سرطان الثدي يهدد حياة آلاف العراقيات

02 مايو 2016
تأخر كشف المرض يفاقم خطر سرطان الثدي (GETTY)
+ الخط -

تعاني نسبة كبيرة من العراقيات، سيدات وفتيات على حد السواء، من مرض سرطان الثدي، نتيجة تدني المستوى الصحي وارتفاع نسبة الفقر والجهل في عموم البلاد.

تبكي أروى (25عاما) والدتها التي قضت بمرض سرطان الثدين وتقول لـ"العربي الجديد": "لم تكن والدتي تعلم أنها مصابة، وعندما اكتشفت ذلك كان المرض قد استفحل ولم نتمكن من علاجها رغم جلسات العلاج، ولا أنكر خوفي من الإصابة بهذا المرض، إذ لدى أسرة والدتي تاريخ معه"، مؤكدة أن "المستشفيات في العراق لا تصلح لعلاج أي مرض خطير، فضلا عن الأسعار الباهظة والتعامل السيئ".

إلى ذلك تقول الطبيبة، آلاء علي: "زادت في الآونة الأخيرة حالات الإصابة بسرطان الثدي لدى الفتيات والسيدات، خاصة في مناطق جنوب العراق التي تعرضت خلال العقدين الماضيين إلى القصف بالأسلحة المحرمة التي تؤدي إلى أمراض سرطانية خطرة وتشوهات خلقية، كما فاقم هذه الحالات عدم وجود رعاية صحية حقيقة في ظل دولة تعاني من شلل شبه تام في جميع القطاعات، ولا سيما القطاع الصحي الذي تراجع؛ ما انعكس سلبا على صحة المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود والفقراء الذين غالبا ما يكونون فريسة هذه الأمراض، لعدم تمكنهم من الكشف عن المرض مبكرا، ولضعف البنية البدنية والجهل بحيثيات المرض وعدم المبالاة في حال اكتشافه.

ويضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار العلاج، خاصة علاج الأمراض المزمنة والسرطانات بأنواعها، حيث تعادل جلسة العلاج الواحدة مرتب سنة كاملة لموظف يتقاضى 300 دولار شهريا، إذ تتراوح سعر الحقنة المناعية بين 2500 إلى ثلاثة آلاف دولار، بحسب الطبيبة.

وتابعت: "من الملاحظ ارتفاع الإصابات بسرطان الثدي بعد دخول قوات الاحتلال الأميركي العراق عام 2003، فقد انتشرت الفوضى بدخول كل ممنوع إلى البلاد نتيجة غياب الرقابة الصحية ودخول بعض الأطعمة المسرطنة واستخدام السكان لحاويات كانت تحوي مواد ضارة وكيماوية ساعد في انتشار المرض، ليس بين النساء كبيرات السن فحسب، بل بين الفتيات الصغيرات أيضاً".


وبين علامات وجود سرطان الثدي لدى النساء؛ وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، خاصة إذا كانت الإصابة في سن مبكرة، والطمث المبكر، ووجود تضخم في الثدي، ووجود كثافة عالية في الثدي حسب تصوير الماموجرام، ومن أسبابه التعرض لكميات كبيرة من الإشعاع مثل تكرار تصوير العمود الفقري بالأشعة السينية، وإنجاب الطفل الأول بعد عمر 35 سنة، وإصابة شخصية بسرطان المبيض، وانقطاع الطمث وزيادة الوزن بعد انقطاع الطمث أو اكتساب الوزن الزائد لدى البالغين، وتناول الكحول، وكذلك الجمع بين استخدام الاستروجين والبروجسترون والعلاج بالهرمونات البديلة.

وعن إمكانية الوقاية من المرض أوضحت الطبيبة العراقية، أنه يمكن التنبيه من خلال حملات توعية للنساء بالمناطق النائية والقرى والأرياف من خلال العيادات المتنقلة، وكذلك وسائل الإعلام والمدارس والجامعات لشرح خطورة المرض والكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي لأن التنبه يعتبر السبب الرئيسي في الشفاء.
وتشير إحصائيات غير رسمية إلى وجود نحو 150 مصابة بالمرض بين كل 100 ألف عراقية، وأن الكثير من الحالات لم تسجل لدى مراكز ومستشفيات العراق، حيث لجؤوا إلى دول الجوار للعلاج.
وهناك عدة عوامل تحدد وسيلة العلاج؛ منها سن المصابة، وحجم الورم، ودرجة خبث الورم واستجابته للهرمونات، ومدى انتشاره وصحة المصاب العامة، وعوامل أخرى متفرقة.

وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يتواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي إلى 22 مليون وفاة بحلول عام 2030.

المساهمون