على الرغم من الوعود، لم تُجلِ السودان طلابها بعد من مدينة ووهان الصينية، الأمر الذي يقلقهم هم وأهاليهم
في مدينة ووهان الصينية، يواجه مئات الطلاب السودانيّين، الذين لم تُجلِهم الحكومة السودانية، ظروفاً صعبة، في ظل الحجر الصحي الذي فرضته السلطات الصينية على المدينة منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، عقب انتشار فيروس كورونا.
وتقول الطالبة السودانية ضحى الطيب، التي تعيش حالياً في ووهان، إنّها لم تواجه أمراً مماثلاً من قبل. "الحياة صعبة جداً في المدينة المنكوبة لأن كل شيء صار محدوداً جداً"، مشيرة إلى أنها تعيش داخل غرفتها منذ 23 يناير/ كانون الأول الماضي، ولم تخرج منها بسبب الحجر الصحي المفروض على المدينة عقب انتشار فيروس كورونا. وتشير إلى أنّها تعاني اكتئاباً حاداً وخوفاً دائماً وترغب في العودة إلى بلادها، لا سيما في ظل الشح في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب في مسكنها، وصعوبة الأوضاع المعيشية والخدمات، لأن المصارف مغلقة بالكامل منذ فترة طويلة، ولا تستطيع الخروج من المنزل. صحيح أنّها خزنت الطعام والمياه، إلّا أنّها لا تعلم إلى أي مدى قد يكون ما خزنته كافياً.
وتقول لـ "العربي الجديد" عبر الهاتف: "تراخي الحكومة السودانية في إجلاء طلابها أثّر علينا وعلى أهلنا. كل يوم يتأكد لنا أن حياتنا غير مهمة للحكومة السودانية، وكرامة الإنسان السوداني لا تساوي شيئًا بالمقارنة مع الأولويات الأخرى". تضيف أن "الأوضاع في المدينة المنكوبة ما زالت خطيرة، ويتوقع أطباء صينيون الوصول إلى الذروة حتى شهر إبريل/ نيسان المقبل". وتوضح أنهم تأملوا خيراً خلال الأيام السابقة عقب الأنباء التي وصلت إليهم وتحدثت عن وصول طائرة مصرية استأجرتها الخرطوم لإجلائهم، لكن فوجئوا بتأجيلها مرة أخرى، بحجة انتظار طائرة إماراتية لتقلّهم إلى بلادهم... ليعودوا إلى دائرة اليأس مرة أخرى.
ضحى هي واحدة من بين 159 طالبا سودانيا قدموا إلى مدينة ووهان الصينية لمتابعة الدراسات العليا في جامعاتها على مستوى درجة الماجستير والدكتوراه، ويصل عددهم إلى 200. وترافق بعض الأسر أبناءها أثناء سنوات الدراسة، علماً أن هناك عددا آخر من الطلاب العرب في المدينة. وتؤكّد ضحى أن "دولهم أجْلتهم جميعاً. أما اليمنيون، فتم إبلاغهم أنه سيتم إجلاؤهم في القريب العاجل. لكن بالنسبة للسودانيين، فلا حياة لمن تنادي. وكرروا مناشداتهم العديدة للحكومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، حتى فقدوا الأمل في حكومتهم بعد الوعود الكاذبة".
من جهته، يقول رئيس رابطة الطلاب السودانيين في مدينة ووهان أبو بكر بابو، في تصريحٍات صحافية، إن الغذاء الذي خزنه الطلاب بدأ في النفاد، وأنهم يواجهون مشكلة توفير المزيد منه مع إغلاق المطاعم والمحال التجارية أبوابها. كما يواجهون مشكلة في المياه الصالحة للشرب، موضحاً أن عدم معرفة السودانيين اللغة الصينية يزيد من معاناتهم لأنهم لا يستطيعون الاستفادة من كل الخدمات التي تقدمها الحكومة الصينية.
وتبدو أوضاع الطلاب السودانيين في مدن صينية أخرى مطمئنة. ويقول أنور عكاشة، وهو طالب دكتوراه، لـ "العربي الجديد"، إن الأوضاع في مدينة بكين، بعد نحو أربعة أسابيع من انتشار فيروس كورونا، باتت مطمئنة، والحياة تسير بصورتها الطبيعية مع فتح الأسواق والمحال التجارية وإقبال الناس على الشراء، بعدما كانت قد انحسرت خلال الأسابيع الماضية. ويشير إلى عدم تسجيل أية إصابة بين السودانيين.
من جهة أخرى، هناك بعض الضوابط التي اتخذتها الجامعات للحفاظ على طلابها الأجانب، تمثلت فى تقليل ساعات الخروج خارج نطاق الجامعة مع توفير كامل الاحتياجات المتمثلة فى الأكل والشرب، إضافة إلى الفحوصات الدورية.
