سعيد العر ينقذ الكلاب الضالة

06 سبتمبر 2016
يهدف المشروع إلى حماية الكلاب الضالة (محمد الحجار)
+ الخط -
بالرغم من انفتاح المجتمع الغزّي مؤخراً على هواية تربية الكلاب وانتشارهواة لها من جميع محافظات القطاع، لا تزال بعض الكلاب الضالّة تنتشر في الشوارع الغزّية في منتصف الليل باحثةً عن غذاء لها وهي تتنقّل ضمن مجموعات. ويزداد عدد هذه الكلاب شهرياً، بحسب ما يلاحظ الغزّيون، ويتعرّض بعضها لمعاملة قاسية، الأمر الذي دفع سعيد العر لأن يطلق مشروعاً يهدف إلى حماية الكلاب الضالة في القطاع.

سعيد العر(45 عاماً) موظف حكومي من سكان منطقة الزهراء وسط قطاع غزة، دخل مجال تربية الحيوانات في عام 2006 عندما حصل على دورة متخصصة في ترويض وتدريب الكلاب في روسيا لمدة 9 شهور. خلال الدورة اكتسب خبرة في التعامل مع الحيوانات، وكيفية متابعة الأمراض التي قد تصيبها.

عندما عاد العر إلى غزة أراد الإفادة من الخبرة التي راكمها بعدما لاحظ أن عدداً قليلاً من سكان غزة مهتمون بتربية الكلاب. بدأ يقدم النصائح لمربّي الكلاب حول طرق وأساليب التعامل الحديثة مع الكلاب، ووصفات الأطعمة المناسبة لها، وبدأ عدد من المهتمين يتواصلون معه للاستفسار حول كلّ ما له علاقة بتصرفات الكلاب.

فكّر العر خلال تلك الفترة في تأسيس جمعية تجمع كل المهتمين والهواة في تربية الكلاب من جميع أنحاء القطاع، ومن خلالها يقدّم خبرته في التدريب، لكنه لم يوفّق في الحصول على التراخيص المناسبة بسبب المشاكل السياسية التي حصلت خلال هذه الفترة، ما تسبّب بتوقف إجراءات ترخيص الجمعية.

يقول العر لـ"العربي الجديد": "لاحظت في آخر عامين توجهاً واسعاً لدى العائلات والشبان والفتيات لتربية الكلاب في غزة، وانتشار تجمّعات للمربين للاعتناء بها، لذلك تشجّعت على إكمال مشروعي". هكذا أسّس العر قبل نحو شهرين جمعيته التي تحمل اسم "جمعية سلالة لرعاية وتدريب وترويض الحيوانات" وهو يطمح في المرحلة القادمة إلى أن يستهدف حيوانات أخرى إلى جانب الكلاب. كما يقوم بجمع الكلاب الضالة من الشوارع ووضعها في أقفاص مناسبة لنقلها إلى قطعة أرض تابعة لجمعيته، وهي أرض قام باستئجارها بعقد سنوي.



ويشرح العر أنه قبل نقل الكلاب يتوجّه نحو أماكن تجمعها في الشوارع والأراضي بالقرب من شاطئ البحر ليضع الطعام لهأ، ويكرّر هذا الأمر مراراً كي تتعوّد عليه ويخلق نوعاً من الإلفة بينه وبينها، فيضعها حينها في الأقفاص وينقلها.

ويقوم بعض المواطنين بإحضار بعض الكلاب للعر بهدف الاهتمام بها ورعايتها من قسوة حياة الشارع، لافتاً إلى أن عدداً من كلاب الشارع يتعرّض للضرب، وبعضها يعاني من الإصابات بسبب ذلك "فتشعر بالخوف من اقتراب البشر ناحيتها، وذلك بسبب التعامل العنيف من جانبهم". ويشرح أنه "عندما تجد الكلاب الحب والتعامل الحسن معها وكذلك الطعام، عندها تتحسّن علاقتها مع البشر".

وقد قام العر مؤخراً بإنقاذ خمسة جراء من الموت بعدما نفقت أمها حيث كانت معظمها مريضة لتركها عدة أيام وحدها، لكنها تعافت بسرعة بين الكلاب الأخرى في أرض الجمعية.
ويبلغ عدد الكلاب في الجمعية اليوم نحو 50 كلباً والعدد في ازدياد دائم، وغالبية الأنواع هي كلاب من نوع بلدي وهجين. ويستطيع أي مواطن من القطاع ان يتبنى كلباً من الجمعية وفق شروط محددة، منها الالتزام بالرعاية الصحية، وتقديم الأطعمة المناسبة، وعدم التعامل العنيف، وتوفير البيئة المناسبة لها.

وتعاني نسبة كبيرة من الكلاب الضالة كما يقول العر من الجرب، والإصابة بالخدوش والجروح. وعندما يتم إحضارها إلى الجمعية يرشها العر بدواء خاص للقضاء على الحشرات والبراغيث، ومن ثم يقوم طبيب بيطري بفحص الكلب وتأمين الأدوية المناسبة للمرض الذي يعاني منه.

ويخطّط العر لتنظيم "أسابيع طبية" لمربي الحيوانات وخصوصاً مربي الكلاب والقطط، في الفترة القادمة، لتقديم النصائح في التعامل مع الحيوانات، وطرق الرعاية الصحية، وذلك بهدف حماية الحيوانات في غزة، مستفيداً من الخبرة التي راكمها في هذا المجال.

كذلك يطمح العر لتأسيس مركز طبي متخصص لرعاية الحيوانات يكون الأول من نوعه في فلسطين. ويبحث في الوقت الحالي عن متخصصين الى جانب المتطوعين في الجمعية، لكي يغطي حاجة مربي الحيوانات من جميع أنحاء القطاع، إضافة إلى تواصله مع عدد من المؤسسات الراعية للحيوانات والمنظمات الخارجية لتوفير الخبرات اللازمة لإنجاح أول منظومة رعاية حيوانات في القطاع.

دلالات