وفي سياق هذه التعزيزات، دخل رتل عسكري من الجيش التركي، مساء اليوم الثلاثاء، إلى منطقة عون الدادات، شمال غرب منبج، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية لفصائل من "الجيش السوري الحر" إلى المناطق المواجهة لمدينة منبج.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن رتلا ضخما يضم آليات ودبابات وناقلات جند وعربات مدفعية للجيش التركي وصل إلى قاعدة عون الدادات الواقعة شمال مدينة منبج، مساء اليوم.
وأضافت المصادر أن الرتل التركي وصل بالتزامن مع وصول تعزيزات جديدة من فصائل "الجيش السوري الحر" المتمركز في منطقة عملية "درع الفرات"، شمال وشمال شرق حلب، إلى النقاط المواجهة لمنبج، شمال شرق الباب وجنوب جرابلس.
ورجحت المصادر أن العملية العسكرية المرتقبة من قبل تركيا والجيش السوري الحر ضد مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية في مدينة منبج قد تبدأ خلال الساعات القادمة.
وذكرت المصادر أن أكثر من ثمانية آلاف مقاتل من "الجيش الوطني" المكون من فصائل "الجيش السوري الحر" باتوا على جبهات منبج مزودين بآليات عسكرية ثقيلة.
وقالت تركيا، في وقت سابق الثلاثاء، إن قوات خاصة من الجيش التركي وآليات عسكرية تحركت من ولاية هطاي، جنوبي البلاد، باتجاه ولاية كيليس، في إطار التعزيزات العسكرية إلى الحدود مع سورية.
وبدأت الأرتال العسكرية التي تضم قوات خاصة وآليات حفر، بالاتجاه إلى كيليس عبر الطريق البري الواصل بين كيليس وقضاء "خاصه"، وسط تعزيزات أمنية مشددة، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول".
وجاءت التعزيزات الأخيرة بعد إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان، الأربعاء الماضي، عن عزم بلاده على إطلاق حملة عسكرية في غضون أيام ضد مليشيا "وحدات حماية الشعب" التي تقود "قوات سورية الديمقراطية" شرق الفرات في سورية.
النظام وروسيا يعززان حضورهما أيضاً
واستقرت تلك التعزيزات في منطقة العريمة التي تقع بين مدينة الباب الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المدعومة من تركيا، ومدينة منبج.
وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية إلى نقطة "محطة الوقود" الواقعة في بلدة العريمة، جنوب غربي مدينة منبج، في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وجاء ذلك، عقب يومين من إرسال قوات النظام نحو ألف مقاتل برفقة آليات ثقيلة إلى قرية تل أسود الواقعة جنوبي مدينة منبج، عقب إعلان البيت الأبيض عن نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من شمال شرق سورية.
وأوضحت المصادر أنّ تلك النقطة تسيطر عليها قوات النظام والشرطة العسكرية الروسية، منذ أكثر من عام، بعدما قامت "وحدات حماية الشعب" الكردية بتسليمها، بينما كانت قوات "الجيش السوري الحر" المدعومة من تركيا، تحاول التقدم على حساب "قسد" في ريف مدينة الباب الشرقي.
وأضافت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات النظام و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) أقامت حاجزاً مشتركاً على الطريق الواصل بين قريتي الحوتة والحمراء في العريمة، بحضور الشرطة العسكرية الروسية.
وقالت المصادر إنّ هناك مفاوضات تجرى بين النظام و"وحدات حماية الشعب" الكردية، برعاية روسية، من أجل تسليم النظام كل ناحية العريمة، بهدف قطع الطريق أمام أي عملية عسكرية تركية محتملة انطلاقاً من ناحيتي الباب وجرابلس.
وأوضحت المصادر أنّه تزامناً مع قدوم تعزيزات قوات النظام والشرطة الروسية، أجرت دورية تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد "داعش" جولة في المنطقة الخاضعة لسيطرة "قسد" في العريمة.
ورجّحت المصادر أن تكون تلك الدورية قد جاءت بهدف طمأنة تركيا بأنّ التحالف الدولي لن يسمح بوصول قوات النظام إلى منبج التي تشهد تجاذبات أميركية تركية منذ أشهر.
وكانت تركيا والولايات المتحدة قد توصلتا، في يونيو/ حزيران الماضي، إلى اتفاق "خارطة طريق" ينصّ على تسيير دوريات مشتركة في منبج وعدة بنود أخرى تفضي إلى إخراج "وحدات حماية الشعب" الكردية من منبج، وفق ما أعلنت عنه أنقرة.
وتواصل القوات التركية تعزيز وجودها على الحدود التركية السورية، وذلك في إطار التحضير لعملية عسكرية قد تشنها تركيا ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية في منطقة شرق الفرات، شمال شرقي سورية.