اقــرأ أيضاً
في المقابل، لا يبدو قلق عائلات الطلاب داخل السودان أخفّ من قلق الطلاب أنفسهم. وأعربت العائلات في أكثر من مناسبة عن قلقها العميق على مصير أبنائها بعد انتشار المرض، ونظمت تلك الأسر أربع وقفات احتجاجية، أولها أمام مقر وزارة الخارجية وآخرها الإثنين الماضي أمام القصرالرئاسي في الخرطوم، للضغط على الحكومة لإعادة أبنائها إلى البلاد. كما ناشدت جهات خارجية المساعدة بعيداً عن الحكومة.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قد أمر في الثالث من الشهر الجاري، بتأمين طائرة خاصة لإجلاء الطلاب من دون أن يتحقق الأمر حتى الآن، وسط حالة ارتباك واسعة من قبل السلطات وتضارب المعلومات، على الرغم من تأكيدات وزارة الصحة التي تقول إنها جهزت الطاقم الطبي الذي سيرافق رحلة الإجلاء، ومكاناً لإيواء الطلاب في الخرطوم والتأكد من عدم إصابتهم بالمرض. إلا أن العائلات اتهمت في بيان وزير رئاسة مجلس الوزراء، السفير عمر مانيس، بالتسبب في تعطيل طائرة مستأجرة كانت على وشك الإقلاع إلى ووهان لإعادة أبنائهم.
ويقول محمد آدم عربي، والد الطالب حذيفة الذي يدرس في جامعة ووهان، إنّ جميع الأسر السودانية التي لديها أبناء في المدينة المنكوبة لم يفارقهم الخوف والقلق، منذ إعلان انتشار الفيروس في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خصوصاً هذه الأيّام، بعدما أخبرهم أبناؤهم بنقص الغذاء الخاص بهم في ظل الشلل التام الحاصل في المدينة، مشيراً إلى أن السلطات الصينية منحتهم قبل أيام كميات من الأرز والبيض والزيت.
ويوضح أنه كانت هناك محاولة جادة لاستعادة أبنائهم في الأيام الماضية، إلا أنها أحبطت مؤخراَ على الرغم من كل التجهيزات والترتيبات اللوجستية والطبية، ويشمل الطاقم الطبي الذي سيرافقهم والمكان المخصص لهم لقضاء فترة حجر صحي في البلاد، حتى يتم التأكد من سلامتهم. ويوضح أن عدم اكتمال الرحلة أدى إلى إحباط الطلاب. ويوضح أن العائلات عقدت اجتماعات مع الحكومة يوم الإثنين الماضي، على خلفية وقفة احتجاجية رابعة منذ بدء الأزمة، ووعدتهم بحسم الموضوع في مدة أقصاها الخميس المقبل.
وتقول الطالبة السودانية ضحى الطيب، التي تعيش حالياً في ووهان، إنّها لم تواجه أمراً مماثلاً من قبل. "الحياة صعبة جداً في المدينة المنكوبة لأن كل شيء صار محدوداً جداً"، مشيرة إلى أنها تعيش داخل غرفتها منذ 23 يناير/ كانون الأول الماضي، ولم تخرج منها بسبب الحجر الصحي المفروض على المدينة عقب انتشار فيروس كورونا. وتشير إلى أنّها تعاني اكتئاباً حاداً وخوفاً دائماً وترغب في العودة إلى بلادها، لا سيما في ظل الشح في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب في مسكنها، وصعوبة الأوضاع المعيشية والخدمات، لأن المصارف مغلقة بالكامل منذ فترة طويلة، ولا تستطيع الخروج من المنزل. صحيح أنّها خزنت الطعام والمياه، إلّا أنّها لا تعلم إلى أي مدى قد يكون ما خزنته كافياً.
وتقول لـ "العربي الجديد" عبر الهاتف: "تراخي الحكومة السودانية في إجلاء طلابها أثّر علينا وعلى أهلنا. كل يوم يتأكد لنا أن حياتنا غير مهمة للحكومة السودانية، وكرامة الإنسان السوداني لا تساوي شيئًا بالمقارنة مع الأولويات الأخرى". تضيف أن "الأوضاع في المدينة المنكوبة ما زالت خطيرة، ويتوقع أطباء صينيون الوصول إلى الذروة حتى شهر إبريل/ نيسان المقبل". وتوضح أنهم تأملوا خيراً خلال الأيام السابقة عقب الأنباء التي وصلت إليهم وتحدثت عن وصول طائرة مصرية استأجرتها الخرطوم لإجلائهم، لكن فوجئوا بتأجيلها مرة أخرى، بحجة انتظار طائرة إماراتية لتقلّهم إلى بلادهم... ليعودوا إلى دائرة اليأس مرة أخرى.
