وصل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، اليوم الاثنين، إلى الحدود العراقية السورية، على رأس قوة كبيرة من مليشيا "فاطميون" الأفغانية، في حين أعلنت مليشيات "الحشد الشعبي" عن صدّ قواتها لهجوم شنه تنظيم "داعش" على الحدود بين البلدين.
وذكرت وكالة "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري الإيراني، الاثنين، أن سليماني وصل إلى الحدود العراقية السورية على رأس قوة من مليشيا "فاطميون"، التي بدأت بالتحرك باتجاه الحدود بين البلدين، في مواصلة لعملياتها التي بدأتها الشهر الماضي، إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأشارت وكالة "تسنيم" إلى أن مليشيا "فاطميون" نقلت الكثير من عناصرها المتوزعة في أنحاء سورية منذ يومين إلى مناطق البادية السورية، لدعم تحركات قوات النظام والقوات الموالية له، كقوات "حزب الله" اللبناني.
وأشارت الوكالة الإيرانية إلى أن مليشيا "فاطميون" تمكنت، برفقة فصائل أخرى، من الوصول إلى الحدود العراقية السورية، التي يبلغ طولها أكثر من 600 كيلومتر، ونشرت صورا لقاسم سليماني على الحدود يرافقه مقاتلو مليشيات أجانب.
وعلى الرغم من حديث رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عن عدم السماح لمليشيا "الحشد الشعبي" بالقتال خارج الحدود، إلا أن قادة المليشيا ورجال دين مقربين منهم يرحبون بالعمليات العسكرية لـ"الحشد الشعبي" على الحدود العراقية السورية.
وقال المتحدث باسم "دار الإفتاء" المقربة من الحكومة العراقية، عامر البياتي، الاثنين، إن لمليشيا "الحشد الشعبي" دوراً مهماً في محاربة الإرهاب، وتحرير المدن والقرى على الحدود مع سورية، مؤكدا، خلال كلمة في مؤتمر لمليشيا "الحشد الشعبي"، أن لا مكان لعناصر تنظيم "داعش" في العراق، مشيداً بعمليات المليشيا في محور غرب الموصل.
إلى ذلك، ذكرت مليشيا "الحشد"، اليوم، أنها صدت هجوما لـ"داعش" على الحدود العراقية السورية، موضحة، في بيان، أنها تمكنت من قتل خمسة من عناصر التنظيم.
وأكد نائب رئيس مليشيا "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، السبت الماضي، قيام قواته بقطع اتصال زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، مع سورية، موضحا أن مناطق غرب الموصل كانت تمثل قاعدة أساسية لزعيم التنظيم.
وذكر خلال مؤتمر صحافي، أن مليشيا "الحشد الشعبي" قامت بقصف بعض الأهداف قرب الحدود من خلال المدفعية.
وتأتي تحركات سليماني على الحدود العراقية السورية بعد أن تسلم النظام السوري زمام أمور معركة البادية وإدارتها لـ"حزب الله"، إذ أفاد أبو محمد الديري، الناشط الإعلامي في مدينة دير الزور، "العربي الجديد"، بنقل الحزب لـ12 سرية من مقاتلي التدخل، أي ما يقارب 1000 عنصر جديد إلى دير الزور.
كما سبق ذلك، نقل مئتي عنصر منذ شهر تقريباً، غالبيتهم من المقاتلين الذين شاركوا في معارك مضايا والزبداني، وذلك بهدف توسعة نفوذ الحزب والتجهيز للمعركة التي يخوضها ضد "داعش"، لقطع الطريق على قوات المعارضة السورية، والتي تريد الدخول عبر الحدود الأردنية لمقاتلة "داعش" والوصول إلى دير الزور.
بدوره، يستكمل "حزب الله" عمليات نقل عناصره من عدّة مواقع في سورية إلى جبهتين أساسيتين، الأولى إلى جبهة البادية في دير الزور التي بدأت المعارك فيها، والثانية في الجنوب السوري (درعا – القنيطرة)، وهي المعركة التي اقتصرت إلى الآن على مناوشات عند خطوط تماسها مع المعارضة.
وتأتي زيارة سليماني انسجاما مع مخططات "حزب الله"، التي، وبحسب تفسير تحركاته العسكرية، تهدف إلى السيطرة على معبر التنف الواصل بين كل من سورية والعراق، وهو المعبر الذي يعدّ ممراً استراتيجياً هاماً لإيران و"حزب الله" في دعم قوات كل منهما بالأسلحة والذخيرة عن طريق المليشيات الطائفية الموجودة في العراق.
وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي محمد العابد أن "حزب الله" يحاول السباق في معاركه ضد "داعش" شرقي سورية، لكسب أوراق رابحة له في تلك المنطقة، حتى لو كلفته عدداً من جنوده، أهمها "تبرير مشاركته العسكرية في سورية، وضمان بقائه فيها في السنوات المقبلة بعد استخدامه لمعارك البادية، كورقة ضغط دولية للنظام في محاثات جنيف المقبلة.