زيارة قاآني لبغداد: هجمات الكاتيوشا وزيارة الكاظمي لواشنطن

17 اغسطس 2020
قاآني يستبق زيارة الكاظمي لواشنطن (الأناضول)
+ الخط -

يواصل زعيم "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، زيارته بالعاصمة العراقية بغداد والتي حطت طائرته فيها عصر أمس الأحد، بزيارة مفاجئة وغير معلنة، وسط تسريبات تتحدث عن احتمال توجهه إلى النجف بعد انتهاء جولة اجتماعاته.
ولم تعلق الحكومة العراقية على زيارة زعيم "فيلق القدس"، لغاية الآن باستثناء تعليقات لنواب وقيادات سياسية أكدت أن وجوده مرتبط بزيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن حيث من المقرر أن يلتقي الخميس المقبل بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وزيارة قاآني إلى بغداد، هي الثالثة منذ توليه قيادة الذراع الإيرانية الأبرز في المنطقة، خلفاً لزعيمه السابق قاسم سليماني، الذي قتل بغارة أميركية، إلى جانب القائد بمليشيات "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، قرب مطار بغداد الدولي، في الثالث من يناير/ كانون الثاني الماضي.
ووفقا لمصادر سياسية عراقية فإن قاآني التقى فعلا بالكاظمي بعد عقده سلسلة لقاءات مع قادة فصائل مسلحة مرتبطة بطهران وزعماء كتل سياسية مختلفة بحي الجادرية والمنطقة الخضراء في بغداد.
وقال عضو في تحالف "الفتح" بالبرلمان العراقي، رفض الكشف عن هويته، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "الإيرانيين مهتمون وقلقون من زيارة الكاظمي إلى واشنطن"، مضيفا أن "قاآني عرض ما لديه من هذه المخاوف واعتبر أن أي نتيجة لملف القوات الأميركية في العراق، تكون غير خروجها من العراق لن تقبل بها طهران".

لسنا مضطرين لحمل الرسائل التي جاء بها اسماعيل قاآني الى ترامب

وبحسب المصدر ذاته فإن "التصعيد بالهجمات الصاروخية بدا وكأنه بإيعاز إيراني وليس اجتهادا من قبل الفصائل المسلحة"، واصفا وضع رئيس الحكومة العراقية بأنه "صعب ومعقد والإيرانيون أبلغوا الكاظمي رأيهم وتصورهم لملفات يتوقعون أنها ستطرح بين الكاظمي والأميركيين". وبين عضو البرلمان كذلك أن الموقف الإيراني المتشدد من هذه الزيارة قد يدفع الكاظمي إلى تعليق ملف الوجود الأجنبي في العراق دون حسم في زيارته إلى واشنطن.
وتشهد بغداد منذ أيام تصعيداً واضحاً في الهجمات الصاروخية ضد معسكرات وقواعد تستضيف قوات أميركية أو ضد أرتال تابعة لشركات ومتعهدين عاملين مع قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بقيادة واشنطن تسببت بخسائر مادية فقط. وكان آخرها مساء أمس الأحد بعدما استهدف هجوم المنطقة الخضراء وسط بغداد بعيد ساعات من هجوم مماثل استهدف قاعدة التاجي شمالي العاصمة حيث تضم قوات أميركية وبريطانية ضمن مهام التحالف الدولي.
مصادر مقربة من فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران وصفت لـ"العربي الجديد"، دون أن تفصح عن هويتها، زيارة قاآني بأنها "تفاوضية"، مؤكدة أن الساعات المقبلة سيتم لمس نتائج الزيارة في حال عاودت هجمات الكاتيوشا أو توقفت على المنطقة الخضراء ومعسكرات وقواعد عراقية.
وقال مصدر مقرب من جماعة "كتائب حزب الله"، العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "أي إشارات لوجود توافق على الوجود الأميركي العسكري سواء بعنوان وجود قصير أو متوسط أو دعم لوجستي للقوات العراقية سيكون بمثابة إشارة مواجهة مفتوحة وتتحمل الحكومة مسؤولية رد فعل فصائل المقاومة الإسلامية ومدى تأثير ذلك على أمن واستقرار المناطق التي تتواجد بها قوات أجنبية سواء كانت أميركية أو بريطانية أو أي قوة أخرى".
من جهته، هاجم نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، ظافر العاني، زيارة قاآني الحالية إلى العراق، وكتب في تغريدة "لسنا مضطرين لحمل الرسائل التي جاء بها إسماعيل قاآني الى ترامب. هذه الزيارة لرئيس وزراء العراق ومصالح بلدنا أولى من مصلحة أية دولة أخرى. هدف إيران تقزيم العراق في نظر المجتمع الدولي عندما تحوله إلى مجرد ساعي بريد لرسائل فيلق القدس الإيراني".


بدوره كتب الكاتب والإعلامي العراقي زيد عبد الوهاب في معرض انتقاده الزيارة "قبل كل زيارة خارجية تجدهم في بغداد، ظريف حضر قبل زيارة الرياض، واليوم قاآني لأجل زيارة واشنطن. لا داعي لكل هذا الجهد فرسائل الكاتيوشا اليومية وصلت وكفت ووفت".

وكان من المقرر أن تبدأ جولة الحوار الاستراتيجي الثانية بين بغداد وواشنطن، خلال يوليو/ تموز الماضي، إلا أنها أجّلت لأسباب ما تزال لغاية الآن مُختلفا بشأنها، بين من يقول إن التأجيل جاء برغبة أميركية لوجود برامج عمل للرئيس الأميركي دونالد ترامب حالت دون تحقيق زيارة الوفد العراقي إلى واشنطن، وأخرى تتحدث عن أن التأجيل جاء بطلب عراقي.

ووفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض، فإن "الكاظمي سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض في الـ 20 من أغسطس/آب الحالي"، مبيناً أن "الطرفين سيبحثان مواجهة التحديات التي يفرضها فيروس كورونا الجديد، فضلاً عن قضايا تخص الأمن والطاقة والمستجدات الاقتصادية".