سباق الـ60 للحمير

19 فبراير 2018
+ الخط -
كان صوت رئيس اللجنة (كذاموتا سولچر) واضحا جلياً لنفسه وهو يقول: "لهذه الأسباب سالفة الذكر وانصراف الجمهور عن سباقات العدو السابقة وتراكم المشكلات اجتمعنا اليوم لمناقشة هذا الأمر، هل من مقترحات لوضع سباقات جديدة؟"..

قال أحدهم: "أنا أقترح يا فندم نعمل سباق 30 مترا رجال"، هذا ليس بجديد يا سيد (كذا)، اقترح آخر "30 متراً سيدات يا فندم"، هذا السباق موجود أيضاً ياسيد (موتا) نريد سباقاً جديداً يا جماعة.

سيد (سولچر) هل لديكم أية أفكار جديدة كما اعتدنا منكم؟ تململ (سولچر) عندما سمع السؤال وقال: "ممكن نعمل سباق المهرة 50 متراً أو الهجن 100 متر يا فندم تماماً مثل بعض الدول الشقيقة والجماعة هناك بيقولوا عليه تحفة".
-"المهرة! ده نوع من أنواع الحريم؟".
*لا يا فندم أنا في البداية اعتقدت هذا الأمر مثلك بالضبط، وبعد البحث والاستعانة ببعض الخبراء اكتشفت أنه سباق لإناث الخيول والأخير سباق للجمال.

-"لا نريد شيئاً تم عمله في بلدان أخرى، نحن لنا مكانة خاصة بين شعوب المنطقة، نريد شيئاً جديداً كلياً لأن الجمهور لدينا ملّ من سباقات الخيول والجمال وحتى البشر".
*خلاص نعمل سباق الحمير 30 متراً يا فندم إيه رأي سعادتك؟"
-"تمام الله ينور عليا لكن من الأفضل تغيير اسم السباق قليلاً، ليكن سباق الحمير 60 متراً بدلاً من سباق الحمير 30 متراً. موافقون؟" رفع "كذاموتا سولچر" يده ثلاث مرات بالموافقة ثم وقع الثلاث ورقات أمامه وأعطاها لنفسه.

وقف أمام المراَة طويلا مزهواً باقتراحاته وقراره الذي اتخذه منذ قليل ثم أعطي التحية الرسمية لنفسه ثلاث مرات قبل خروجه من غرفة الاجتماعات وحيداً كما دخلها.

دوى صوت الرصاصة معلناً بدأ السباق، وانطلق الحمار كالرصاصة يجري لا يلوي علي شيء؛ يعلم تماماً أن هذا المضمار ضيق ليس به مناورات كثيرة لذا يجب عليه الإسراع أكثر.

سريعاً بدأ يشعر بالتعب وبدأت معه حبات العرق بالتساقط وسقطت معها أشياء أخرى كثيرة، لا وقت لديه للنظر خلفه؛ صوت الجماهير أعطاه بعض الحماس، لا يعلم هل هذه الأصوات للتشجيع أم للاستنكار، ولكن لا أحد يهتم في مثل هذه الضوضاء المهم الآن أنه متصدر السباق.

تعالت أصوات الجماهير أكثر وأصبحت صراخاً وأحس بقوائمه الخلفية تقوى. فرحاً انطلق نحو الجمهور يرفس ظنا منه أنه أنهى السباق وانتصر؛ هنا صرخ أحد الرعاة وهو يقول: "شو هدا الحمار إلا جحشا ترك المضمار ولم يخش".

انطلقت بعض الجماهير خوفاً على حياتها تجري وانطلق الرعاة خلف الحمار يحاولون الإمساك به حتى أطبقوا عليه، قال أحدهم لنطلق عليه رصاصة الرحمة؛ رد عليه كبيرهم وقال: "لا يجوز.. رصاصات الرحمة فقط للخيول وهذا ليس بحصان إنه حمار"؛ ثم أعقب "اتركوا هذا الحمار لمن تبقى من جمهوره فهم يبحثون عن أي شيء يُؤكل".

دوى صوت رصاصة أخرى، ظنت الجماهير في البداية أنه الإذن ببدأ سباق جديد، قبل أن تنهمر عليهم المزيد من الرصاصات من كل اتجاه لتفرقهم وتنهي السباق من دون أية فائزين!
دلالات
4F36EEE6-B9C7-47DF-83F3-20BB78913291
أحمد طاحون

مطور برمجيات... مدون، أحاول الكتابة ولكن أغلبها أكواد.

مدونات أخرى