وقال الناشط الإعلامي بريف حماة، حسن العمري، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات النظام وضباط المخابرات الجوية والعسكرية، أرسلوا مليشياتهم الخاصة، بالإضافة إلى مليشيات الدفاع الوطني من أهالي محردة، إلى حلفايا، برفقة عشرات السيارات والشاحنات من أجل اقتحام منازل المدينة والمناطق التي تجاورها وسلب ممتلكات أهلها".
وأضاف أن "عمليات السلب والنهب وصلت حد سرقة الثلاجات والتلفزيونات والغسالات، بالإضافة إلى أثاث المنازل، حتى وصل الأمر إلى سرقة أسلاك الكهرباء من داخل المنازل، والرخام الموجود في المطابخ، إضافة إلى نهب المحال التجارية بالكامل، والطحين الموجود في مخابز المدينة والذي كانت كتائب المعارضة تدّخره لأهالي المدينة".
وأشار إلى أن "أسواق مدينة محردة، وبلدة قمحانة الموالية للنظام، وعدّة قرى أخرى بريف حماة، كسلحب والسقيلبية، اكتظت أسواقها بتلك المسروقات، حيث وصلت أسعار تلك المسروقات إلى أن تباع بالمجمل ببضع آلاف قليلة، علماً بأن سعر كل قطعة منها يساوي أكثر من مائة ألف ليرة، خاصة الأجهزة الكهربائية".
بدوره، يقول ميشيل، وهو شاب من مدينة محردة، لـ"العربي الجديد"، إنه تجول، ظهر اليوم الإثنين، في أسواق المسروقات القادمة من مدينة حلفايا، "رأيت شاشات عرض تباع بألفين وثلاثة، علماً بأن ثمنها يتجاوز المائتي ألف، وعند سؤال أحد الباعة عن إحدى شاشات العرض، أجابه أنه سيبيعه الشاشة بالإضافة إلى جهاز خليوي كهدية".
وأوضح أن "المليشيات معظمها من الجهلة ولا يعلمون حتى ماهيّة ما بحوزتهم ولا أسعاره، ما يهمّهم فقط هو قبض ما يتيسر من المال، للتخلص من تلك البضاعة المسروقة، لتبدأ سرقاتهم في مناطق أخرى، هم يبيعون الأدوات بأرخص الأسعار علماً بأن أصحابها الحقيقيين اشتروها بتعب شهور من الشقاء في أراضيهم الزراعية، خاصة أن مدينة حلفايا معظم أهلها ينتمون إلى الطبقة المتوسطة".
سوق المسروقات
وقال ميشيل إن "أهالي القرى الموالية باتوا غير معنيين بأسواق مدينة حماة، أو شراء الأدوات الجديدة، فهناك أسواق أسبوعية تباع فيها البضاعة المسروقة بشكل علني وبعلم من النظام، وبأسعار لا يمكن مقارنتها أبداً بأسعار الأدوات الجديدة، والكثير من أهالي تلك المناطق يطلقون على هذه الأسواق (أسواق السنّة) في إشارة منهم إلى أن هذه البضاعة مسروقة من مناطق ذات أغلبية سنية".
وقال المتحدث باسم فصيل "أجناد الشام"، مجد الخطيب، لـ"العربي الجديد"، إن "انسحاب كتائب المعارضة بشكل متلاحق جاء عقب مئات الغارات الجوية وآلاف الصواريخ والقنابل العنقودية والفراغية والنابالم الحارق بالإضافة لغازات سامة تم إطلاقها خلال المعارك على مدينة حلفايا وطيبة الإمام".
وأضاف "جميع المناطق التي استطاع النظام استعادتها من الكتائب المعارضة، خلال أكثر من ثلاثين يوماً، تمكن الثوار في ما سبق من السيطرة عليها خلال أقل من 48 ساعة، ولكن سلاح الجو السوري ومساندة الطيران الروسي وتلك المليشيات سببوا عائقاً كبيراً في صمود المقاتلين في نقاط الاشتباكات الأخيرة".
ووثّق ناشطون ميدانيون من مدينة حلفايا القصف الذي تعرضت له خلال 48 ساعة، حيث قصف النظام المدينة بـ54 قنبلة مظلية، و26 صاروخاً ارتجاجياً، وشن 168 غارة جوية، بالإضافة إلى أكثر من 79 غارة بالطيران الروسي، و508 قذائف مدفعية.
وأشار الناشطون إلى أن مدينة حلفايا باتت شبه مدمرة، ولم يتبق فيها سوى بقايا المنازل، وخاصة بعد أن قامت مليشيات النظام بحملات التعفيش.