يعيش مهاجرون طي النسيان في مركز للمهاجرين في جزيرة صقلية الإيطالية، حيث يواجهون مستقبلاً غامضاً، فلا يوجد مكان يذهبون إليه، ولا مال لإنفاقه للذهاب إلى أي مكان، ولا وثائق قانونية، والآمال مضمحلة في الحصول على اللجوء السياسي.
كثير منهم أنقذهم حرس السواحل الإيطالي الأسبوع الماضي فقط، بعد محاولتهم العبور إلى إيطاليا من شمال أفريقيا على متن قوارب واهية.
في عام 2014 كان هناك رقم قياسي من طلبات اللجوء السياسي في إيطاليا، فقد ارتفعت النسبة بشكل كبير إلى 148 بالمائة عما كان عليه الأمر قبل ذلك بعام، بحسب تقرير نشرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الأسبوع.
وأظهر التقرير أن 63700 شخص معظمهم من أفريقيا طلبوا اللجوء في إيطاليا خلال عام 2014.
وكانت أعداد السوريين والإريتريين الأكبر بين المهاجرين الذين وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية، لكنهم ليسوا أكثر من يطلبون اللجوء مراراً.
ويعد أكثر طالبي اللجوء من مالي، إذ بلغ عدد طلبات مهاجريها 9800 طلب في 2014،
ويأتي بعدها نيجيريا وغامبيا، بحسب التقرير.
قصصهم متشابهة
ويحوي مركز "أومبيرتو الأول" للمهاجرين في سرقوسة حالياً نحو 200 رجل أفريقي.
قصصهم كلها متشابهة، هربوا من بلادهم - السنغال ومالي وغامبيا وساحل العاج - واجتازوا إحدى الصحراوات حيث شاهدوا زملاءهم المسافرين وهم يسقطون من فوق ظهر الشاحنات حيث يتركون ليموتوا غالباً، حيث لا ماء ولا طعام.
وعندما وصولوا ليبيا تعرض الكثير منهم للاضطهاد، وألقوا في السجون وتعرضوا لمضايقات قطاع الطرق. حتى نجحوا في وقت لاحق في أن يكونوا على متن زورق مطاطي توجه عبر البحر المتوسط.
الرجال أحرار في مغادرة المركز والتحرك في البلدة، لكنهم إذا هربوا قبل أن يمثلوا أمام لجنة لطلب اللجوء السياسي فإنهم يفقدون فرصتهم في الحصول عليه.
يوفر لهم المركز بطاقات هاتف قيمتها 2.5 يورو يومياً أو ما يعادلها من السجائر بعلبة تحوي عشر سيجارات.
كوفي كوديو من ساحل العاج قال إنه فر من الحرب والقتل في بلده، والآن يريد أن يجد سبيلاً لجلب زوجته وأطفاله إلى أوروبا.
وقال إنه درس العلوم الطبيعية والتاريخ والجغرافيا في الجامعة، وإنه يأمل في أن يستطيع أن يجد شيئاً يقوم به في أوروبا.
لامين بيا من غامبيا قال إنه كان ينتظر ليرى ما إذا كان يستطيع الحصول على اللجوء السياسي، لكنه لا يستطيع الذهاب إلى أي مكان لأنه ليست لديه أي وثائق.
إلياس أورجيني مهاجر من غانا هرب من وضع خطير في الديار وفر إلى طرابلس حيث ألقي به في السجن. واستطاع أن يعبر في وقت لاحق، وينتظر الآن ليرى إن كان سيتم قبول طلبه للجوء السياسي أم لا، ويقوم بعمل تطوعي في كاتانيا مع جماعة "سانت إيجيديو الكاثوليكية"، حيث يزور بيوت المسنين في مركز المدينة.
وداخل مقر مركز المهاجرين، كانت تقف حافلة ركاب كبيرة تابعة لجماعة "إميرجنيسي" غير الهادفة للربح، حيث كان الأطباء والممرضون المتطوعون يعالجون المهاجرين من الأمراض البسيطة.
اقرأ أيضاً:
هل تغلق القارة الأوروبية حدودها بوجه اللاجئين؟
50 مليون لاجئ ونازح في العالم عام 2014
اللاجئون وضحايا الهجرة غير الشرعية.. على طاولة الأمم المتحدة