كثيرة هي الأسئلة التي يطرحها الإعلاميون والمراقبون الأجانب الذين توجهوا إلى لندن من أجل تغطية الانتخابات العامة البريطانية ومتابعة تفاصيلها، غير أن أكثر الأسئلة التي طرحت، ولم يتفق كثيرون على إجابة محددة لها، أو لم يُوفق كثيرون بالعثور على إجابة لها، يتعلق بسر تنظيم الانتخابات في بريطانيا يوم الخميس تحديداً، في ما يشبه الخروج عن القاعدة السائدة، حيث تنظم الانتخابات العامة في معظم دول العالم في نهاية الأسبوع، الجمعة في البلدان الإسلامية، والسبت أو الأحد في الدول غير الإسلامية.
وظل تنظيم الانتخابات العامة يوم الخميس عرفاً أو تقليداً غير مُوثق حتى العام 2011، عندما تم إقرار قانون يقضي بإجراء الانتخابات البرلمانية كل خمس سنوات، في أول يوم خميس من الشهر الخامس.
وهناك نظرية شعبية أخرى تقول إن تمسك القانون الجديد بيوم الخميس كيوم لإجراء الانتخابات لا علاقة له بـ"أسواق الخميس" التي انقرضت، بل جاء لإتاحة وقت كاف لإجراء المشاورات وتوزيع الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وبالمقارنة مع الانتخابات العامة في الولايات المتحدة الأميركية، فإن موسم الانتخابات البريطانية وجيز بشكل ملحوظ، إذ لا تفصل سوى أسابيع قليلة بين بيان الملكة الخاص بحل البرلمان في 30 مارس/ آذار، وانطلاق الحملات الانتخابية التي تستمر حتى يوم الخميس الأول من مايو/ أيار.
أما الأمر الآخر اللافت في الانتخابات العامة البريطانية من حيث التنظيم، فهو إجراء عمليات التصويت في يوم عمل عادي، أي أن المؤسسات العامة والخاصة لا تعطل وتواصل أعمالها يوم الخميس كالمعتاد، يستثنى من ذلك عدد قليل من المدارس التي تستخدم كمراكز للتصويت. وتتيح ساعات التصويت التي تمتد من الساعة السابعة صباحاً وحتى العاشرة مساءً وقتاً كافياً للناخبين من أجل الإدلاء بأصواتهم. وهذا ما يفسر تزايد الإقبال على مراكز الاقتراع بعد الساعة الخامسة مساء حيث يتوجه الموظفون بعد نهاية ساعات العمل للإدلاء بأصواتهم.
اقرأ أيضاً: بريطانيا: سيناريوهات ما بعد الانتخابات