وصل مسؤولو المراسم في مكتب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، أمس الاربعاء، الى العاصمة العراقية بغداد بهدف البدء بترتيب جدول الزيارة التي من المقرر أن تستمر لمدة يومين، يلتقي خلالهما رئيس الوزراء، حيدر العبادي وعدد من زعماء الكتل السياسية، في أول زيارة له منذ سنوات، وينتظر أن تنطوي على بحث مجموعة قضايا، أبرزها بحسب تسريبات حصلت عليها "العربي الجديد" مسألة تنظيم استفتاء انفصال كردستان بالتراضي مع بغداد، بعد الانتهاء من صفحة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وبإشراف الأمم المتحدة، والاتفاق على تحجيم التقارب الحالي بين غريمي الرجلين نوري المالكي وجلال الطالباني. لكن الأبرز قد يكون تحضيرات معركة الموصل طبعاً، بما أن لا تحرير لنينوى من دون مشاركة البشمركة مثلما صار معروفاً. وفي هذا السياق، خطت التحضيرات للمعركة الكبرى خطوة إضافية، مع موافقة واشنطن على زيادة عناصرها وضباطها في العراق تحضيراً لحرب الموصل، رداً على طلب من العبادي. بذلك، يبدو أن حلّ آخر الأزمات مع الأكراد يسير بالتوازي مع تعزيز الحضور العسكري الأميركي في أجواء تحضيرات الموصل. وقد أعلن مسؤول أميركي أمس الأربعاء أن بلاده مستعدة لإرسال مزيد من الجنود إلى العراق للتدريب وتقديم النصائح للمعركة. وأضاف المسؤول، الذي رفض الإفصاح عن هويته، أنه "بالتشاور مع حكومة العراق، فإن الولايات المتحدة مستعدة لإرسال المزيد من الجنود للتدريب وتقديم النصائح للعراقيين مع تكثيف التخطيط لحملة الموصل"، علماً أن عدد الجنود الأميركيين في العراق ارتفع إلى 4460 عسكرياً وضابطاً مع بداية الشهر الحالي بحسب اعتراف مسؤولي التحالف الدولي لمحاربة "داعش". كلام "المسؤول الأميركي" الذي نقلته وكالات الأنباء العالمية، جاء بمثابة الرد الفوري على إعلان العبادي أن حكومته طلبت زيادة عدد المستشارين والمدربين الاميركيين للقوات العراقية بعد التشاور مع الرئيس باراك اوباما استعداداً لمعركة الموصل، حسبما نقل بيان رسمي صدر عن رئاسة الحكومة، أمس الأربعاء.
وأوضح بيان العبادي أنه "سيتم البدء بتخفيض أعداد المستشارين والمدربين مباشرة بعد تحرير الموصل". وشدد البيان على أن "دور المدربين والمستشارين ليس قتالياً وإنما للتدريب والاستشارة فقط ومن سيحرر الأرض هي قواتنا البطلة ولا يوجد أي قوات أو مقاتل أجنبي يقاتل مع القوات العراقية".
وعلى صعيد زيارة البرزاني إلى بغداد، قال زكري موسى، السكرتير الصحافي للبرزاني، لـ"العربي الجديد"، إن وفد الإقليم وصل بغداد للترتيب للزيارة وتنظيم مواعيد اللقاءات التي سيجريها البرزاني. وأضاف "سيبحث البرزاني الحرب ضد داعش، وتحرير الموصل، ومشكلة ميزانية إقليم كردستان والبشمركة، ومشكلة النفط، والنازحين". وكان العبادي أعلن، في مؤتمر صحافي عقده في بغداد الثلاثاء الماضي، أن البرزاني سيزور بغداد لبحث قضايا مهمة، فيما قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي إن الزيارة ستشهد استكمال بحث تفاصيل المواضيع التي بحثها وفد حكومة الإقليم ببغداد نهاية أغسطس/آب الماضي. وأضاف، في تصريح صحافي للإعلام الكردي، إن موضوع استعادة السيطرة على مدينة الموصل واحد من المواضيع التي سيبحثها العبادي مع البرزاني.
