سائقو العراق يتجنبون "طريق الموت" ليلاً والشرطة عاجزة عن تأمينه

18 يونيو 2018
الشرطة العراقية مطالبة بتأمين الطرق (أحمد موفق/فرانس برس)
+ الخط -
لم ينس العراقيون بعد المآسي المروعة التي كانت ترتكب يوميا على الطريق المسمى "طريق الموت"، والذي كانت تنتشر فيه قبل سنوات عصابات وتنظيمات مسلحة تبطش بالمارّة قتلا وخطفا، قبل أن يعود التهديد مجددا.

ويربط "طريق الموت" بين محافظات عدة، فهو يربط بغداد وديالى بكركوك وصلاح الدين ومحافظات إقليم كردستان، ويكمن الخطر حاليا في امتداده من محافظة ديالى إلى كركوك.

وقال ضابط في قيادة شرطة ديالى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مسلحين مجهولين قطعوا ليل أمس، طريق ديالى– كركوك، وقتلوا اثنين من سائقي الشاحنات، واختطفوا سبعة مدنيين"، مبينا أنّ "الخاطفين كانوا يرتدون زيا عسكريا، واقتادوا المختطفين إلى جهة مجهولة، ولم نحصل حتى الآن عن أي معلومات عن أماكنهم، وما إذا كانوا أحياء أم قتلوا".

وأضاف الضابط، الذي طلب إخفاء هويته، أنّ "الطريق من الطرق المستعصية أمنيا، ولا يمكن فرض السيطرة عليه بسهولة، إذ إنّ العصابات تستفيد من جغرافية المنطقة، وهي منطقة صحراوية ذات تضاريس ومرتفعات ومنخفضات تمتد على جانبي الطريق، وفيها تتحصن العصابات بشكل يمنع ضبطها".

وأشار إلى أنّ "القوات الأمنية شرعت بعمليات بحث عن المختطفين، وستواصل العملية حتى يتم العثور عليهم".

وأثار الحادث رعب المواطنين، خاصة سائقي الشاحنات وسيارات الأجرة، وأكد عدد منهم أنهم لا يستطيعون السير على الطريق ليلا، مطالبين قوات الأمن بإيجاد حلول عاجلة للسيطرة على الطريق.

وقال مجيد محمود، وهو سائق شاحنة، لـ"العربي الجديد"، إنّ الحادث أيقظ فينا كابوس الرعب المخيف الذي تسبب لسنوات عدّة بقطع أرزاقنا، ووقفنا عن العمل بسبب الجرائم اليومية التي ترتكب فيه، مبينا أنّ "أغلب سائقي الشاحنات اتفقوا على وقف السير ليلا في هذا الطريق، وأن يكون السير فيه نهارا فقط".


وقال مسؤول، في اللجنة الأمنية في محافظة ديالى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القيادات الأمنية في محافظتي بغداد وكركوك، عجزت من قبل عن ضبط أمن الطريق، وبعد أنّ تم التحرير وانجلى خطر داعش، أصبح الطريق سالكا ومؤمنا، واليوم بعد أنّ فعّل التنظيم جيوبه، عاد من جديد ليستهدف الطريق الحيوي، ليهدد أوصال المحافظات".

وقبل نحو 10 سنوات، كان "طريق الموت" من أكثر الطرق رعباً في العراق، وسجل مئات الحوادث والجرائم البشعة التي لا يزال العراقيون يتذكرون كثيرا منها إلى اليوم.
دلالات