ضحى هي واحدة من بين 159 طالبا سودانيا قدموا إلى مدينة ووهان الصينية لمتابعة الدراسات العليا في جامعاتها على مستوى درجة الماجستير والدكتوراه، ويصل عددهم إلى 200. وترافق بعض الأسر أبناءها أثناء سنوات الدراسة، علماً أن هناك عددا آخر من الطلاب العرب في المدينة. وتؤكّد ضحى أن "دولهم أجْلتهم جميعاً. أما اليمنيون، فتم إبلاغهم أنه سيتم إجلاؤهم في القريب العاجل. لكن بالنسبة للسودانيين، فلا حياة لمن تنادي. وكرروا مناشداتهم العديدة للحكومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، حتى فقدوا الأمل في حكومتهم بعد الوعود الكاذبة".
من جهته، يقول رئيس رابطة الطلاب السودانيين في مدينة ووهان أبو بكر بابو، في تصريحٍات صحافية، إن الغذاء الذي خزنه الطلاب بدأ في النفاد، وأنهم يواجهون مشكلة توفير المزيد منه مع إغلاق المطاعم والمحال التجارية أبوابها. كما يواجهون مشكلة في المياه الصالحة للشرب، موضحاً أن عدم معرفة السودانيين اللغة الصينية يزيد من معاناتهم لأنهم لا يستطيعون الاستفادة من كل الخدمات التي تقدمها الحكومة الصينية.
وتبدو أوضاع الطلاب السودانيين في مدن صينية أخرى مطمئنة. ويقول أنور عكاشة، وهو طالب دكتوراه، لـ "العربي الجديد"، إن الأوضاع في مدينة بكين، بعد نحو أربعة أسابيع من انتشار فيروس كورونا، باتت مطمئنة، والحياة تسير بصورتها الطبيعية مع فتح الأسواق والمحال التجارية وإقبال الناس على الشراء، بعدما كانت قد انحسرت خلال الأسابيع الماضية. ويشير إلى عدم تسجيل أية إصابة بين السودانيين.
من جهة أخرى، هناك بعض الضوابط التي اتخذتها الجامعات للحفاظ على طلابها الأجانب، تمثلت فى تقليل ساعات الخروج خارج نطاق الجامعة مع توفير كامل الاحتياجات المتمثلة فى الأكل والشرب، إضافة إلى الفحوصات الدورية.
في المقابل، لا يبدو قلق عائلات الطلاب داخل السودان أخفّ من قلق الطلاب أنفسهم. وأعربت العائلات في أكثر من مناسبة عن قلقها العميق على مصير أبنائها بعد انتشار المرض، ونظمت تلك الأسر أربع وقفات احتجاجية، أولها أمام مقر وزارة الخارجية وآخرها الإثنين الماضي أمام القصرالرئاسي في الخرطوم، للضغط على الحكومة لإعادة أبنائها إلى البلاد. كما ناشدت جهات خارجية المساعدة بعيداً عن الحكومة.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قد أمر في الثالث من الشهر الجاري، بتأمين طائرة خاصة لإجلاء الطلاب من دون أن يتحقق الأمر حتى الآن، وسط حالة ارتباك واسعة من قبل السلطات وتضارب المعلومات، على الرغم من تأكيدات وزارة الصحة التي تقول إنها جهزت الطاقم الطبي الذي سيرافق رحلة الإجلاء، ومكاناً لإيواء الطلاب في الخرطوم والتأكد من عدم إصابتهم بالمرض. إلا أن العائلات اتهمت في بيان وزير رئاسة مجلس الوزراء، السفير عمر مانيس، بالتسبب في تعطيل طائرة مستأجرة كانت على وشك الإقلاع إلى ووهان لإعادة أبنائهم.
ويقول محمد آدم عربي، والد الطالب حذيفة الذي يدرس في جامعة ووهان، إنّ جميع الأسر السودانية التي لديها أبناء في المدينة المنكوبة لم يفارقهم الخوف والقلق، منذ إعلان انتشار الفيروس في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خصوصاً هذه الأيّام، بعدما أخبرهم أبناؤهم بنقص الغذاء الخاص بهم في ظل الشلل التام الحاصل في المدينة، مشيراً إلى أن السلطات الصينية منحتهم قبل أيام كميات من الأرز والبيض والزيت.
ويوضح أنه كانت هناك محاولة جادة لاستعادة أبنائهم في الأيام الماضية، إلا أنها أحبطت مؤخراَ على الرغم من كل التجهيزات والترتيبات اللوجستية والطبية، ويشمل الطاقم الطبي الذي سيرافقهم والمكان المخصص لهم لقضاء فترة حجر صحي في البلاد، حتى يتم التأكد من سلامتهم. ويوضح أن عدم اكتمال الرحلة أدى إلى إحباط الطلاب. ويوضح أن العائلات عقدت اجتماعات مع الحكومة يوم الإثنين الماضي، على خلفية وقفة احتجاجية رابعة منذ بدء الأزمة، ووعدتهم بحسم الموضوع في مدة أقصاها الخميس المقبل.