زعيم "الحشد الشعبي" يحذّر من خطر "داعش" على بغداد

08 اغسطس 2015
العامري برّر خسارة معركة الفلوجة بوجود المدنيين (الأناضول)
+ الخط -

في اعتراف يعدّ الأول من نوعه، حذّر الأمين العام لمليشيا "بدر" قائد "الحشد الشعبي" هادي العامري، من أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ما يزال يشكّل خطراً حقيقياً على العاصمة بغداد، فيما برّر خسارة معركة الفلوجة بوجود المدنيين فيها.

وقال العامري في حديث إلى عدد من وسائل الإعلام، إنّ "خطر (داعش) ما يزال قائماً، ويشكل خطراً حقيقياً على بغداد، وإنّ المعركة معه لم تُحسم حتى اليوم"، مضيفاً أنّنا "بحاجة إلى استمرار هذه المعركة، ولا خيار لنا غير ذلك"، مشدّداً على أنّ "المعركة مع (داعش) هي معركة وجود وبقاء".

وبرّر العامري خسارة معركة الفلوجة بحجة "وجود المدنيين فيها، وترك المجال لهم بالخروج"، داعياً إيّاهم إلى "ترك المدينة والذهاب إلى مناطق أخرى"، متوعّداً بالقول "الحرب ستقع قريباً وحينها قد لا تتوفر الفرصة للخروج".

في غضون ذلك، أوقع قصف لمليشيات "الحشد الشعبي" طاول مدينة الفلوجة 16 قتيلاً وجريحاً في صفوف المدنيين.

وقال مصدر محلّي في بلدة الفلوجة لـ"العربي الجديد" إنّ "القصف طاول مناطق مأهولة بالمدنيين في أحياء العسكري والضباط، وأسفر عن سبعة قتلى وتسعة جرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال".

وأكّد المصدر أنّ "الحشد الشعبي والطيران العراقي كثّفا من القصف على الفلوجة منذ توقف المعركة، وعدم قدرة الحشد على دخول المدينة، ما يسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بصفوف المدنيين يومياً".

من جهته، اعتبر الخبير الأمنيّ أحمد السعيدي، تصريحات العامري عن صعوبة المعركة مع "داعش" "اعترافاً بعدم قدرة الحشد الشعبي على حسم المعركة".

وقال السعيدي لـ"العربي الجديد" إنّ "تصريحات العامري تعدّ الأولى من نوعها، إذ إنّه وطوال الفترة السابقة لم يدل بأي اعتراف بقوة (داعش) وخطورته على بغداد، ما يعني أنّ حدود بغداد من جهة الفلوجة ليست مؤمنة بالشكل الكامل".

وأشار إلى أنّ "العامري ومليشياته والحكومة، حاولوا طوال الفترة السابقة إضفاء هالة على الحشد الشعبي، وجعله القوة التي لا تقهر والقوة الوحيدة التي تستطيع هزيمة (داعش)، وحاولوا السيطرة على الإعلام وعلى مؤسساته، لكنّهم فشلوا بعد أن استطاع الإعلاميون نقل الحقيقة كما هي، والتي كشفت ضعف وهشاشة الحشد وعجزه عن حسم المعركة".

ولفت السعيدي إلى أنّ "تلك التصريحات تنبئ بأنّه لا توجد إمكانية لتحرير الأنبار وبقية مدن العراق، وأنّ سير المعارك بهذا الاتجاه لا يحقق أيّ تقدم على حساب (داعش)"، داعياً الحكومة إلى "اتخاذ قرار بدخول قوات بريّة أميركية لحسم المعركة".

يذكر أنّ مليشيات "الحشد الشعبي" لم تنسحب من محيط مدينة الفلوجة الأنبارية بعد أن فشلت في محاولات اقتحامها عقب المعركة التي أطلقتها في الـ13 من يوليو/تموز الماضي، والتي توقفت بعد يومين بشكل غير معلن رسمياً، فيما تفرغت المليشيات لتنفيذ أجنداتها بارتكاب الانتهاكات ضد المدنيين.

اقرأ أيضاً: اختراق حكومي ومليشياوي لتظاهرات العراق يُحبط منظميها