وبدأ المدرب الفرنسي زين الدين زيدان الموسم الجديد في الدوري الإسباني بالمباراة الأولى أمام سيلتا فيغو على ملعب "بالايدوس" بطريقة 4-3-3، واستطاع الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، ثم اعتمد في المواجهة الثانية أمام بلد الوليد على ملعب "سانتياغو بيرنابيو" على طريقة 4-2-3-1، لتنتهي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، فيما لجأ في اللقاء الأخير أمام فياريال إلى طريقة 4-4-2، وخرج بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما.
وبحسب صحيفة "آس" الإسبانية، فإن التغييرات التي اعتمدها زيدان أثرت بالسلب على الفريق، وحصل على تشكيلة غير متجانسة ضعيفة في وسط الميدان، بعدما بات لديه أربعة لاعبين فقط في وسط الميدان (لوكا مودريتش، وتوني كروس، وكاسيميرو، وفالفيردي)، ويمتلك 9 لاعبين في مركز وسط الميدان الهجومي (غاريث بيل، ولوكاس فاسكيز، ورودريغو جويس، وماركو أسينسيو، وإيدن هازارد، وفينيسيوس جونيور، وإبراهيم دياز، وخاميس رودريغيز، وإيسكو).
وأضافت، أن المدرب الفرنسي، قبل انطلاق الموسم الحالي 2019 /2020، قد وعد بقوله: "سيكون هناك الكثير من التغيرات"، مع العلم أنه سيخوض التجربة الثانية مع فريق متراجع، على الرغم من أن عناصره فازت بلقب دوري أبطال أوروبا بأربع مناسبات خلال خمس سنوات، ليتوقع الجميع أن زيدان سيقود ثورة تغيير كبيرة، بعدما منحته الإدارة صلاحيات كاملة، لكن ظهر فيما بعد أنها شكلية، نتيجة حرمانه من التعاقد مع هدفه الرئيسي بول بوغبا.
وتابعت أن إدارة ريال مدريد وافقت على طلبات المدرب زين الدين زيدان بالتخلص من داني سيايوس وسيرجيو ريغيلون، وخيسوس فاييخو، ومايتو كوفاسيتش، وماركوس ليورنتي، ليحصل الملكي على 75 مليون يورو من بيع عقود الثنائي الأخير فقط، لكن وسط الميدان بات فارغاً من دون تغطية.
وأردفت أن صفقات نادي ريال مدريد بسوق الانتقالات الصيفية الماضية، باستثناء النجم البلجيكي إيدين هازارد مقابل 100 مليون يورو، قد كلفت خزينة الفريق 198 مليون يورو، لكنّ هؤلاء اللاعبين الجدد لم يتمكنوا حتى الآن من تحسين شكل الميرينغي، بل أصبحوا على مقاعد البدلاء، وهم البرازيلي إيدير ميليتاو (50 مليون يورو)، والفرنسي فيرلاند ميندي (48 مليون يورو)، ورودريغو جويس (40 مليون يورو)، ولوكا يوفيتيش (60 مليون يورو).
وواصلت أن الاستراتيجية التي اتبعتها إدارة ريال مدريد كانت خاطئة، لأن مبلغ 198 مليون يورو كانت كفيلة بالتعاقد مع الفرنسي بول بوغبا، وإرضاء المدرب زيدان، بالإضافة إلى فشلها بإخراج الويلزي غاريث بيل، والكولومبي خاميس رودريغيز، اللذين كانا مصدراً مادياً مهماً لتمويل صفقة قائد خط وسط مانشستر يونايتد الإنكليزي، مع التخلص من رواتبهم المرتفعة.
وتسببت إصابة البرازيلي كاسيميرو بورطة كبيرة للفريق، بسبب عدم وجود بديل لصاحب (صاحب 27 عاماً) في نفس مركزه، لأن الألماني توني كروس والإسباني فالفيردي لاعبان في العمق كما هو الحال بالنسبة للكرواتي لوكا مودريتش، الذي يتقدم للهجوم كثيراً، وهؤلاء الأربعة يمتلكهم الفرنسي زين الدين زيدان في خط الوسط، لذلك ربما سيعمد في المستقبل إلى الاستعانة بخدمات كل من إيسكو والكولومبي خاميس رودريغيز في حال النقص باللاعبين.
وكشفت أن خط حراسة المرمى دخل بمرحلة الفوضى أيضاً في الصيف، بعدما كان ريال مدريد يستحوذ على عدد إضافي من حراس المرمى، ليصبح مجبراً على التوقيع مع حارس آخر لسد الفراغ، ولجأ إلى التعاقد مع الفرنسي أريولا على سبيل الإعارة قادماً من باريس سان جيرمان، لأن لوكا زيدان رحل إلى راسينغ، وخرج لونين، الذي كلّف خزائن الفريق 11 مليون يورو، على سبيل الإعارة إلى بلد الوليد، كما غادر الكوستاريكي كيلور نافاس إلى بطل الدوري الفرنسي بالموسم الماضي.
صحيح أن المدرب زين الدين زيدان أظهر أنه ابن ريال مدريد في الكثير من المواقف التي تحمل فيها وصبر على تجاهل الإدارة مطالبه، وعلى رأسها عندما رحل المهاجم ألفارو موراتا إلى يوفنتوس الإيطالي، ليخرج قائلاً لوسائل الإعلام حينها: "لو رحل موراتا فيجب أن يأتي مهاجم آخر"، لكن الرئيس فلورنتينو بيريز واجه مطلبه العلني بالتجاهل، وتكرر الأمر مرة أخرى في الصيف الحالي، عندما لم يستمع إليه وصرف النظر عن التعاقد مع بول بوغبا.
وأوضحت أن إدارة نادي ريال مدريد، بقيادة الرئيس فلورنتينو بيريز، حاولت التغطية على خيبة الأمل التي ارتسمت على وجوه الجماهير والمدرب زين الدين زيدان بعدم التعاقد مع النجم الفرنسي بول بوغبا قائد خط وسط مانشستر يونايتد الإنكليزي، من خلال الدخول في صراع ضم المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا، وعرقلة خطط برشلونة بالحصول على لاعبها السابق، إلا أن الأمر بات واضحاً الآن للعيان بأن الثورة التي أعلن عنها سابقاً لم تحدث نهائياً.
وختمت أن ثورة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان باتت من الماضي الآن، بعدما قام بإشراك 9 لاعبين من الذين قاموا بتحقيق اللقب الـ11 في تاريخ ريال مدريد ببطولة دوري أبطال أوروبا، عندما لعبوا أمام ضيفهم بلد الوليد، ضمن منافسات الأسبوع الثاني من الدوري الإسباني، إذ لعب هؤلاء مع الملكي في موسم 2014 /2015، تحت قيادة المدير الفني الإيطالي السابق كارلو أنشيلوتي.