قبل أن يصبح كتاباً يجري توقيعه عند السابعة من مساء الخميس المقبل في متحف "سرسق" في بيروت، كان "هذا هو الزمن.. هذا هو سجل الزمن" معرضاً نظّمته القيّمتان اللبنانية أنجيلا هاروتيونيان والهولندية نات مولر في 2014 و2015، وأقيم في أمستردام ثم بيروت.
وقبل أن تصير العبارة ثيمة للمعرض كانت أغنية مشؤومة للمغنية الأميركية الطليعية لوري أندرسن قدّمتها سنة 1982، وتقيس فيها أثر الوعي بنهاية الزمن؛ بين أن تعرف وتعي وأنت تركب الطائرة أنها ستسقط وبين أن تسقط فعلاً، كلمات الأغنية تقول إن هذه هي اللحظة التي يسقط فيها الزمان والمكان، حين يعي الجسد والعقل أن العالم انتهى بالنسبة إليهما.
أخذت القيّمتان عبارة أندرسن بمضمونها، وطرحتاها على مجموعة من الفنانين، بهدف استكشاف آليات تسجيل الزمن وتأثيرها على الوعي والشعور بفقدان السيطرة بالكامل.
وكانت نتيجة هذا الطرح معرض جمّع أعمال كريستينا بنجوكي، وسيباستيان دياز موراليس، وبيتر فينغلر، ودانييل جنادري، ووليد صادق، وديانا هاغوبيان، وايسمي فولك، والراقص فابيان باربا، وسينتيا زافين.
وبهدف استكمال غاية هذا المعرض، والتفكير فيه بحثياً، كتَب مجموعة من النقّاد والفنانين مقالات حول الثيمة نفسها جرى تجميعها في كتاب أشرفت على تحريره القيّمتان، ومن المشاركين في الكتاب نجد راي براسيه، وريكو فرانسيس، وسامي خطيب، إلى جانب بعض من الفنانين الذين شاركوا في المعرض، منهم صادق وجنادري وزافين.
تقارب الأوراق، التي ترمي إلى وضع إطار نظري لتأمّلات واشتغال الفنانين المعاصرين على "الزمانية"، وتستكشف الكيفية التي تصوغ آليات التسجيل بها مفهومنا عن هذه "الزمانية" بالمعنى التاريخي والفني والفردي، وإلى أي حدّ، وكيف يمكن التعبير عن شيء متحرّك من خلال إطار ثابت، في العمل الفني (صورة، لوحة، فيديو...) وكيف يمكن نقل حركته أو التعبير عنها.