إثر نيل حكومته لثقة البرلمان التونسي بـ134 صوتاً من مجموع 217 صوتاً، أعلن رئيس الحكومة هشام المشيشي، مساء أمس الأربعاء، تعيين الإعلامية سماح مفتاح مستشارة إعلامية لرئيس الحكومة، مكلفة الإعلام والاتصال. وسماح مفتاح إعلامية تونسية تقدم برامج سياسية في قناة "حنبعل تي في" الخاصة، وفي إذاعة "شمس أف أم".
تعيين سماح مفتاح خلّف ردود أفعال متباينة بين مبارك لهذا التعيين، لما تتميز به من كفاءة أثبتتها في برامجها السياسية، حيث كتب عبد السلام السمراني: "مبروك تعيين المستشارة الإعلامية لرئيس الحكومة، أنت جديرة بذلك"، ومعارض له، حيث كتبت إحدى أشهر المدونات التونسيات، بنت طراد، تعليقاً على التعيين بطريقة ساخرة، قائلة: "سماح مفتاح مستشارة إعلامية للمشيشي، إنا لله وإنا إليه راجعون".
المستشارة الإعلامية لرئيس الحكومة ستجد أمامها العديد من الملفات الحارقة التي عليها التعامل معها، وبينها مدّ جسور تواصل جيدة مع النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، في ما يتعلق بالملفات الاجتماعية للصحافيين التونسيين، وتعيين مسؤولين أول على رأس المؤسسات الإعلامية الحكومية، ولا سيما الإذاعة التونسية التي تعرف فراغاً إدارياً منذ أكثر من سنة، حيث لم تنجح الحكومة السابقة برئاسة إلياس الفخفاخ، في تسمية مدير عام لهذه المؤسسة التي تضمّ 11 محطة إذاعية.
كذلك ستجد مفتاح نفسها أمام ملفات تتعلق بالتداخل بين الحزبي والإعلامي في المؤسسات الإعلامية التونسية، ولا سيما بعد تصريح محمد عبو، وزير الوظيفة العمومية ومقاومة الفساد في الحكومة المستقيلة، أمس الأربعاء، بأنّ "حزب حركة النهضة يسيطر بطرق غير قانونية على أربع محطات تلفزيونية يوظفها لخدمة أجنداته السياسية، وهو ما يخالف النصوص القانونية، ومنها المرسومان 115 و116 المنظمان لقطاع الإعلام في تونس".
وينتظر مفتاح أيضاً ملف صعب، هو ملف الصحافة الورقية التي تشهد أزمة مالية غير مسبوقة، فشلت كل الحكومات المتتالية في إيجاد حلّ لها، ما يهدد بالمزيد من إغلاق الصحف وإحالة العاملين فيها على البطالة الإجبارية.