زمن الوثائقي

26 نوفمبر 2015
يوسف كراش/ الجزائر
+ الخط -

الحقيقة أنه ليس زمنَ الوثائقي تماماً. فكما في الأدب، الرواية في السينما هي الأكثر إغواءً، ومن ثمّ الأكثر حضوراً.

تصنع الأعمال الروائية نجوماً تُحيط بهم الأضواء ويُفرَش لهم السجّاد الأحمر، بينما ينزوي صُنّاع الوثائقيات في ركن قصيّ من قاعة العرض، ويواصل أبطالها حيواتهم بعد الفيلم، على النحو الذي كانت عليه قبله.

ومع ذلك، فإن زمننا هذا، بمعناه الفعلي، هو زمن الوثائقي بامتياز، بغضّ النظر عن واقع هذه الصناعة عربياً. شكّلت الثورات والانتفاضات العربية مختبراتٍ مثالية للاشتغال السينمائي وألقت بظلالها على الوثائقي العربي، لما وفّرته من محمولات إنسانية وجمالية مكثّفة، ولم يزل ذلك مستمرّاً مع الموجات الأخيرة من الهجرة واللجوء.. والموجات الجديدة من التطرّف والإرهاب، ومن قضايا سياسية واجتماعية لا تتوقّف.

وراء ذلك كلّه، تختفي قصصٌ كثيرةٌ كانت وستكون مواضيع لأعمال وثائقية جيّدة. لكن اقتراب الوثائقي من العمل الصحافي، يُلقي عليه أعباء إضافيةً يتخطّاها الروائي بسهولة؛ بدءاً بالصعوبات التي تعترض التصوير، وليس انتهاءً بالمعلومة. يحتاج الوثائقي، دائماً، إلى نماذج إنسانية حيّة وإلى شهاداتٍ لفاعلين ومؤثّرين، وذلك ما لا توفّره البيروقراطية العربية بيُسر.

هكذا، قد يقضي بعض المخرجين سنواتٍ في انتظار ترخيص رسمي أو مقابلة أحد هؤلاء الفاعلين.


اقرأ أيضاً: ما يقوم به الوثائقي

المساهمون