حياة التشرد تأخذ حيزاً كبيراً من حياتها ومن لوحاتها. تحلم الفنانة الفلسطينية المقدسية، سكينة صلاح الدين (29 عاماً) بالحرية وسط مدينتها التي ما زالت تحت الاحتلال والقمع ومخططات التهويد. هو ما تمكنت من إبرازه في فنها الذي يحصد كثيراً من التقدير، وهو ما تتحدث عنه إلى "العربي الجديد".
- هل تعتبرين الرسم واللوحات طريقك إلى الحرية في مدينتك المحتلة؟
الحرية مفقودة في القدس، وكفنانين خصوصاً نتعرض إلى ملاحقة مستمرة من سلطات الاحتلال كوننا نعبّر عن الانتهاكات ضد شعبنا. مع ذلك، نعبّر عن الحلم بالحرية من خلال إبراز قضية الإنسان الفلسطيني بصفتها القضية الأهم داخل مجتمعنا، وهي القضية التي تشهد على الانتهاكات الصهيونية.
- ما هي أبرز اللوحات التي جسّدتِ فيها معاناة القدس؟
الحصار والاحتلال هما أساس لوحاتي عن القدس. رسمت شوارع المدينة ليلاً ما يرمز إلى الاحتلال والظلم. وفي إحدى اللوحات كان نبات الصبار رمزاً للمدينة التي تصبر على المأساة وسط كلّ جيرانها الذين لا يسألون عنها. لوحة أخرى جسدت أسواق القدس القديمة ما بين اللونين الأبيض والأسود، فالأبيض يرمز إلى الجانب المشرق من الأمل بالحرية والاستقلال، والأسود إلى الاستبداد والاحتلال.
- ما هو موضوع لوحتك الأخيرة الفائزة بـ"جائزة إسماعيل شموط للفن التشكيلي"؟
عملي الفائز بجائزة الفنان إسماعيل شموط (1930- 2006) الذي يعتبر من أهم رواد الفن التشكيلي في فلسطين، هي لوحة "تطويق حياة" التي تتحدث عن الأطفال المشردين من منفى إلى منفى. تجسد اللوحة طفلة تحاول السيطرة على محيطها الصغير الذي تتسارع فيه الأحداث ويتغير كلّ شيء بسرعة كونها لاجئة. تعبّر اللوحة عن حياة الفلسطينيين الذين هجّروا وشرّدوا من مدنهم وقراهم، وما زالوا يتمنون العودة إليها، سواء أكانت في أراضي الداخل المحتل عام 1948 أو الضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة وقطاع غزة المحاصر.