لطالما اعتبر السوريون المنحازون للثورة، أن الفنانة السورية أصالة نصري واحدة من الفنانين القلائل الذين اتخذوا موقفاً إيجابياً من الثورة في ظل صمت الكثيرين، إلا أن أغنيتها الأخيرة التي صدرت يوم أمس، قلبت وجهة نظر الكثير منهم نحوها، مستهجنين ظهورها غير الملبي لآمالهم في الفنانة التي أحبّوها.
فقد أعلنت أصالة، يوم أمس، عن أغنيتها "الحب والسلام"، التي تمجّد قيمة الإنسان في الحياة، ودوره في نشر الحب والسلام.
واعتمد الكليب على الترميز من خلال صور شخصيات مؤثرة معظمها عربية، للدلالة على قيمة الإنسان ومشاركته في نهضة العالم، وصناعة محطات تاريخية مفصلية، إلا أن ظهور عدد من الحكام العرب ضمن الكليب، وفي مقدمتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أثار حفيظة كثير من السوريين، الذين يعتبرون السيسي ديكتاتوراً مضطهداً لشعبه، ويديه ملطختين بدماء المصريين، علاوة على كونه انقلابياً على نظام حكم جاء عبر الديمقراطية.
وعلّقت هالة قدسي على الفيديو كليب الذي نشرته أصالة بالقول "ما عرفناك غير حرة يا أصالة.. متأكدة إنك عم تغني للإنسانية؟ هل من مبادئك تغني للسلاطين؟ وهل هناك فرق بين بشار والسيسي؟ للأسف أثرت غضب السوريين الأحرار جميعا ولسنا راضين عن الأغنية جملة وتفصيلاً".
وعادت قدسي لتنشر على صفحتها معتبرة أن "أصالة الحرة حبيسة الآن"، مضيفةً "لا أعرف ما الذي يجبر فنانة سورية أن تسقط هذه السقطة.. مع السيسي تقول "أنا هصارع للنهاية".. أي أنها غنت لنظرية الأبدية التي كانت سبباً في خراب بلدها سورية... أما في الصورة الثانية فهي تقول "أنا خليفة ربنا"... ربنا يخلف عليها... يا أصالة وين الأصالة؟".
وأشار يوسف البوشي إلى أن "الكليب كله تطبيل للحكام العرب وهي أوسخ قصة. يا خسارة أصالة اللي دافعت عن سوريا بكل شي واليوم بتحاول توصل لشعبيه من ورا التطبيل لحاكم انقلابي".
واستنكر الناشط الصحافي علاء الأحمد إصدار أصالة الأخير بالقول "شيء غريب لما تكون واقف ضد المجرم بشار وتوقف بنفس الوقت مع المجرم السيسي ..اصالة النصري شو شربانة؟".
بينما تهكم عبادة الدلو، حين نشر صورة ساخرة يظهر فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، معلقاً عليها "قامت أصالة بتحديث صورة الغلاف على فيسبوك".
وتعتبر أصالة من أوائل الفنانين السوريين، الذين اتخذوا موقفاً إلى جانب الثورة السورية ضد النظام الذي يقوده بشار الأسد، ما جعلها تتعرض لحملات وضغوط من قبل الماكينة الإعلامية للنظام بشكل مستمر.
وتقيم الفنانة منذ خروجها من سورية في مصر، وربما يفسر ذلك ظهور صورة السيسي في إصدارها الأخير.