وذكرت الصحيفة أن الرئيس التركي اقترح أن يكون تحالف الولايات المتحدة مع حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) الموضوع الأبرز على أجندة اللقاء، لكن وزارة الدفاع الأميركي، وحتى الآن، لم تظهر أي تزحزح في موقفها القائم على التحالف مع قوات الاتحاد الديمقراطي، الأمر الذي بات إحدى أهم العقد في العلاقات التركية الأميركية خلال السنتين الأخيرتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن توقيت معركة الرقة سيتحدّد على ما يبدو وفقاً للقاء الذي سيعقد في واشنطن، مضيفة بأن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فضّلت إطلاق عملية الرقة بعد الاستفتاء الدستوري في تركيا، حتى لا تتحوّل هذه المعركة المهمة ضد الإرهاب إلى مسألة سياسية محلية في دولة حليفة.
وتوقّعت الصحيفة أن يتم إصدار الأمر الرئاسي لمعركة الرقة بعد لقاءات أردوغان في واشنطن، بعدما تكثفت الاستعدادات في الميدان بوضوح خلال الأسابيع الماضية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن الضربات الجوية التي نفذها سلاح الجو التركي ضد مواقع الكردستاني في كل من منطقة سنجار في العراق وفي مناطق سيطرته في شمال شرق سورية جاءت لدعم الموقف التركي في المحادثات في واشنطن.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن زيارة وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيليرسون، الأخيرة للعاصمة التركية أنقرة، قد تضمّنت تقديم بعض المقترحات للإدارة التركية بهدف تهدئة القلق التركي من تمدد قوات الاتحاد الديمقراطي باتجاه مدينة الرقة، ومن بينها، أنه بدل القيام بعملية كبيرة ضد "داعش" في الرقة فإن محاصرة المدينة بالمشاركة مع قوات الاتحاد الديمقراطي قد تؤدي إلى سقوط المدينة من تلقاء ذاتها.
أما السيناريوهات الثانية، فتتمثل في أنه بعد الانتهاء من عملية الرقة بالتعاون مع قوات سورية الديمقراطية التي تشكل قوات الاتحاد الديمقراطي عمودها الفقري، فإنه من الممكن إعادة هيكلة قوات سورية الديمقراطية وإبعاد قوات الاتحاد الديمقراطي منها ومنح القيادة للقوات العربية المتواجدة فيها.
كذلك يتضمن السيناريو الثاني أن تقوم قوات الاتحاد الديمقراطي بالانسحاب إلى داخل المناطق ذات الغالبية الكردية، والتي يطلق عليها العمال الكردستاني "ورجأفا"، لتبدأ بعدها عملية حوار شامل بين ممثلين عن مختلف الإثنيات السورية بما فيها الأكراد لإقامة كيان يتمثل فيه الجميع بشكل متساوٍ، وفي ما يخص الأكراد ستكون لهم منطقة حكم ذاتي كما في النموذج العراقي، ولكن ليكتب لمنطقة الحكم الذاتي الاستمرار لا بد من كسر سيطرة أيديولوجيا العمال الكردستاني على المناطق ذات الغالبية الكردية.
من جهة أخرى تصطدم السيناريوهات التي تحدثت عنها الصحيفة بخطاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم، والذي أكد أن أنقرة لن تسمح بتكوين أي كيان تابع لحزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سورية مهما كلّف الأمر، مشيراً إلى أن الهدف التركي المقبل سيكون منبج، بالقول: "كما تعلمون الآن جاء دور منبج والرقة، وبطبيعة الحال فإن هدفنا يتمثل بما يمكن أن نفعله برفقة التحالف الدولي ضد "داعش"".
أضاف أردوغان: "سألتقي غدا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسنتحدث، وأتمنى أن نخرج من هناك بنتجية إيجابية"، و"في 16 من الشهر الحالي سأزور الولايات المتحدة الأميركية، وسيتم بحث هذا الأمر ضمن مواضيع متعددة، وإن تمكنا من بدء مرحلة جديدة، سنكون بذلك قد تمكنا من القيام بخطوات جديدة سواء في ما يخص سورية أو العراق".
وتابع أردوغان: "سنقوم بإجراء اللازم، سندمر أحلام كل من الجناح العسكري للاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني في شمال سورية، وعلى الجميع أن يعلم ذلك، وسنقطع حبل سرتنا بيدنا، لن يتمكن أحد من تقسيم وطننا المكوّن من 780 ألف كم مربع، ولا يحاول أحد ذلك".