لم يستطع الفنان الفرنسي، ستيفان فرانك برثلو، أن يتأقلم مع فكرة العزل الصحي في شقته الباريسية خلال أزمة كورونا، فبدأ في نقل لوحاته اللونية، التي نفذها على جهاز الكمبيوتر الخاص به، إلى أسطح باريس التي يطل عليها كل صباح من نافذة شقته الصغيرة.
يقول: "لم تكن باريس أثناء فترة العزل الصحي ميّتة، لكن المدينة التي لم تصمت أبداً كانت صامتة لأيام وأسابيع وشهور، كأنّها تترقّب المجهول، هكذا رأيتها، شاحبة وبلا لون، وفكرت أن أنفّذ هذه الفكرة المجنونة ولو افتراضياً، أن أنقل لوحاتي من شاشة الكمبيوتر المحمول إلى أسطحها، كأني أردت أن أعيد إليها صوتها من جديد، وبالكثير من الألوان المبهجة".
هي حكاية فنية أخرى تُخرج لنا جنوناً جديداً وجميلاً من رحم الأزمة، ليقرّر الفنان الفرنسي المولود عام 1973 أن يتحوّل في خياله إلى الرجل العنكبوت. ماذا لو تسلّق الأسقف والجدران، وأقام في الهواء الطلق وهو يلوّن الجدران الرمادية والأسطح السوداء للبنايات الباريسية العتيقة، بألوانه التي استوحاها من طراز "ممفيس"، الذي اشتهر في أثاث ثمانينيات القرن الماضي. هذا ما يفسره الفنان قائلاً: "أعتبر المباني مثل قطع الأثاث في تجاورها بعضها جوار بعض، غير قابلة للترجمة من دون ألوان، ولأنني كبرت في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، وجدتني أعود من جديد إلى طفولتي، وأردت أن أجعل من باريس كلها بيتاً لهذه الطفولة التي غادرتها منذ زمن".
بدأ برثلو في نشر أعماله الافتراضية التي نفذها لتلوين أسطح باريس على حسابيه على فيسبوك وإنستغرام وموقعه الشخصي، محوّلاً المدينة كلها إلى كتاب تلوين موضوع أمام سنوات طفولته في الثمانينيات، لتنال الصور الكثير من المتابعة والإعجاب، ويبدأ في استقبال مئات من الصور التي التقطها أصحابها من نوافذهم لكي يلوّنها ويعيد إرسالها إليهم، ما جعله يخصص الكثير من وقته أيام عزلته لهذا المشروع الفني الذي أطلق عليه اسم "باريس ممفيس"، وأعلن على موقعه الشخصي أنه "يتمنى أن ينفذ المشروع في الحقيقة بعد انتهاء أزمة كورونا".
يذكر أن موضة أثاث Memphis ظهرت أواخر السبعينيات، وكانت من إنتاج مجموعة من المصممين والمهندسين المعماريين الراديكاليين بقيادة الإيطالي إتورا سوتساس، واشتهروا بإبداعاتهم في خلق تصادم لوني ومعماري واضح، حتى ولو اقترب من عدم التناسق والتنافر بين مكوناته.
شكلت هذه الموجة واحدة من أسوأ الموجات التجارية في صناعة الأثاث في العالم، إلا أنها لا تزال رمزاً فنياً لمرحلة تاريخية لا يمكن محوها لدى الكثيرين، وهو ما أكده برثلو للتلفزيون البلجيكي قائلاً: "ربما تكون ممفيس موضة وانتهت، صرعة ما في صناعة الأثاث المنزلي جاءت لتغادر، إلا أن حقي كفنان أن أستفيد منها إن أردت، والحقيقة أنني وجدت أن باريس تبدو مبتهجة للغاية في تلك الزخارف الافتراضية الصارخة، والتي نفذتها على صور لأسطح المدينة، في الوقت الذي كانت فيه باريس في الواقع قاتمة وصامتة لفترة طويلة".
اقــرأ أيضاً
لا يعتبر الفنان الفرنسي أن فترة الحجر الصحي التي مر بها العالم كانت سيئة، وعلى المستوى الشخصي فقد كانت فترة إلهام مستمر بالنسبة له. يقول: "لم يكن هناك أي تشتت ذهني من أي نوع، بل وجدت نفسي أكثر تركيزاً وإنتاجية من أي وقت مضى، منحتني هذه الأزمة الكثير من الأفكار والمشاريع الفنية التي لم أكن لأعمل عليها، لولا هذه الفترة من التوقف أمام الذات، وإحدى هذه الطرق الناجحة التي وجدتها تحررني من فكرة العزلة، هي تلوين باريس بالطريقة التي تعجبني، وأتصور أن ألواني الصارخة هذه هي جوهر باريس الحقيقي كما أراها، بإيقاعاتها وموسيقاها وألوانها وزخارفها، كل هذا يمنح المشهد موسيقى تصويرية هائلة، حرمنا منها خلال الشهور الماضية، هذه ليست باريس أحلامي، ولكن سيكون من العار إن لم تتغير باريس، وغيرها من المدن، بعد هذه المحنة".
