وبعد عامين قضاهما في المنفي، وصل مشار إلى جوبا على رأس وفد رفيع يضم قيادات من المعارضة المسلحة، إلى جانب قيادات سياسية تابعة لتحالف أحزاب المعارضة الموقع على اتفاقية السلام، وبينهم لام أكول رئيس الحركة الديمقراطية الوطنية.
وكان في استقباله الرئيس سلفاكير ميارديت وعدد من قيادات الحكومة بالعاصمة جوبا.
ويعود زعيم المعارضة المسلحة في جنوب السودان، إلى بلاده، بموجب اتفاق السلام الذي أبرم أخيراً في البلاد.
وكان المتحدث باسم متمردي "الجيش الشعبي لتحرير السودان"، لام بول غابرييل، قد قال أمس، لـ"أسوشييتد برس"، إنّ مشار يعود للمشاركة في احتفال بالسلام على مستوى البلاد، وسيقود وفداً صغيراً، ولن يجلب رجال الأمن الخاص به معه، رغم المخاوف على سلامته.
وأضاف "إذا كان لا بد من تطبيق هذا السلام، فنحن بحاجة لأن نثق ببعضنا البعض".
وينصّ اتفاق السلام على تكوين حكومة انتقالية لـ3 سنوات، يترأسها سيلفا كير، على أن يكون مشار نائباً أول، وهو المنصب ذاته الذي أقصاه منه كير في ديسمبر/كانون الأول، ما أشعل فتيل الحرب.
ووقّع فرقاء جنوب السودان، في 12 سبتمبر/أيلول الماضي، اتفاق سلام نهائياً بينهم، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور رؤساء دول الهيئة الحكومة للتنمية في شرق أفريقيا "إيغاد".
وإثر مفاوضات قادتها الخرطوم بوساطة "إيغاد"، كان سلفاكير ومشار، قد وقعا، في 27 يونيو/حزيران الماضي، اتفاقاً على وقف دائم لإطلاق النار، تلاه توقيع أفرقاء جنوب السودان، في السابع من يوليو/ تموز، على اتفاق الترتيبات الأمنية، ثم توقيع اتفاق حول تقاسم السلطة والثروة، في الخامس من أغسطس/آب.
وانزلق جنوب السودان إلى أتون الحرب عام 2013، بعد عامين من استقلاله في 2011، عندما تحول النزاع السياسي بين كير ومشار إلى مواجهة عسكرية، اتخذت طابعاً قبلياً.
وسبق أن انهار اتفاق سلام وقع بين الطرفين المتصارعين عام 2015، بعد طرد مشار من جوبا، واختياره المنفى في جنوب أفريقيا، إثر اشتباكات مع القوات الحكومية أسفرت عن مقتل 400 ألف شخص، ولجوء أكثر من مليوني شخص لدول الجوار، إضافة إلى لجوء 250 ألف شخص لمعسكرات تابعة للأمم المتحدة في عدد من المدن، كما تسببت في انهيار اقتصادي واسع ونقص في الغذاء شمل أغلبية المناطق.
(العربي الجديد، وكالات)