زيارة هولاند للمغرب: تأكيد عهد جديد

20 سبتمبر 2015
هولاند يؤكد نوايا الزيارة السابقة (فرانس برس)
+ الخط -
لم يبد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أي تردد وهو يعلن صراحة، في ثاني وآخر أيام زيارة العمل التي يقوم بها إلى المغرب، وأمام جمع من الفرنسيين المقيمين في مدينة طنجة شمالي البلاد، أن باريس طوت صفحة الماضي مع الرباط، وبأن عهدا جديدا بدأ في العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأورد هولاند، في كلمته أمام حشد من ممثلي الجالية الفرنسية في المغرب، أنها المرة الثانية التي يزور خلالها المملكة، منذ وصوله إلى قصر الإليزيه سنة 2012، فقد كانت الزيارة الرسمية الأولى سنة 2013، مبرزا أن زيارته الحالية تتسم بطابع خاص، من خلال طي صفحة الخلافات التي حصلت في الفترة الأخيرة".

واستطرد الرئيس الفرنسي أنه "بلغة الدبلوماسيين حصلت بعض العراقيل في مسار العلاقات بين الرباط وباريس، لكن ما تم ليس محوها فحسب، بل أيضا تجاوزها، وصارت تلك المشاكل من الماضي"، مردفا أن "البلدين دشنا مرحلة جديدة من الشراكة والصداقة بهدف منح دينامية للاقتصاد المغربي.

واستحضر هولاند مكانة اللغة الفرنسية في المغرب، وقال إن مصالح المغرب تتحقق أيضا عن طريق لغة موليير، وأيضا استعمال اللغة الفرنسية من أجل نفع الاقتصاد المغربي، وإنجاح حياة الشباب المهنية، مشيرا إلى أن الرباط وفرنسا تمتلكهما معا إرادة تطوير العلاقات الثنائية.

اقرأ أيضا: الأمن الفرنسي يعتقل صحافيين بتهمة ابتزاز ملك المغرب

رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بن كيران، أكد بدوره أن زيارة العمل التي قام بها هولاند للمملكة، بدعوة من الملك محمد السادس، تعبر عن تجاوز "بعض اللحظات العصيبة" في العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى الاستقبال بالغ الحفاوة الذي حظي به الرئيس الفرنسي عندما حل في طنجة.

حديث هولاند عن طي صفحة الماضي المتوتر، متمثلة في سنة كاملة من الفتور بين البلدين، قبل عودة المياه إلى مجاريها منذ أشهر قليلة، يأتي ليتوج مجموعة أنشطة واتفاقيات وقعها إلى جانب العاهل المغربي، لعل أبرزها توقيع "نداء طنجة" من أجل نجاح مؤتمر المناخ المقبل الذي يعقد في باريس بين 30 تشرين الثاني/نوفمبر و11 كانون الأول/ديسمبر.

ومن أهم الأنشطة التي قام بها زعيما البلدين تدشينهما ورشة صيانة القطارات الفائقة السرعة، التي ستربط مدينتي طنجة والدار البيضاء، كما أشرفا يوم الأحد على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، إذ يأمل المغرب الرفع من مساهمة الطاقات المتجددة في القدرة الكهربائية الإجمالية في أفق 2020 إلى 42 في المائة.

ووقعت فرنسا والمغرب أيضا اتفاقية تتعلق بتدريب وتكوين أئمة المساجد الفرنسيين في معهد متخصص بالمملكة، حيث وقع عليها من الجانب المغربي، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، ومن الجانب الفرنسي، لوران فابيوس وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي.

وتروم الاتفاقية منح دروس في مواد الشريعة الإسلامية، وفق المذهب المالكي المعتمد في المغرب، وذلك بهدف محاربة التطرف الديني، وهو ما جعل وزير الأوقاف المغربي يصرح عقب التوقيع بأن الإعلان المشترك المغربي الفرنسي حول تأهيل أئمة فرنسيين هو "اعتراف بالنموذج المغربي الفريد".

اقرأ أيضا: ساركوزي يدعو الغرب لمساعدة تونس في مكافحة "الإرهاب"

المساهمون