هي حكاية فنية أخرى تُخرج لنا جنوناً جديداً وجميلاً من رحم الأزمة، ليقرّر الفنان الفرنسي المولود عام 1973 أن يتحوّل في خياله إلى الرجل العنكبوت. ماذا لو تسلّق الأسقف والجدران، وأقام في الهواء الطلق وهو يلوّن الجدران الرمادية والأسطح السوداء للبنايات الباريسية العتيقة، بألوانه التي استوحاها من طراز "ممفيس"، الذي اشتهر في أثاث ثمانينيات القرن الماضي. هذا ما يفسره الفنان قائلاً: "أعتبر المباني مثل قطع الأثاث في تجاورها بعضها جوار بعض، غير قابلة للترجمة من دون ألوان، ولأنني كبرت في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، وجدتني أعود من جديد إلى طفولتي، وأردت أن أجعل من باريس كلها بيتاً لهذه الطفولة التي غادرتها منذ زمن".
بدأ برثلو في نشر أعماله الافتراضية التي نفذها لتلوين أسطح باريس على حسابيه على فيسبوك وإنستغرام وموقعه الشخصي، محوّلاً المدينة كلها إلى كتاب تلوين موضوع أمام سنوات طفولته في الثمانينيات، لتنال الصور الكثير من المتابعة والإعجاب، ويبدأ في استقبال مئات من الصور التي التقطها أصحابها من نوافذهم لكي يلوّنها ويعيد إرسالها إليهم، ما جعله يخصص الكثير من وقته أيام عزلته لهذا المشروع الفني الذي أطلق عليه اسم "باريس ممفيس"، وأعلن على موقعه الشخصي أنه "يتمنى أن ينفذ المشروع في الحقيقة بعد انتهاء أزمة كورونا".
يذكر أن موضة أثاث Memphis ظهرت أواخر السبعينيات، وكانت من إنتاج مجموعة من المصممين والمهندسين المعماريين الراديكاليين بقيادة الإيطالي إتورا سوتساس، واشتهروا بإبداعاتهم في خلق تصادم لوني ومعماري واضح، حتى ولو اقترب من عدم التناسق والتنافر بين مكوناته.
شكلت هذه الموجة واحدة من أسوأ الموجات التجارية في صناعة الأثاث في العالم، إلا أنها لا تزال رمزاً فنياً لمرحلة تاريخية لا يمكن محوها لدى الكثيرين، وهو ما أكده برثلو للتلفزيون البلجيكي قائلاً: "ربما تكون ممفيس موضة وانتهت، صرعة ما في صناعة الأثاث المنزلي جاءت لتغادر، إلا أن حقي كفنان أن أستفيد منها إن أردت، والحقيقة أنني وجدت أن باريس تبدو مبتهجة للغاية في تلك الزخارف الافتراضية الصارخة، والتي نفذتها على صور لأسطح المدينة، في الوقت الذي كانت فيه باريس في الواقع قاتمة وصامتة لفترة طويلة".
لا يعتبر الفنان الفرنسي أن فترة الحجر الصحي التي مر بها العالم كانت سيئة، وعلى المستوى الشخصي فقد كانت فترة إلهام مستمر بالنسبة له. يقول: "لم يكن هناك أي تشتت ذهني من أي نوع، بل وجدت نفسي أكثر تركيزاً وإنتاجية من أي وقت مضى، منحتني هذه الأزمة الكثير من الأفكار والمشاريع الفنية التي لم أكن لأعمل عليها، لولا هذه الفترة من التوقف أمام الذات، وإحدى هذه الطرق الناجحة التي وجدتها تحررني من فكرة العزلة، هي تلوين باريس بالطريقة التي تعجبني، وأتصور أن ألواني الصارخة هذه هي جوهر باريس الحقيقي كما أراها، بإيقاعاتها وموسيقاها وألوانها وزخارفها، كل هذا يمنح المشهد موسيقى تصويرية هائلة، حرمنا منها خلال الشهور الماضية، هذه ليست باريس أحلامي، ولكن سيكون من العار إن لم تتغير باريس، وغيرها من المدن، بعد هذه المحنة".