زينة الميلاد في صيدا رمز الوحدة والتسامح

22 ديسمبر 2014
شجرة الميلاد في ساحة صيدا (العربي الجديد)
+ الخط -
يجسّد عيد الميلاد المحبة والألفة والتآلف. هكذا قال المسيح بن مريم عليه السلام "الميلاد روح المحبة فلا تتخلّوا عنها".

والميلاد في مدينة صيدا، جنوب لبنان، له حصة كبيرة. فأشجار الميلاد الضخمة التي تتزين بها ساحاتها تستقبل الوافدين إليها والمتجولين بين ضواحيها، وخصوصاً تقاطع إيليا الذي يعبره الزائرون والمقيمون والعابرون، والذي يعتبر أحد أهم شرايين صيدا النابضة بالحياة والنشاط والتواصل بين أبناء الوطن الواحد.

فالشجرة العملاقة التي ترتفع في وسطه نحو ستة أمتار، بلغ قطرها نحو أربعة أمتار، تتزين بألوان وأضواء جميلة، لتتكامل مع أضواء إشارة السير، ومصابيح السيارات العابرة للتقاطع في غير اتجاه، وأضواء محلات المركز التجاري الملاصق للمكان، تثبت بذلك أنّ صيدا لا تنام.

وخلف الشجرة شرقاً، تبدو مئذنة مسجد السيدة عائشة، لتكتمل بذلك رمزية المشهد في العيش الواحد. وبركة ماء تستقبل الأعياد التي تنعم بها صيدا الغنية بتراثها الإنساني المشترك، وقيمها الروحية، وتاريخها الوطني. لا سيما أنّ عيد الميلاد يأتي هذا العام بالتزامن مع الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف في الأسبوع ذاته، إذ تستعد المدينة للاحتفال بهذه المناسبة المباركة أيضاً.

ولعيد الميلاد في مدينة صيدا بهجة ورونق خاص. فالمسيحيون الذين يقطنون في القرى المجاورة للمدينة، يقصدون مدينة صيدا لشراء حاجيات العيد، من زينة وملابس وأطعمة متنوعة خاصة بالعيد. كما أنّ له أيضاً نكهة عند المسلمين لاعتبارات دينية، وهي أنّ عيسى المسيح عليه السلام، كان مبشراً بالديانة المسيحية، وهو كلمة الله على الأرض وروحه.
فعندما تسير في شوارع صيدا ترى هذه الفرحة في عيون المارة، وترى المحلات كافة تتزيّن بفرحة العيد وألوانه البرّاقة.

رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي أكّد في حديثه إلى "العربي الجديد" بالقول: "يحق لمدينة صيدا أن تفرح في كل مناسبة وطنية ودينية وعند تحقيق كل انجاز انمائي. وتأتي الأعياد لتعبّر عن تمسّك صيدا ومنطقتها بالقيم والأخلاق الدينية والتسامح فيما بين الناس والتعايش الذي هو الأساس والجوهر. ولقد اعتدنا في صيدا أن نحتفل جميعاً بكل مناسبة للتعبير عن الفرح، سواء من خلال إضاءة الشوارع بالزينة أو المشاركة في الاحتفالات".

وأشار المهندس، "يأتي عيد الميلاد المجيد هذا العام بالتزامن مع المولد النبوي الشريف، الأمر الذي يعطي لنا دلالات على أهمية التشارك وتبادل التهاني في ما بين الجميع، في ظلّ الأوضاع الصعبة التي تمرّ بها المنطقة وتنعكس على لبنان. لذلك كان الهدف من الزينة الميلادية التعبير عن الفرح بهذه المناسبات والمساهمة في تحريك العجلة التجارية، لأن زينة الميلاد تسهم في إضاءة الطرقات وتدخل البهجة إلى الأسواق التجارية وإلى قلوب الناس جميعهم من دون استثناء". متمنيّاً، أن يكون وضع لبنان في الميلاد المقبل أفضل حال.
المساهمون