صحيح أن تيار المفاهيمية نشأ ضمن سياقات غربية خلال القرن العشرين، وأن الحروفية مفتوحة على عوالم مشرقية بالأساس؛ غير أن هذا التقسيم الجغرافي يظلّ وليد التمثلات الثقافية قبل كل شيء، فالنزعتان قابلتان للالتقاء كما هو الحال مع الفنان التشكيلي الإيراني سالار احمديان.
منذ يوم أمس، تُعرض في "قاعة بوشهري للفنون" في الكويت العاصمة مجموعة أعمال للفنان الإيراني بعنوان "من الماضي إلى الحاضر"، يقدّم فيها تنويعات ضمن أسلوبه في الحروفيات. يتواصل المعرض حتى 19 من الشهر الجاري.
إلى جانب التصنيف الحروفي، والنزعة التجريدية، فمن ثوابت لوحات احمديان هو التعدّد اللوني، وغالباً ما يكون كل خط (حرف) حاملاً للون قبل ان تتشابك جميع هذه العناصر داخل إطار اللوحة ما يشحنها بالحيوية. وفي بعض الأعمال تبدو الحروف في حالة صراع أو تدافع، وهي في العديد من أعماله توحي باقتراب من مفردات "فن البوب آرت" غير أن احمديان لا يُدخل على لوحته أي عنصر واقعي.
الفنان الإيراني من مواليد 1962، وهو يقيم منذ قرابة الثلاثة عقود في مدينة فانكوفر الكندية، ورغم ذلك يعدّ من أكثر التشكيليين الإيرانيين حضوراً في بلاده، خصوصاً وأن أسلوبه لا يصطدم مع الكثير من المحظورات التي تسهر عليها الدولة في الفنون التشكيلية. للفنان أيضاً حضور منتظم في مدن عربية، من خلال المعارض والمزادات، وكان متواجداً في الكويت سنة 2012.