بدوره، قال كفاح محمود، المستشار الإعلامي للبرزاني، إن "تحديد شكل العلاقة المستقبلية بين بغداد وأربيل، وبحث المشاكل العالقة بين الجانبين سيكونان على رأس المباحثات"، موضحاً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "البرزاني سيطرح مشروع استفتاء استقلال كردستان خلال الاجتماع والاتفاق على إيجاد علاقة طيبة بين الجانبين دون مشاكل في المستقبل" في إشارة إلى المشروع الذي أعلنته أربيل والقاضي بتنظيم استفتاء لانفصال الإقليم عن العراق وإعلانه دولة مستقلة.
ووفقاً لمصادر كردية في أربيل، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن "عدداً من الدول الأوروبية أبلغت مسعود البرزاني خلال جولته في عدد من تلك الدول بأن بحث مسألة انفصال الإقليم عن بغداد يجب أن تتم مع بغداد نفسها، وأن عليه محاورتها قبل غيرها من الأطراف الأخرى، وهو ما سيتم بحثه خلال الزيارة". ورأى مصدر مطلع في حزب البرزاني أن التحركات التي يقوم بها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لتخريب الوضع الداخلي في إقليم كردستان، ومحاولته إسقاط حكومة العبادي عبر إقالة البرلمان للوزراء، وآخرهم وزير المالية الكردي هوشيار زيباري، وهو من مساعدي البرزاني، وكيفية التعامل معها أحد أسباب زيارة رئيس الإقليم الى بغداد. وقال المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه لـ "العربي الجديد"، إن المالكي وبمساعدة كتلته البرلمانية ونواب من كتل أخرى سنية ومن حزب الطالباني و"حركة التغيير" والجماعة الاسلامية الكردية شكل جبهة مضادة للعبادي، وبدأ مع اقتراب معركة الموصل بمساءلة وإقالة الوزراء المهمين. ورأى أن المالكي يهدف الى "عدم نجاح خطة تحرير الموصل، كما يستهدف ضرب نفوذ البرزاني"، مضيفاً "في هذه الظروف يكون تشكيل كتلة قوية في البرلمان ضد المالكي وخطط إيران مرجحاً".
اقــرأ أيضاً
من جانبه، انتقد العبادي مسألة سحب الثقة من وزرائه. وقال: "نواجه أزمات كبيرة، أمنية واقتصادية، ومن دون وجود أولئك الوزراء فإن عمل الحكومة لن يكون منطقياً". ونقلت تحليلات مواقع إخبارية قريبة من حكومة إقليم كردستان أن زيارة البرزاني إلى بغداد قد تسهم بقطع الطريق على عودة المالكي للسلطة ووقوع العراق بأكمله تحت الهيمنة الإيرانية. ويمثل التصدي للمالكي في الوقت الراهن هدفاً مشتركاً لكل من العبادي والبرزاني، ومباحثاتهما ربما ساعدتهما على تبادل الخدمات في هذا الموضوع.
ويعتقد مراقبون أكراد أن مهمة فصل إقليم كردستان عن العراق تواجه تحدياً كبيراً، خارجياً وداخلياً، على مستوى الإقليم نفسه، حيث هناك قوى سياسية فاعلة ترفض ذلك. ولا يغيب في موضوع التحديات التي تواجه البرزاني في فصل إقليم كردستان الخلافات السياسية الداخلية، والتي تلعب إيران دوراً واضحاً في تأجيجها، وقد ظهر ذلك بوضوح بعد الاتفاقات والتفاهمات التي باتت تجمع "حزب الدعوة"، بقيادة المالكي، وحزب الطالباني و"حركة التغيير" وسياسيين إسلاميين.
وشهدت العلاقات بين إقليم كردستان وبغداد خلال الفترة الأخيرة نوعاً من التحسن، سيما في الجانب العسكري ومحاربة "داعش". كما واتفق الجانبان نهاية أغسطس/آب الماضي على استئناف صادرات نفط كركوك عبر إقليم كردستان إلى تركيا، ثم قامت بغداد بدفع أجور المزارعين المستحقة عن توريد القمح للحكومة العراقية، وهي خطوات توضح مستوى من التفاهم. وقد أعرب المبعوث الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيتش عن ارتياحه لمستوى التنسيق والتعاون القائم بين البرزاني والعبادي، واصفاً إياه بـ"المهم" لمواجهة الإرهابيين ومعالجة المشاكل والخلافات، بحسب بيان لرئاسة الإقليم صدر عقب لقاء رئيس الإقليم بالمسؤول الأممي. لكن التفاهم بين الجانبين لم يصل إلى كل الأمور، حيث ترى بغداد، أنه لحل مشكلة ميزانية الإقليم ورواتب موظفيه، عليه دمج قطاع النفط في إقليم كردستان بقطاع النفط في بغداد وأن يكون جزءاً منه ويتوحد إنتاج النفط وآلية التصدير وتذهب كل العائدات إلى بغداد، فيما يريد إقليم كردستان قطاعاً نفطياً مستقلاً به يساعد في موضوع استقلال الإقليم لاحقاً.
