سؤال يشغل تونس... لماذا احمرت مياه شاطئ صفاقس؟

01 يوليو 2019
تداعيات الظاهرة تؤثر على الصيادين (فيسبوك)
+ الخط -
أثار تحول جزء من مياه شاطئ صفاقس إلى اللون الأحمر ضجة واسعة في تونس، خصوصاً أن نفوق كميات كبيرة من الأسماك رافق الظاهرة، إضافة إلى انبعاث روائح كريهة.

وتذمر صيادو صفاقس والقاطنون بالقرب من شاطئ سيدي منصور من هذه الظاهرة التي حولت شاطئهم إلى اللون الأحمر، متسائلين عن الأسباب الحقيقية وراءها، ومشيرين إلى أن مياه الصرف الصحي وراء هذه الكارثة البحرية التي لم تشهدها الجهة سابقا.

وأوضحت وزارة البيئة، في بيان، أنها تتابع ببالغ الاهتمام الظاهرة البيئية بمنطقة سيدي منصور بصفاقس، والمتمثلة بحسب المعطيات الأولية، في نمو غير عادي للطحالب البحرية تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة.

وقال المدير العام للوكالة الوطنية للشريط الساحلي، محمد بن جدو، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ ما حصل في شاطئ سيدي منصور وتغير الماء إلى اللون الأحمر يعود إلى ظاهرة طبيعية بسبب الارتفاع السريع لدرجة الحرارة وانحباس الرياح، ما أدى إلى تكاثر الطحالب البحرية التي أفرزت اللون الأحمر، مشيرا إلى أن تكاثرها تسبب بامتصاص الأوكسجين ما أدى إلى نفوق الأسماك.

وأكد بن جدو أن النتائج الأولية جاءت مباشرة بعد أخذ عينات وانتقال عدد من الإطارات الجهوية والمسؤولين إلى المنطقة المعنية، مبينا أن وكالة الشريط الساحلي بصدد متابعة الوضع لتحديد أسباب الظاهرة بدقة، والتنسيق مع بقية الوزارات والهيئات، كالوكالة الوطنية لحماية المحيط، والمعهد الوطني لتكنولوجيا البحار، وبقية الهياكل الجهوية.

وتوقع أن يتحسن الوضع خاصة بعد بداية هبوب الرياح وتغير العوامل المناخية، لافتاً إلى أنه سبق وسجلت هذه الظاهرة في بلدان اخرى وتحديدا في الشواطئ التي يكون فيها تيار الماء ضعيفا. وأشار إلى أن شاطئ سيدي منصور بصفاقس معروف بضعف نسق تحرك الماء فيه، وبالتالي فإن مختلف هذه الظروف وفرت عوامل أساسية لبروز هذه الظاهرة.



ولفت المتحدث إلى أن العوامل المناخية وارتفاع درجات الحرارة فجأة يمهد لبروز ظواهر عديدة، مؤكدا أنه لا بد من التأقلم مع حتمية التغيرات المناخية على أمل ألا تسبب أضرارا فادحة للمنظومة البحرية، وبالتالي فعلى كافة الهياكل الاستعداد واتخاذ كافة التدابير لتفادي أي تداعيات قد تنجم عن مثل هذه الظواهر.



ونفى الرئيس والمدير العام للديوان الوطني للتطهير عبد المجيد بالطيب، تصريف المياه المستعملة مباشرة في الشريط الساحلي بولاية صفاقس، مبينا في تصريح إعلامي، أن المياه المستعملة بالنسبة للمنطقة الشمالية لولاية صفاقس تتم معالجتها وصرفها عبرمصرف بحري يبلغ طوله حوالي 6 كلم في المياه العميقة.



وقال رئيس جمعية حماية البيئة والطبيعة، عبد الحميد الحصايري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الجمعية تابعت هذه الظاهرة التي شهدها شاطئ صفاقس، خاصة إثر تحوله للون الاحمر، مبينا أن الجمعية استعانت ببعض الخبراء والمختصين للقيام بالتحاليل اللازمة والوقوف على الأسباب الحقيقية لها.

وأضاف أن فرضية وجود طحالب بحرية أدت إلى بروز الظاهرة تبقى واردة، لكن المطلوب اليوم المزيد من المتابعة، وخاصة أن الأمر يعتبر كارثة بيئية في ظل تنامي التلوث الذي تعرفه عديد الشواطئ بصفاقس، والذي تعتبر مصادره متعددة، منها المصانع الموجودة بالمنطقة.