أفادت مصادر عراقية سياسية في العاصمة بغداد، الجمعة، بأن قيادات بارزة في فصائل مسلحة مرتبطة بإيران بصدد عقد اجتماع مهم لها خلال الساعات المقبلة، لبحث نتائج زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لواشنطن والتفاهمات التي كُشف عنها، المتعلقة بتحديد مدة ثلاث سنوات لسحب قوات التحالف من العراق بقيادة الولايات المتحدة.
ووفقاً لبيان مشترك صدر عن الجانبين العراقي والأميركي، في ختام لقاء رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإنه يتم تشكيل فريق خاص يتولى مهمة مناقشة آليات ومواعيد إعادة انتشار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش"، خلال السنوات الثلاث المقبلة.
فيما أكد الكاظمي، بإيجاز نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أنه لمس جدية وتفهما من قبل الجانب الأميركي بالتعامل مع العراق، متحدثاً عن اتفاقات مهمة تعزز الشراكة بين البلدين.
وتضمنت مخرجات الزيارة أيضاً توقيع العراق عقودا بمجال الطاقة والنفط تصل إلى نحو 12 مليار دولار، كما أعلن عن اتفاق لمعاودة برامج وكالة التنمية الأميركية USAID في العراق، بقيمة إجمالية تصل إلى 5 مليارات دولار، فضلاً عن دعم صحي وتعليمي أميركي للعراق.
وبحسب عضو في البرلمان العراقي، فإن "قيادات ستة فصائل مسلحة تستعد لعقد اجتماع في الساعات المقبلة لمناقشة زيارة الكاظمي"، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هناك تسريبات تتحدث بشأن رفض نتائج الزيارة والتهديد بالتصعيد ضد قوات التحالف، كما ستطالب البرلمان بعقد جلسة خاصة يتم فيها استدعاء الكاظمي لمناقشة ما تم التوصل إليه في الزيارة، ملمحاً إلى أن التصعيد في الهجمات ضد المصالح الأميركية والتحالف الدولي هو رد على مخرجات زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن، وأكد أن "بعض الفصائل تضغط باتجاه التصعيد بأعمال العنف لإرباك الملف الأمني في البلاد، إلّا أن البعض الآخر لم يكشف عن موقف معين".
وشهدت الساعات الماضية تصعيداً واضحاً على مستوى الهجمات التي تطاول قوات التحالف أو القوات الأميركية، إذ أعلن عن مقتل مدني عراقي بهجوم استهدف رتلاً تابعاً للتحالف الدولي جنوبي بغداد، بعد ساعتين من الإعلان عن إحباط هجوم بصواريخ محمولة كان يستهدف رتلاً مماثلاً قرب بغداد، بينما استهدف صاروخ مطار بغداد الدولي، الليلة الماضية، كان يستهدف الجزء العسكري منه، الذي تقيم فيه قوة أميركية صغيرة ضمن مهام التحالف الدولي بقيادة واشنطن للحرب على تنظيم "داعش".
وأكد تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، الحاجة إلى استئناف عقد جلسات البرلمان لأجل مناقشة ودراسة اتفاقيات الكاظمي التي أجريت خلال زيارته.
وقال النائب عن التحالف فاضل الفتلاوي، إن "هناك حاجة ملّحة لاستمرار عقد جلسات البرلمان من أجل بحث ومناقشة الكثير من الملفات، وأهمها الوجود الأميركي بالعراق، والمفاوضات الجارية مع واشنطن حالياً"، مشدداً، في تصريح صحافي، على أن "الوجود الأميركي مرفوض بشكل قاطع، ونحن اليوم أمام مفترق طرق، إذ ينبغي على الجميع توحيد الكلمة تجاه ذلك".
وأشار إلى أن "البرلمان ولجنة الأمن البرلمانية ناقشوا منذ فترة، المفاوضات مع واشنطن، واليوم فإن العراق بحاجة إلى عقد جلسات مستمرة للبرلمان، لبحث الموضوع بشكل معمق، وأن يشرف البرلمان على ما يحصل من مفاوضات".
قيادات أمنية عراقية توقعت أن تلجأ تلك الفصائل إلى تصعيد أعمال العنف في البلاد، وقال ضابط أمني رفيع لـ"العربي الجديد"، "إن إجراءات تم اتخاذها قرب معسكرات وقواعد تستضيف قوات التحالف الدولي، فضلاً عن أرتال قادمة من موانئ البصرة، لصالح التحالف، عبارة عن مواد غذائية ومستلزمات جنود تعمل شركات نقل خاصة على إيصالها للقواعد، إضافة إلى المنطقة الخضراء".
مبيناً أن "تصعيد أعمال العنف أمر متوقع من قبل تلك الفصائل، التي ترفض نتائج أي اتفاق قد يبرم بين الكاظمي والرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وكانت مصادر عراقية قد تحدّثت عن حصول الكاظمي على دعم أميركي مشروط، وأول الشروط هو إبعاد العراق عن خانة الإملاءات الإيرانية، وتعزيز سلطة القانون والدولة، الأمر الذي يثير قلق تلك الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران.
يشار إلى أن الأمن العراقي كان قد أعلن، اليوم، ضبط مدفع وصاروخين أعدت لاستهداف الأرتال العسكرية المارة على الطريق الدولي السريع في بغداد، في إشارة منها إلى الأرتال التابعة لقوات التحالف الدولي، التي تصاعدت وتيرة استهدافها بالفترة الماضية.