ضمن إطار مبادرة "الأبواب المفتوحة على الفن السوري المعاصر"، يُختتم أمس معرض الفنانين ريم يسوف وخالد ضوّا في باريس، والذي أقيم ليومين فقط.
المبادرة تتيح منصّة للفنانين السوريين الذي انتقلوا إلى باريس بعد 2011، وأصبحوا مهاجرين ولاجئين فيها، وتقدّمهم بوصفهم فنانين من المنفى، وتوفّر فرصة مشاركة أعمالهم التي تحمل أسئلة ومشاهدات وتأملات في الحرب والعنف والهجرة وتعبّر عن صناعة الفن خارج المكان الأم.
ريم يسوف (1979) فنانة سورية تتطرّق في مواضيعها إلى الموت في حرب دموية ونفسية، وتقتبس من الصور الواقعية التي تتناقلها وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي للضحايا، وتحوّلها إلى سلع وحكايا لتصير فجأة حكايات معتادة ويومية.
الثيمات الأساسية في أعمال يسوف هي الأطفال وأحلامهم وجثثهم المحلقة، والطائرات الورقية، وطيور السنونو، ومغلفات البريد، إلى جانب ميلها إلى الرسم بالأبيض والرمادي والألوان الترابية.
أما النحات خالد ضوا الذي ينقسم شغله الفني إلى مرحلتين الأولى من العام 2007 وحتى 2011، حيث كان يركّز على حالة "الانتظار"، وكيفية تعامل الأشخاص مع انتظارها الشخصي، لكن مرحلة أخرى بدأت من 2011 وحتى اليوم، وبدأت تهتم بثيمة التظاهرة وهو فعل نقيض الانتظار، فبدأت منحوتاته تتجاوب مع الطاقة الجديدة التي عرفها الشارع.
ربما يمكن إضافة مرحلة ثالثة بدأت تتكون بعد انتقاله إلى باريس، والدخول في الحرب وتمظهرات العنف المختلفة، والعودة كفنان منفي إلى مرحلة الانتظار من جديد، فقد قدّم عام 2015 سلسلة أعمال بعنوان "مضغوط" تناول فيها تجربة اعتقاله في سورية، لذلك نراه يهتم بتمثيل الجسد الخائف والمعذب والذي شوّهته السلطة.