ونقلت وسائل إعلام عراقية محلية مقربة من "الحشد الشعبي"، اليوم الأربعاء، عن مصدر عراقي مطلع قوله إن الفياض نقل إلى الرياض رسائل من العراق وسورية، موضحاً أن هذه الرسائل نقلت بعلم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
وبيّن المصدر أن رئيس مليشيا "الحشد" نقل إلى السعوديين رسالة من الأسد تدعو إلى وضع حلّ نهائي للأزمة السورية، مبيناً أن الفياض بحث أيضاً مع المسؤولين السعوديين العلاقات المشتركة بين بغداد والرياض، وأهمية تطويرها، وحصل أيضا على دعم سعودي لتوليه حقيبة وزارة الداخلية، وفقا للمصدر ذاته.
وكان فالح الفياض، وهو مرشح تحالف "البناء" لتولّي وزارة الداخلية، قد وصل إلى السعودية في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي، وبحث مع المسؤولين السعوديين قضايا مشتركة عدة.
كذلك زار سورية قبل ذلك بأيام والتقى بشار الأسد، وسلّمه رسالة من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، وناقش الجانبان "سبل محاربة الإرهاب، لا سيما على الحدود بين الدولتين، وسبل إعادة سورية للمنظومة العربية". وقال الفياض من هناك إن "الانتصارات على الإرهاب التي تحققت في العراق وسورية تمثل خيرا للمنطقة بأكملها".
ولم يصدر أي تعليق حكومي على أنباء نقل مسؤول عراقي رسائل من دمشق إلى الرياض، إلا أن مسؤولا بوزارة الخارجية العراقية أكد لـ"العربي الجديد" أن العلاقة بين بعض زعامات الفصائل العراقية والسعودية "لم تنقطع نهائيا، حتى مع ذروة الخلافات السابقة بعد إعدام رجل الدين نمر النمر".
وبحسب المسؤول ذاته فإن السلطات السعودية "منحت المئات من مقاعد الحج للعراق، راح جزء كبير منها لشخصيات بالحشد أو محسوبة عليها، وهذا واضح ومعروف للجميع"، مؤكدا أن زيارة الفياض "تحمل رسائل، لكن ليس للخارجية العراقية أي صلة بالموضوع".
وأشار إلى "وجود رغبة عراقية من نوع ما للعب دور سياسي كوسيط في مشاكل المنطقة، انطلاقا من علاقته مع طهران"، مضيفًا أن زيارات المسؤولين العراقيين الأخيرة إلى دول عربية وإقليمية تصب في هذه الاتجاه.
وأضاف المصدر المسؤول "كما استقبل العراق ملوكاً وقادة أضافوا زخماً مهماً لبغداد التي تنظر للجميع على قدم المساواة"، موضحا أن العراق ينظر إلى سورية كما ينظر إلى السعودية، وكذلك الحال مع إيران والدول الأخرى.
ويرى المحلل السياسي محمد البياتي أن المواقف العراقية الأخيرة التي تدفع باتجاه المحور السوري الإيراني قد تضع بغداد في مأزق إن لم تكن محسوبة، مشيراً لـ"العربي الجديد" إلى أن الأميركيين لا يمكن أن يفرطوا بالعراق بسهولة.
وتساءل "لماذا ينقل العراقيون رسائل من الأسد؟ ولماذا يكون العراق ممرا بين إيران وسورية؟، ما فائدة العراق من كل ذلك؟"، داعيا الحكومة إلى وضع حسابات دقيقة لكل خطوة تقوم بها.
في هذه الأثناء، باشرت إيران بمد طريق يربط طهران ببغداد ودمشق، في إطار مشروع لربط الدول الثلاث بريا، وفقا لما أكده وزير الطرق الإيراني محمد إسلامي، الذي أكد أن المشروع "سيتم إنجازه في وقت قصير".