يشكو سكان محافظة ذمار، وسط اليمن، الخاضعة لسيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، منذ عدة أشهر، أوضاعاً إنسانية صعبة بسبب ندرة أسطوانات غاز الطهي المنزلي، وتوفرها فقط في السوق السوداء بأسعار مرتفعة.
وقال المواطن صقر أبو حسن لـ"العربي الجديد": "وضعت السلطات المحلية آلية لتوزيع أسطوانات الغاز بهدف إنهاء الأزمة، يتم خلالها تسجيل أسماء جميع الأسر في كشوف عبر عقال الأحياء، لكن الأزمة تفاقمت، إذ يجب على كل أسرة الانتظار نحو 60 يوماً للحصول أسطوانة واحدة، وهي مدة طويلة جداً".
وأشار إلى أن "أسطوانات الغاز متوفرة في السوق السوداء، لكن بأكثر من ضعفي سعرها الأصلي، إذ يبلغ ثمنها 9 آلاف ريال يمني (نحو 18 دولاراً أميركياً)، في حين أن سعرها الأصلي 2500 ريال (نحو خمسة دولارات)".
وأكد المواطن محمد القامص، من ريف مديرية آنس، أن أزمة انعدام الغاز المنزلي دفعت أسرته إلى الاعتماد كلياً على الحطب لطهي الطعام، وأضاف لـ"العربي الجديد": "غالبية الناس في الأرياف فقراء، ولا يملكون مالا لشراء أسطوانة غاز من السوق السوداء، لذلك فإنهم مضطرون إلى الاعتماد على الحطب رغم مشقة جمعه وقلته".
بدوره، أرجع عضو اللجنة المكلفة بتوزيع الغاز في ذمار، محمد اليفاعي، أسباب فقدان أسطوانات الغاز المنزلي في المدينة إلى "عدم تقيد ملاك المحطات بآلية توزيع الأسطوانات على نقاط البيع"، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أنه "وصلت إلى المدينة منذ الأسبوع الماضي، أكثر من 35 ألف أسطوانة غاز، وهي كفيلة بإنهاء الأزمة، لكن محطات الغاز تقوم بتوزيع ثلاثة آلاف أسطوانة فقط في اليوم على نقاط البيع، ما أدى إلى قلة المعروض، وهو ما ساهم في انتعاش السوق السوداء".
ولفت إلى أن "توقف الجهات الرقابية في المحافظة عن أداء واجباتها في ضبط المتسببين في الأزمات المعيشية تسبب في هذه المشكلة وغيرها من المشكلات التي يعاني منها المواطنون".
ويشكو سكان المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين من تكرار نقص غاز الطهي رغم أن ثلثي إنتاج البلاد من الغاز يذهب إلى تلك المحافظات بشكل منتظم، وفقاً للسلطات المحلية في محافظة مأرب المنتجة للغاز.