سليماني كان هدفاً أميركياً للاغتيال منذ 2007.. وتحرك بالكونغرس لمنع تمويل حرب

04 يناير 2020
رؤساء أميركا السابقون ترددوا في اغتيال سليماني (الأناضول)
+ الخط -
يبدو أن عملية اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، والتي نفّذتها واشنطن قبيل فجر الجمعة، قرب مطار بغداد، تعود فصولها إلى قبل 12 عاماً، إذ كشف الجنرال الأميركي المتقاعد ستانلي ماكريستال، أن الجيش الأميركي وضع خطة اغتيال سليماني ضمن أهدافه منذ عام 2007.

وفي مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، قال ماكريستال إن سليماني كان هدفاً لعملية سرية قادتها قوات أميركية خاصة، بينما كان يقود سيارته وسط قافلة من إيران إلى شمال العراق، في يناير/كانون الثاني 2007.

وكتب الجنرال المتقاعد، والذي كان المشرف على قيادة العمليات الخاصة المشتركة في العراق بين 2003 و2008، أن سليماني، الذي كان وقتها كبير قادة الأمن والاستخبارات في إيران، أفلت من القبضة الأميركية، أو بالأحرى، فإن القبضة الأميركية هي التي أفلتته، حيث تراجع قائد المهمة عن قراره بقتله في الأمتار الأخيرة.



وروى ماكريستال، أن فرقة من القوات الخاصة الأميركية رصدت قافلة تنقل سليماني إلى شمال العراق عام 2007، وكادت القوات الأميركية أن تغتاله، لكن تراجعت عن القرار "خشية التداعيات".

وتابع: "لتجنّب اندلاع اشتباك والتداعيات السياسية التي ستلحق ذلك، قررت أن تتم مراقبة القافلة وعدم قصفها على الفور". وأكد أنه "كان هناك سبب وجيه للقضاء على سليماني. في ذلك الوقت"، مستدركاً "ولكن لتفادي تبادل إطلاق النار، والسياسة الخلافية التي ستتبع ذلك، تقرر أن نراقب القافلة فقط". وتابع "ولكن في الوقت الذي وصلت فيه القافلة إلى أربيل، كان سليمان قد انزلق في الظلام".

بدورها، نقلت وكالة "أسوشييتد برس"، عن مساعد وزير الدفاع في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ديريك تشولوت، قوله: "كانت الفرصة متاحة أمام رؤساء سابقين لاغتيال سليماني، لكن لم يتم التنفيذ بسبب المخاطر التي تنطوي على ذلك".

وأضاف: "كانت هناك تساؤلات تطرح عن: إلى أي مدى يمكن أن تذهب تداعيات هذا الأمر"، مستدركاً "ولكن للأسف، تظل هذه التساؤلات بدون إجابة اليوم".



حرب كارثية

وعن تداعيات عملية الاغتيال، قدّم عضوان في الكونغرس الأميركي مشروع قانون، أمس الجمعة، يهدف إلى عرقلة تمويل أي حرب محتملة مع إيران. وذكرت مجلة "تايم" الأميركية، أن السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، وعضو مجلس النواب الديمقراطي رو خانا، قدما مشروع القانون للكونغرس، لمنع ما وصف بـ"حرب كارثية جديدة في الشرق الأوسط".

وجاء في بيان صدر عن مكتب النائب خانا: "اليوم، نشهد تصعيداً خطيراً يقربنا من حرب كارثية أخرى في الشرق الأوسط". وأضاف: "الحرب مع إيران قد تكلف أرواحاً لا حصر لها وتريليونات من الدولارات، وتؤدي إلى المزيد من القتلى، والمزيد من الصراع، والمزيد من النزوح في تلك المنطقة المضطربة بالفعل في العالم".

وتابع البيان أن "الكونغرس الآن لديه فرصة لتغيير هذا المسار". وقال: "يحظر القانون المقترح تمويل البنتاغون لأي أعمال أحادية الجانب يتخذها هذا الرئيس (دونالد ترامب)، لشن الحرب ضد إيران من دون إذن من الكونغرس".

وكان مشروع القانون نفسه قد تمت الموافقة عليه في مجلس النواب في يوليو/تموز 2019، لكنه لم يمر بمجلس الشيوخ بعد.

وانتقدت، بدورها، رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، أمس الجمعة، عملية اغتيال واشنطن قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، وآخرين، في العاصمة العراقية بغداد، قائلة إنها تعرّض أرواح الأميركيين للخطر.

وقالت بيلوسي، في بيان نشرته عبر "تويتر"، الجمعة: "الأولوية القصوى للقادة هي حماية الأرواح والمصالح الأميركية، لكن لا يمكننا تعريض أرواح الجنود الأميركيين والدبلوماسيين وغيرهم للخطر بشكل أكبر، من خلال الانخراط في أعمال استفزازية".

وأضافت بيلوسي أن الغارة التي أسفرت عن مقتل سليماني، "تهدد بإثارة مزيد من التصعيد الخطير للعنف". ورأت أنه "لا يمكن لأميركا والعالم تحمّل تصاعد التوترات إلى نقطة اللاعودة".

وتابعت: "لقد قامت الإدارة (الأميركية) بضربات في العراق استهدفت مسؤولين عسكريين إيرانيين رفيعي المستوى، وقتلت سليماني، من دون تصريح باستخدام القوة العسكرية ضد إيران. علاوة على ذلك، تم اتخاذ هذا الإجراء من دون استشارة الكونغرس".

وشددت بيلوسي على أنه "يجب إطلاع الكونغرس بكامل هيئته فوراً على هذا الوضع الخطير، والخطوات التالية التي تنظر فيها الإدارة، بما في ذلك التصاعد الكبير في نشر قوات إضافية في المنطقة".

والجمعة، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) مقتل سليماني، في قصف جوي استهدف سيارتين، على طريق مطار بغداد، بناء على توجيهات من الرئيس دونالد ترامب. واتهمت الوزارة سليماني، في بيان، بأنه كان يعمل على تطوير خطط لمهاجمة دبلوماسيين وموظفين أميركيين في العراق والمنطقة. وأشعل مقتل سليماني، غضباً في إيران، التي توعدت بـ"رد قاس"، فيما أعلن على إثره المرشد علي خامنئي، الحداد ثلاثة أيام.

المساهمون