22 فبراير 2016
سفاسف الأمور
* أرجو أن يكون قد اتضح لك أن الفرق الرئيسي بين الشيخ علي جمعة وتنظيم داعش، ليس في شكل الأفكار، بل في شكل الحواجب، وفي تفضيل الشيخ جمعة لصليل الرصاص على صليل الصوارم.
* المعلومة الجديدة الوحيدة التي عرفتها من متابعة أخبار مصر الأسبوع الماضي، أن هناك عائلة في مصر اسمها النرش.
* لا أدري هل وصلتك هذه الرسالة على الموبايل أم لا خلال الأيام الماضية: "يا محمد إنزل البلد بسرعة، أبوك ومعاه رئيس نيابة وضباط بوليس وناس مهمة لقينا آثار وبعناها، والحمد لله النائب العام حظر النشر".
* كثير مما يدور حولنا من ردود أفعال وتصريحات وبوستات وحوارات، لا يحركه العقل الباطن، بقدر ما يحركه "العقل الباضن".
* اختلف الكثيرون حول قضية "سيدة المطار" التي قامت بالشرشحة لضابط الشرطة الذي تحلى بضبط النفس معها على غير عادة الضباط، ربما لأسباب تخص معرفته بخلفيتها الاجتماعية والعائلية، لكن الكل أجمعوا على أنها لو كانت تهتف بشعارات سياسية، أو كانت زوجة قيادي إخواني، أو لو كانت الواقعة قد جرت بين الضابط وسيدة فقيرة جوار مطار امبابة مثلاً، لحمل الفيديو الذي يصور الواقعة، عنوان "شاهد اللحظات الأخيرة في حياة سيدة المطار القتيلة".
* بغض النظر عن التفاصيل، مجرد ورود عبارة "إنت مش عارف انت بتكلم مين" على لسانك، يخرجك من دائرة اهتمامي وتضامني، التي لن تحتاجها بالتأكيد لأنك مسنود على دوائر علاقاتك.
* من علامات البؤس المقيم، أنك حين تقرأ خبر إفراج ملك المغرب عن سبعة آلاف سجين بسبب طهور ابنه، تجد نفسك تفكر في أن أمل الإفراج عن المعتقلين السياسيين في مصر، أصبح مرتبطاً بإعادة طُهور أولاد السيسي.
* لا يمكن أن تغضبني زيارة ابنة جمال مبارك إلى الأهرامات، من حقها أن تتعرف على تاريخ البلاد التي حكمتها أسرتها ثلاثين سنة فأكثرت فيها الفساد، من حقها أن تسعد بطفولتها، كما يجب أن تسعد كل طفلة لا ذنب لها في اختيار أبويها، فقط كان حق ربنا وحق الذين ظلمتهم أسرتها، يقتضي أن تقوم بتلك الزيارة، عقب زيارتها لأبيها في السجن، حيث مكانه الطبيعي، عقابا له على تربحه ملايين الدولارات، من وراء كونه ابنا لرئيس الجمهورية، وعلى مساهمته الفعالة في إفساد الحياة السياسية، والأهم تحريضه على قتل الذين خرجوا مطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، فتركوا خلفهم أطفالا لم يعد يعبأ بهم أحد.
* على أية حال، يتناسى الذين يفرحون بحركات قرعة كزيارة الهرم العائلية والتي صاحبها تصوير يدعون أنه جاء بالصدفة، أن غباوة جمال مبارك وأبيه وأسرته وأنصاره والرتب التي تحميهم، لن يدفعوا هم ثمنها للأسف، جمال وأسرته ومحاسيبه منتشون بوهم الانتصار الذي يتخيلون أنه يتحقق، حين يظهر جمال في سرادق عزاء أو تحت سفح الأهرامات، أو حين يتصل أبوه ببرنامج تلفزيوني، لكنهم لا يدركون أن هذه التصرفات المعاندة لحقيقة إطاحة ثورة يناير بأحلام هذه الأسرة في التخليد في الحكم، سيعتبرها كثيرون تأكيدا على تواطؤ النظام الحاكم في مصر بكامل مؤسساته مع مبارك وأسرته، في حين يتعامل بمنتهى الوحشية مع معارضيه ويهدر أبسط حقوقهم، وبالطبع سيكون ذلك مبررا للمزيد من التصرفات الانتقامية، التي ستكون سببا في إسالة المزيد من دماء الضحايا ودموع الأمهات والأطفال، لتظل دائرة الدم تسير بأقصى طاقتها الجهنمية، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
* بدلاً من أن تنشغل الحكومة بوقف كوارث القطارات التي تسير على الأرض، قررت أن تعلن إنشاء قطار معلّق يسير فوق سماء القاهرة، لأن التفكير في أشكال جديدة للموت، أسهل بكثير من وقف الأشكال القديمة.
* بعد أن قرأت شكوى أب اتهم حضانة بتحويل طفلته إلى شيعية، لأنه لاحظ أنها تلطم على وجهها كثيراً، لم تفهم خالتي لماذا سألتها: منذ متى اعتنقتِ المذهب الشيعي؟
* في عبارة (موتوا بغيظكم) سر باتع مخيف، يجعل من ينطق بها متبجحاً، يموت دون حتى أن يجد فرصة للتعبير عن غيظه.
* دعاء الأسبوع: روح يا شيخ ربنا يشعلك بجاز، زي ما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي.