يرى الفنان المصري، سمير غانم، أن اقتصاد بلاده يمر بمرحلة نقاهة، وأن تعافيه متوقف على مدى تجاوب الشعب مع دعوات البناء والعمل، مشيراً في حوار مع" العربي الجديد" إلى أن الجنيه المصري تراجع كثيراً نتيجة الأزمات المتلاحقة في جميع القطاعات.. إلى نص الحوار:
* ما هو سبب إحجامك عن الحديث لوسائل الإعلام طوال الفترة الماضية؟
في الحقيقة أنا لم أتحدث منذ فترة بعيدة إلى أي وسيلة إعلامية، حتى لا يتحول كلامي إلى مدح أو نقد لأحد؛ لأننا نعيش أزمة حقيقية في كثير من الجوانب؛ وأهمها الجانب الإعلامي الذي أنتقده بشدة لما يرتكبه من أخطاء تضر المجتمع ولا تفيده، فالبعض نسي أن الإعلام دوره تثقيفي وتنويري في المقام الأول، وليس أداة لتصفية الحسابات والخلافات الشخصية.
* وهل يتحمل الإعلام وحده كل ما نعاني منه وما وصلنا إليه؟
الإعلام عليه اللوم الأكبر؛ لما له من دور مهم، فضلاً عن كونه أحد الأسلحة الفتاكة التي تستخدم في عصرنا الحديث لتوعية الناس ولم شملهم أو تشتيتهم وتقسيمهم، وبالتالي فإن استخدام هذا السلاح بطريقة خطأ، سيؤدي إلى ضرر كبير، أما في ما يخص من يتحمل المسؤولية بجانب الإعلام فكلنا مذنبون ومتهمون بالتقصير تجاه البلد، وأنا أرى أن ما وصلنا إليه من صنعنا.
* وماذا عن الجانب الاقتصادي في مصر؟
في ما يتعلق بالجانب الاقتصادي فأرى أننا بحاجة إلى جهود ضخمة من المصريين للنهوض به، فالعمل بضمير هو أهم الأولويات فى هذه المرحلة، ويجب أن يلتزم به المواطنون قبل المسؤولين لو أردنا أن نعود إلى ما كنا عليه قبل هذه الأزمة، فإذا لم يكن هناك تضحيات حقيقة وعمل بجد واجتهاد وضمير فلن نصل إلى شيء.
فمصر تمر بأزمة كبيرة وتحتاج من الصغير قبل الكبير أن يقدم كل ما لديه من مجهود ولا يبخل عليها بشيء، حتى تتعافى وتسترد كامل صحتها وعافيتها.
* لكن أين دور المسؤولين؟ فمعنى كلامك أن المواطن البسيط هو من سيتحمل وحده أعباء هذه المرحلة؟
لم أقصد ذلك، فالمسؤولون والحكومة عليهم دور كبير والعمل بضمير والتضحية لكي تقف مصر على قدميها مرة أخرى، لكن ما شهدناه الفترة الأخيرة هو زيادة المطالب الفئوية التي أرى أن البلاد لن تستطيع تنفيذها في المرحلة الحالية.
*وما الحل إذاً من وجهة نظرك للخروج من هذه الأزمة؟
الحلول تقتصر على العمل فقط ولا أرى حلا آخر، ولن ينصلح حال الاقتصاد إلا إذا انصلح حالنا، فلا بد أن نتيقن بأن صلاح بلادنا واقتصادها لن يأتي إلا بالصبر والعمل، وإن لم نتحرك بجدية سنظل نعاني ونطالب بتغيير حكومات ومسؤولين دون حلول جذرية للأزمة.
*هل ترى أن الجمهور يحتاج لمزيد من حملات التوعية والتثقيف لمعرفة واجباته ودوره في الفترة الحالية؟
هذه النقطة الأهم في وقتنا الحالي، فالمصريون يختلفون فيها بشكل كبير ولا تجد اثنين متفقين على نفس الفكرة أو المعلومة، ويعود السبب إلى الإعلام ودوره التوعوي الذي نفتقده، فكل إعلامي يتحدث من وجهة نظره و"على مزاجه"، بالتالي نجد الشعب مشتتا ومستعدا للصراع في ظل انتشار الشائعات وروح الكراهية في وسائل الإعلام، لكن بالطبع وجود حملات توعية وتثقيف أمر مهم جداً؛ لكي نوضح للجمهور ما الدور الذي عليه القيام به في عمله ومجتمعه للنهوض بمصر.
*وما هو مدى متابعتك لسوق العملات ولا سيما في ظل تراجع الجنيه المصري أمام الدولار؟
بالتأكيد، وأرى أن الجنيه المصري تراجع كثيراً نتيجة أزماتنا التي تلاحق جميع القطاعات الرئيسية، ومنها السياحة والصناعة والتجارة، فعملتنا المحلية والاقتصاد فى مرحلة النقاهة ولم يتعافَ بنسبة مائة في المائة.
*هل تشعر بالتفاؤل تجاه الفترة المقبلة؟
أنا دائما متفائل، وهذا يجعلني أرى حلماً جميلاً سيتحقق قريباً على أرض الواقع وسنعيشه جميعاً كمصريين، وسنعود أفضل مما كنا وسيعيش الوطن حالة نجاح غير مسبوقة بفضل الله، ومجهود أبنائها الذين لم ولن يبخلوا عليها بأي غالٍ أو ثمين وهذا هو معدن المواطن المصري الذي يظهر في الأزمات، فالمحن تظهر معنى الرجولة الحقيقية.