ووفقاً لمصادر كردية في أربيل، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن "عدداً من الدول الأوروبية أبلغت مسعود البرزاني خلال جولته في عدد من تلك الدول بأن بحث مسألة انفصال الإقليم عن بغداد يجب أن تتم مع بغداد نفسها، وأن عليه محاورتها قبل غيرها من الأطراف الأخرى، وهو ما سيتم بحثه خلال الزيارة". ورأى مصدر مطلع في حزب البرزاني أن التحركات التي يقوم بها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لتخريب الوضع الداخلي في إقليم كردستان، ومحاولته إسقاط حكومة العبادي عبر إقالة البرلمان للوزراء، وآخرهم وزير المالية الكردي هوشيار زيباري، وهو من مساعدي البرزاني، وكيفية التعامل معها أحد أسباب زيارة رئيس الإقليم الى بغداد. وقال المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه لـ "العربي الجديد"، إن المالكي وبمساعدة كتلته البرلمانية ونواب من كتل أخرى سنية ومن حزب الطالباني و"حركة التغيير" والجماعة الاسلامية الكردية شكل جبهة مضادة للعبادي، وبدأ مع اقتراب معركة الموصل بمساءلة وإقالة الوزراء المهمين. ورأى أن المالكي يهدف الى "عدم نجاح خطة تحرير الموصل، كما يستهدف ضرب نفوذ البرزاني"، مضيفاً "في هذه الظروف يكون تشكيل كتلة قوية في البرلمان ضد المالكي وخطط إيران مرجحاً".
من جانبه، انتقد العبادي مسألة سحب الثقة من وزرائه. وقال: "نواجه أزمات كبيرة، أمنية واقتصادية، ومن دون وجود أولئك الوزراء فإن عمل الحكومة لن يكون منطقياً". ونقلت تحليلات مواقع إخبارية قريبة من حكومة إقليم كردستان أن زيارة البرزاني إلى بغداد قد تسهم بقطع الطريق على عودة المالكي للسلطة ووقوع العراق بأكمله تحت الهيمنة الإيرانية. ويمثل التصدي للمالكي في الوقت الراهن هدفاً مشتركاً لكل من العبادي والبرزاني، ومباحثاتهما ربما ساعدتهما على تبادل الخدمات في هذا الموضوع.
وشهدت العلاقات بين إقليم كردستان وبغداد خلال الفترة الأخيرة نوعاً من التحسن، سيما في الجانب العسكري ومحاربة "داعش". كما واتفق الجانبان نهاية أغسطس/آب الماضي على استئناف صادرات نفط كركوك عبر إقليم كردستان إلى تركيا، ثم قامت بغداد بدفع أجور المزارعين المستحقة عن توريد القمح للحكومة العراقية، وهي خطوات توضح مستوى من التفاهم. وقد أعرب المبعوث الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيتش عن ارتياحه لمستوى التنسيق والتعاون القائم بين البرزاني والعبادي، واصفاً إياه بـ"المهم" لمواجهة الإرهابيين ومعالجة المشاكل والخلافات، بحسب بيان لرئاسة الإقليم صدر عقب لقاء رئيس الإقليم بالمسؤول الأممي. لكن التفاهم بين الجانبين لم يصل إلى كل الأمور، حيث ترى بغداد، أنه لحل مشكلة ميزانية الإقليم ورواتب موظفيه، عليه دمج قطاع النفط في إقليم كردستان بقطاع النفط في بغداد وأن يكون جزءاً منه ويتوحد إنتاج النفط وآلية التصدير وتذهب كل العائدات إلى بغداد، فيما يريد إقليم كردستان قطاعاً نفطياً مستقلاً به يساعد في موضوع استقلال الإقليم لاحقاً.