عيّنت حركة "أحرار الشام الإسلامية"، اليوم الأربعاء، أميراً جديداً للحركة وقائداً عسكريّاً، متعهّدة بمواصلة القتال ضد قوات النظام السوري وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في حين أكد مسؤول في "الجبهة الإسلامية" أن "العملية تمّت بواسطة عبوة ناسفة تحوي غازاً ساماً".
وذكرت الحركة في تسجيل مصور بثّ على موقع "يوتيوب" أنه "تم تعيين المهندس هاشم الشيخ، المكنّى بأبي جابر أميراً وقائداً عاماً لحركة أحرار الشام الإسلامية، وأبي صالح الطحان قائداً عسكريّاً عاماً للحركة".
وأشارت إلى أن "أحرار الشام ستبقى خادمة الجهاد في الشام، تجاهد النظام وتنظيم الدولة حتى خلاص أهل الشام منهما". وكان هاشم قبل التعيين الجديد، أميراً للحركة في بلدة مسكنة، بصفة خاصة وريف حلب الشرقي بصفة عامة، ولن يخرج عن خط القادة السابقين للحركة.
أما أبو صالح الطحان فهو من مواليد مدينة تفتناز في ريف إدلب، وقضى سنوات عدة خارج سورية، وعاد مع انطلاقة الثورة، وانتمى الى كتائب "أحرار الشام"، وأسس كتيبة "أحفاد علي بن أبي طالب".
ويُعدّ أبو صالح الطحّان أبرز القادة العسكريّين في الحركة، وقاد معارك مهمّة عدة كان أبرزها معركة تحرير مطار تفتناز العسكريّ في إدلب، وتحرير منطقة إيكاردا في ريف حلب، ومعارك تحرير مدينة الرقة.
وجاء قرار التعيين الجديد بعد يوم واحد من تفجير استهدف اجتماعَ قادة "أحرار الشام" في قرية رام حمدان في ريف إدلب الشمالي، أسفر عن مقتل نحو 50 قيادياً من الحركة، أبرزهم قائدها، حسان عبود الملقب بأبي عبد الله الحموي، ورئيس المؤسسة العسكرية للحركة أبو طلحة، وأمير الحركة في حلب سابقاً، عضو مجلس شورى الجبهة الإسلامية أبو يزن الشامي.
وكان عبود قد كتب في إحدى تغريداته على موقع التواصل "تويتر" قبل وفاته بأيام يقول: "ما زالوا يتوعدونك بالاغتيال، قلت كنت أخشى أن تكون الخاتمة على أيديهم، يوم كنا نعدهم بغاة، أما الآن فطوبى لمن قتلهم وقتلوه، اللهم قتلة ترضاها".
وفي السياق ذاته، أكد المدير الإداري لمكتب "الجبهة الإسلامية" في حلب ياسر عبد اللطيف، وهو من أتباع حركة "أحرار الشام الإسلامية"، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "العملية تمّت بواسطة عبوة ناسفة، كانت مزروعة في مقرّ اجتماع القادة، وتحوي العبوة على غاز سام، متهماً النظام السوري أو تنظيم الدولة الإسلامية بالضلوع في التفجير".
من جانبه، أشار عضو الهيئة السياسة لـ"الجبهة الإسلامية" محمد بشير، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الملابسات لا تزال غير واضحة"، لكنه رجّح ما ذهب إليه بشير، وهو أن تكون عملية التفجير قد تمّت بواسطة عبوة ناسفة تحوي غازات سامة، مؤكداً أن "حصيلة الضحايا وصلت إلى خمسين".
ولدى سؤال بشير عن الجهة التي تقف خلف التفجير، أكد أنها "واضحة"، لكنه رفض تسميتها في الوقت ذاته.
في غضون ذلك، أكد المتحدث الرسمي باسم مبادرة "واعتصموا" عبد المنعم الزين، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الاستهداف الغامض حتى هذه اللحظة، هو استهداف لمبادرة واعتصموا".
وكانت خطوة إعلان المعارضة "مجلس قيادة للثورة السورية" جاءت تحت مسمى "واعتصموا"، بمبادرة عدد من العلماء وطلاب العلم، بهدف توحيد الفصائل العاملة في سورية، وبتوقيع كتائب بارزة منها إسلامية وأخرى تابعة لـ"الجيش الحر".
إلى ذلك، دان "الائتلاف الوطني" المعارض عملية استهداف القادة واصفاً ما حصل بـ"الجريمة النكراء"، وكشف أن "الشعب السوري سيستمرّ في كفاحه من أجل الحرية، وأن العدالة ستطال المجرمين وجميع من تلطخت أيديهم بدماء السوريين". وأكد أن "مرتكب هذه الجريمة النكراء أيا كان، ليس إلا عدو الشعب السوري وثورته العظيمة".
ونعت معظم المؤسسات العسكرية والهيئات الشرعية في سورية عملية التفجير، بالأكبر من نوعها في تاريخ الثورة السورية.
يذكر أن "حركة أحرار الشام الإسلامية" أحد أبزر وأقوى فصائل "الجبهة الإسلامية"، أعلنت عن نفسها في نهاية 2011، وذلك باتحاد أربعة فصائل إسلامية سورية وهي "كتائب أحرار الشام" و"حركة الفجر الإسلامية" و"جماعة الطليعة الإسلامية" و"كتائب الإيمان المقاتلة"، وتتركز قوتها في محافظات إدلب وحلب وحماة.