سنودن على "تويتر": رسائل وأبعاد

01 أكتوبر 2015
حساب سنودن بعد ساعات على افتتاحه
+ الخط -
بعد عشرات الحسابات الوهمية التي نسبت إليه على موقع "تويتر" ها هو إدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الاستخبارات المركزية (NSA)، يطلّ بحساب موثّق على "تويتر". الحساب الذي أنشأه سنودن أول من أمس استحوذ على أنظار الصحافة الفرنسية التي ما برحت تتحدّث عن تصريحاته المثيرة للجدل؛ والتي انفردت إحدى صحفها "باريس ماتش" بمقابلة حصرية معه في مطلع الشهر الفائت، فيعود اليوم بشكل أكثر وضوحًا مع حساب مؤكّد هذه المرة جرى التحقق منه، ومنحه علامة موثّقة لا تعني سوى شيء واحد: إدوارد سنودن شخصيًا على تويتر.

ولمن لا يعرف سنودن جيّدا فهو العميل الذي شغّلته وكالة الاستخبارات الأميركية لسنوات عشر، وقام بتسريب معلومات سرية متعلّقة بنظام "بريسم" التجسسي لصحيفتي "ذا غارديان" و"واشنطن بوست" صيف 2013، وفرّ هاربًا إلى روسيا التي استقبلته بانتظار قبول لجوئه إلى بلد آخر كفرنسا أو ألمانيا، حسب ما ذكرت الصحافة الألمانية مؤخرًا.

عرّف سنودن عن نفسه في الزاوية الشخصية بالقول "كنت أعمل لحساب الحكومة، الآن أعمل من أجل الجمهور"، ومدير في مؤسسة "فريدوم أوف ذا برس".

ولم تمضِ دقائق قليلة على إنشائه الحساب، حتى حظي سنودن بأكثر من مئتي ألف متابع، وقام أكثر من 37 ألف مغرد بإعادة نشر تغريدته الأولى (ريتويت) في أقل من 25 دقيقة على إطلاق الحساب.

غرّد سنودن لأول مرة من أجل "الجمهور الذي يعمل من أجله" بالقول: هل تسمعونني الآن؟ ثمّ ردّ على تعليق عالم الفيزياء الفلكية نيل دي غراس الذي كتب له "أهلا بك هنا!": "شكرًا، الآن يوجد حياة على المريخ. هل يراقبون الحدود هناك؟ أسأل من أجل صديق". ليتابع لاحقًا الاثنان المحادثة، ويختم سنودن ردًا على سؤال صديقه عما يفعله الآن "أشغل منصبًا في مؤسسة حرية الصحافة والتعبير، وأعمل في مجال عملي؛ أي المعلوماتية والمراقبة، لكنني أجد وقتا إضافيا من أجل صور القطط".

على أنّ ما يثير الجدل في حساب سنودن هو متابعته لحساب واحد يتيم هو حساب مشغليه السابقين وملاحقيه الحاليين؛ أي وكالة الأمن القومي الأميركية، الأمر الذي ركّزت عليه الصحافة البريطانيّة في تغطيتها. وتغريدته الأولى التي تحمل نفس الكلمات التي يبثّها الإعلان الدعائي الذي أطلقته شركة الاتصالات الأميركية "Verizon"، المتورطة في قضية التجسس الشهيرة؛ والتي فضح تفاصيلها سنودن منذ حوالي السنتين - "هل يمكنكم سماعي الآن؟". موقع slate الإنجليزي الناطق بالفرنسية كشف عن المغزى من تلك التغريدة، وقال "عندما راج الإعلان الدعائي راجت معه مقولة الرئيس الأميركي أوباما أثناء حملته الانتخابية "هل يمكنكم سماعي؟" ليرد أوباما yes we can (نعم نستطيع).

أما صحيفة "لوبوان" فقد عنونت في صفحة الميديا "إدوارد سنودن وصل إلى تويتر". وكتبت مقالاً علّقت فيه على ما يمكن أن يحدثه سنودن من ضجة في الأيام المقبلة "هذا الرجل لا يتوقّف عن إثارة الجدل، تصريحاته التي أصبحت تبليغات لا يمكن نفيها أو تأكيدها باتت اليوم مفتوحة أمام الرأي العام".

وفي نفس السياق نقلت "الإيكو" (Les échos) كلاماً عن محامي سنودن "بن وزنر"، يؤكّد فيه رغبة سنودن في التوجه نحو الرأي العام "هذا نطاق عمله اليوم وهذه رغبته، وهذا حسابه فعليا الذي أكّدته صحيف "ذا انترسبت" الإلكترونية التي يديرها غلين غرينوالد الحائز مؤخرا على جائزة "بولتزير" لنشره تقارير سنودن المسربة".


اقرأ أيضاً: هل يُتاجر "فيسبوك" بخصوصيّة مستخدميه؟
المساهمون