لكل عقد وجيل في كرة القدم، سواء في الماضي أو الحاضر، هنالك لاعبون برزوا في مراكزهم بشكل رائع حتى أصبحوا من النجوم الكبار الذين لا يمكن نسيانهم في تاريخ كرة القدم بغض النظر عن شهرتهم الواسعة أم لا.
بلا شك واحد من هؤلاء اللاعبين كانوا من اللاعبين المميزين في القرن 20 من العقد الأخير عقد التسعينات الذي شوهد في نفس الوقت بروز الكثير من المواهب والنجوم الذين أصبحوا مع مرور الوقت أساطير وذكريات جميلة لا تنسى، نتحدث هنا ببساطة عن الأرجنتيني فيرناندو ريدوندو.
فيرناندو ريدوندو لاعب أرجنتيني من مواليد مدينة أدروجي المدينة الصغيرة التي تقع في العاصمة بوينيس أيريس حيث ولد في تاريخ 6 يونيو/حزيران 1969. كان يلعب في خط الوسط الدفاعي مع أندية أرجنتينيوس جونيورز، تينيرفي، ريال مدريد و إي سي ميلان.
الانطلاقة كانت مع ريال مدريد في عام 1994 ولعب هنالك 6 سنوات برز بشكل كبير وأصبح أفضل لاعبي العالم في مركزه وحقق دوري أبطال أوروبا مرتين في 1998 ضد يوفنتوس بنتيجة 0-1 بهدف اليوجوسلافي السابق والصربي الحالي مياتوفيتش، وفي عام 2000 ضد فالنسيا بنتيجة 0-3 سجل الأهداف موريانتيس، ماكمانمان و راؤول، كما إنه حقق الدوري الإسباني مرتين في موسمي 1995/1994 و 1997/1996 ، وكأس إنتركونتينتال (كأس العالم للأندية حالياً) في عام 1998 ضد نادي فاسكو دا جاما البرازيلي بنتيجة 1-2 سجل الأهداف جيسيل ناسا في مرماه وراؤول.
كل هذه الإنجازات والنجاحات لم تأتِ من فراغ لأن ريدوندو كان يعد من مفاتيح قوة عدة مدربين في ريال مدريد حقق معهم هذه الإنجازات وهم الأرجنتيني خورخي فالدانو، الإيطالي فابيو كابيللو، الألماني يوب هاينكس، الهولندي جوس هيدينك والإسباني فيسينتي ديل بوسكي. ورغم اختلاف الجنسيات والعقليات والمدارس التدريبية إلا إنه فرض نفسه دائماً كلاعب أساسي مع كل مدرب.
تحدثنا وطرحنا كثيراً عن ريدوندو مع المدربين وهذا ما نريد الوصول إليه في نهاية المطاف لأن ريدوندو على مستوى الأندية لم تكن لديه مشاكل كبيرة مع أي مدرب ولكنه على المستوى الوطني بلا شك كانت لديه مشاكل وتحديداً مع مدرب الأرجنتين كارلوس سالفادور بيلاردو في عام 1990 عندما اعترض ريدوندو على المدرب بسبب أسلوبه الدفاعي وقال في ذلك اليوم بأنه كان يعلم على عدم رحيله إلى إيطاليا للعب تلك كأس العالم ولهذا السبب فضل الجلوس في المنزل. الأرجنتين قدمت كأس عالم رائعة ولكنها خسرت في النهائي ضد ألمانيا بهدف نظيف من ضربة جزاء سجلها المدافع بريمي في الدقيقة 85 من زمن الشوط الثاني.
لم تتوقف هذه المشاكل الشخصية مع المدربين وهذه المرة مع الأسطورة ومدرب منتخب الأرجنتين في كأس العالم 1994 باساريلا حيث لعب ريدوندو تحت قيادته في تلك البطولة وفي كل مباريات المجموعة باستثناء مباراة الخروج من البطولة في الدور 16 ضد المنتخب الروماني بنتيجة 2-3، ريدوندو في تلك المباراة لم يلعب بسبب إن المدرب باساريلا قرر عدم مشاركة أي لاعب ذي شعر طويل، يرتدي أقراط في الأذنين ولاعبين مثليين جنسياً، وكان ريدوندو صاحب شعر طويل.
استمرت مشاكله مع دانيل باساريلا الذي بسببه أيضاً رفض ريدوندو اللعب مع المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم 1998 التي أقيمت في فرنسا وغادرت الأرجنتين تلك البطولة في الدور الربع النهائي ضد هولندا وخسرت بنتيجة 1-2 ومن منا ينسى لقطة نطح اللاعب الأرجنتيني أورتيجا على الحارس الهولندي فان دير سار وهدف دينيس بيركامب الرائع في مرمى الحارس كارلوس روا في الدقيقة 90 من المباراة.
مشاكل ريدوندو مع باساريلا كانت شخصية من الدرجة الأولى ولا تتعلق أبداً على خيارات فنية وما شابه وهذه حقيقة أفصح عنها باساريلا تقريباً ولكن ريدوندو كان صريحاً بما فيه الكفاية عن المشكلة التي حدثت بين الطرفين.
باساريلا قال في ذلك الوقت: "سألته مرتين للعب مع المنتخب الأرجنتيني وفي المرتين رفض اللعب وهو قد أعلن صراحة بأنه لا يريد اللعب مجدداً مع المنتخب الوطني وبالتالي لا أريد استدعاء لاعب لا يريد اللعب مع المنتخب".
ماذا كان رد!ّ ريدوندو على ذلك؟ قال المشاكس: لقد كنت في شكل كبير ولكن كانت لديه أفكار معينة بشأن الانضباط وكان يريد مني أن أقص شعري مقابل اللعب، لم أر ماذا كان علي أن أفعل من أجل أن ألعب كرة القدم ولهذا السبب قلت له لا مرة أخرى.
ريدوندو ذلك اللاعب ذو الشخصية القوية داخل و خارج الملعب كانت جديته في أرضية الملعب سر قوته، حتى إن مدرب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي السابق الإسكتلندي السير أليكس فيرجسون قال عنه يوماً: "ماذا لديه هذا اللاعب في حذائه؟ مغناطيس؟".
ذلك التصريح كان بعد خروج مانشستر يونايتد من ريال مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في عام 2000، الذهاب انتهت 0-0 في مدريد بينما الإياب انتهت 2-3 وسجل أهداف ريال مدريد روي كين في مرماه و راؤول هدفين.
ريدوندو في فترة لعبه مع ريال مدريد كان يلقب "الأمير" كما إنه في أبريل 2013 حصل على جائزة أفضل 10 لاعبين أجانب في تاريخ ريال مدريد.
في الختام هنالك لاعبون في كرة القدم الماضية وتحديداً في فترة التسعينات ليس فقط مواهب كبيرة بل كانوا لاعبين رجالاً لديهم قوة الشخصية وأصحاب قرارات صارمة وواحد من هؤلاء هو الذي للتو تحدثنا عنه "فيرناندو ريدوندو".
لمتابعة الكاتب .. https://twitter.com/SULTANO_91