زائر من الجحيم

24 فبراير 2017
(من لوحة "حب بجودة منخفضة" لـ هاني زعرب/ فلسطين)
+ الخط -
من سكّان الجحيم يا سيدي
سنين طويلة وأنا قابعٌ هاهنا
ألا أستحق أن أصير مواطناً؟
وحتّى في الجحيم للبيوت أصحابٌ يجمعون الأجرة
ومستأجرون يُطردون؟
كنّا نظنّ الجحيم مستقَرَّاً، نهايةً للتشرّد
(في الحقيقة، تخيلناه سجناً؛ بلا جمعيات تندّد بعمليات التعذيب، والملائكة/ الجلادون محصّنون من أية مساءلة...)
لكن ها نحن في الجحيم ولا شيء من ذاك!
من كان يصدّق أني سأجلس واضعاً يدي على خدّي
أنتظر الخلاص
حتّى في الجحيم.



عشتهما الجنة والجحيم
مراراً
وتكرّرا عليّ حتى ما عادت الجنة جنةً
أو الجحيم جحيماً
كما أني تعبتُ من المشي في البرزخ؛
بالأمس تمثّلتُه شاطئاً معتماً
وكنتُ أُخوّض عند أخمص الموجة
حافياً
وتحت إبطي نعلان لما بعد البرزخ
كان البحر آيةً في الظلمة
وكنت أُشبه إنساناً
يحمل نعله ويواجه قدره.



هذه الليلة جبنتُ ولم أنزل إلى البرزخ
قلتُ إلى النوم أزور ميّتيني
وحدهم الآن يفتحون الباب لزائر من الجحيم.

المساهمون