أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز ليفادا الروسي، عشية الذكرى الـ30 لسقوط جدار برلين التي تصادف يوم غد السبت 9 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أن أكثر من نصف الروس لديهم معلومات عامة فقط عن هذا الحدث التاريخي، كما أن 12 في المائة من المستطلعة آراؤهم لم يسمعوا عنه من قبل.
وبحسب الاستطلاع الذي أوردت صحيفة "فيدوموستي" نتائجه في عددها الصادر اليوم الجمعة، فإن 35 في المائة فقط من الروس على علم جيد بتفاصيل سقوط جدار برلين، وأغلبهم من الفئة العمرية فوق الـ55 عاماً.
كما أن نسبة من يستحسنون سقوط الجدار تراجعت بصورة كبيرة من 63 في المائة في عام 2009 إلى 43 في المائة فقط هذا العام، فيما ناهزت نسبتهم الـ50 في المائة في الفئة العمرية بدءاً من 40 عاماً.
في المقابل، ارتفعت نسبة من أبدوا تقييماً سلبياً لسقوط جدار برلين من 11 إلى 18 في المائة خلال آخر عشر سنوات، بينما اختار 35 في المائة من المشاركين في الاستطلاع و54 في المائة بين الشباب من 18 إلى 24 عاماً، الإجابة بـ"هذا لا يهمني".
وأوضح مدير مركز "ليفادا"، ليف غودكوف، أنه خلال الاستطلاعات السابقة كان الروس يعتبرون سقوط جدار برلين ثاني أهم أحداث عام 1989 بعد انسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان، ولكنه بدأ نسيانه تدريجيا رغم بقائه محطة هامة في التاريخ مهدت لانتهاء "الحرب الباردة" وتطبيع العلاقات مع الغرب.
بدوره، أرجع أمين اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي، سيرغي أوبوخوف، تراجع نسبة المستحسنين لسقوط جدار برلين إلى سببين رئيسيين، أولهما صعوبة تقييم أحداث عام 1989 بالنسبة إلى الجيل الجديد، وثانيهما تجدد المواجهة الجيوسياسية مع الغرب وإقامة "جدار" جديد على بعد ألف كيلومتر فقط من موسكو، أي على حدود روسيا مع أوكرانيا وجورجيا ودول البلطيق.
وسقط جدار برلين يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1989 بعد إعلان القيادي بالحزب الاشتراكي الموحد لألمانيا الشرقية، غونتير شابوفسكي، عن فتح الحدود بين جمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) وجمهورية ألمانيا الاتحادية (الغربية)، مما مهد لتوحيدهما في عام 1990.