نحو مدينة البوكمال التي تسيطر عليها قوات النظام والمليشيات الإيرانية.
وقامت قوات النظام، اليوم الأربعاء، بمشاركة من الطيران المروحي، بعمليات بحث عن عناصر لـ"داعش" نجحوا بالتسلل نحو مناطقها في ريف البوكمال، وتم نصب عدد كبير من الحواجز في المدينة وريفها.
وخرج عدد من المدنيين، أمس الثلاثاء، من مناطق "داعش" ووصلوا إلى مناطق سيطرة مليشيا "قسد" في ريف دير الزور الشرقي.
من جهتها، شنّت "قسد" حملة تفتيش ومداهمات في بادية مدينة الصور في ريف دير الزور الشمالي، بحثاً عن خلايا تابعة لتنظيم "داعش" ربما تكون قد تسللت مع النازحين.
في غضون ذلك، أكدت مصادر عدة وصول شحنات من الأسلحة والمعدات مرسلة من قبل التحالف الدولي إلى منطقة شرق الفرات، على متن عشرات الشاحنات قادمة من الأراضي العراقية.
وأوضحت المصادر أنّ الشاحنات التي قُدّر عددها بنحو مائتين، سلكت طريق عامودا بريف الحسكة باتجاه قواعد تابعة للتحالف الدولي ضمن ريف الرقة، وتضم دبابات وعربات مدرعة وآليات وعربات عسكرية ومعدات لوجستية، وذلك على الرغم من القرار الأميركي بالانسحاب من سورية.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر محلية، قولها إنّ الشاحنات دخلت سورية، مساء الإثنين، عبر معبر "سيمالكا" الحدودي مع العراق، ووصلت إلى مستودعات بلدتي خراب عشق وصرين، شمالي محافظة الرقة السورية، حيث أفرغت حمولتها هناك.
وأشارت "الأناضول" إلى أنّ الشاحنات كانت تحمل مولدات كهرباء كبيرة، تمنح انطباعاً بأنّها ستُستخدم لتلبية احتياجات الطاقة المتزايدة في القواعد العسكرية الأميركية الموجودة، أو من أجل توفير الطاقة الكهربائية لقواعد محتملة جديدة.
أما العربات المصفحة، فهي من نوع "هامفي"، ذات المهام المتعددة والمرنة في الحركة، وقد درجت الولايات المتحدة على إعطاء هذا النوع من العربات لعناصر "وحدات حماية الشعب" الكردية، بينما يستخدم الجنود الأميركيون في سورية عربات "هامر" العسكرية، والتي تتفوق على عربات "هامفي" من حيث الحجم والتقنية.
ووفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فإنّ هذه التعزيزات الأميركية قد يكون هدفها القيام بعملية عسكرية واسعة ضد من بقي من تنظيم" داعش"، في حال فشلت المفاوضات المتعلقة بتحديد مصيرهم.