18 أكتوبر 2024
روسيا وإسرائيل والسماء السورية
عندما قرّر القيصر الروسي، فلاديمير بوتين، أو كما يحلو لبعضهم في لبنان أن يسمّيه "أبو علي بوتين"، النزول إلى أرض الميدان في سورية لمواجهة ما سمّاها الجماعات الإرهابية و"داعش"، وكل الذين يواجهون النظام، بما فيهم الجيش السوري الحر الذي دعاه وزير خارجية بوتين، سيرغي لافروف، إلى أن يكون جزءاً من الحلّ السياسي، وتكرّم بأن اعترف أنه ليس على قوائم الإرهاب، علماً أن أولى غارات الطائرات الروسية استهدفت مقرّاته في أكثر من محافظة سورية. المهم، عندما قرّر بوتين النزال في سورية، سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى زيارة موسكو ولقاء "القيصر"، لمعرفة حدود التدخّل الروسي وأهدافه، وتلمّس النتائج التي يمكن أن تتمخّض عنه. يومها، أكّد بوتين وقيادته لنتنياهو أن النظام السوري لن يفتح جبهة الجولان مع القوات الإسرائيلية، وهي لم تفتح طوال عقود، في رسالة طمأنة لنتنياهو، كما أرسل ضباطاً كباراً من قيادة الأركان الروسية إلى الكيان الإسرائيلي، للتنسيق بين الجيشين، فيما يتصل بالوضع في سورية.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إقامة خط مباشر بين قاعدتها العسكرية المستحدثة في مطار حميميم في اللاذقية ومركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، إن الطرفين يتدربان على سبل التعاون بينهما في المجال الجوي السوري. ويكشف هذا التصريح مزيداً من التنسيق والتعاون بين أبو علي بوتين ونتنياهو في الأرض والمجال الجوي السوريين. والمعروف أن الطيران الروسي شنّ ويشنّ يومياً عشرات الغارات على مواقع المعارضة السورية، في محافظات إدلب واللاذقية وحمص وحماه وحلب، ولا يسلم من هذه الغارات المدنيون والمشافي والمدارس، وهي غارات تحاول فيها روسيا تدعيم مواقع النظام، وتعمل من أجل عدم سقوطه. وقد تابعنا كيف أن رئيس أركان القوات السورية، علي أيوب، أعلن عن هجوم برّي في أرياف المحافظات المذكورة آنفاً بغطاء من الطيران الروسي، وربما أيضاً الإسرائيلي، طالما أنه من ضمن التنسيق والتعاون بين الطرفين.
السؤال البديهي على كل لسان هنا في لبنان، هل بعد ذلك حقيقة مخفيّة؟ هل ينتمي النظام السوري، فعلاً، إلى محور مقاومة وممانعة ضد الكيان الإسرائيلي؟ وهل ما زالت إيران وحزب الله مستعدين لإرسال مزيد من العناصر والجنود وآلاف المقاتلين إلى سورية لخوض قتال ضد المعارضة السورية، تحت حماية الطيرانين، الروسي والإسرائيلي؟ أسئلة مشروعة يطلقها لبنانيون في أحاديثهم وسهراتهم، وكثير منهم ينتمي إلى البيئة التي يقاتل أبناؤها في سورية إلى جانب النظام.
والحقيقة أن المواقف الروسية غير المكترثة بما قد تكون لها تداعيات على ما يفترض أنهم حلفاء في سورية، حشرت أولئك الحلفاء في زوايا حادة، إذ إن الاستمرار في مواصلة القتال تحت غطاء الطائرات الروسية التي تنسّق مع الطائرات الإسرائيلية يجعل الجميع في محور واحد، طالما أكّد المقاومون والممانعون أنه ضدّ الكيان الإسرائيلي. وعندها، ماذا سيقولون للشهداء الذين سقطوا في جنوب لبنان على هذا الدرب؟ وماذا سيقولون لذويهم؟ وإذا ما رفضوا مواصلة القتال، فذلك سيعني تكريس الأمر الواقع إلى وقت معين، ومن ثمّ الدخول في عملية سياسية، تكون في صالح المعارضة السورية من جانب، و"القيصر" الروسي بشكل كبير من جانب آخر، وفي الحالين، ليس القرار سهلاً، بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها هذا الجزء من المحور "المقاوم" في سورية.
هل يمكن أن يغيّر هؤلاء استراتيجيتهم؟ سؤال آخر يطرح أيضاً في لبنان، وفي أروقة بيروت وصالوناتها. الإجابة تأتي من السؤال الذي طرحته قناة روسيا اليوم عن تراجع النفوذ الإيراني في سورية، بعد الدخول الروسي على الخط، والجواب الذي بدأ يتشكل على هيئة حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من المحسوبين على هذا الجزء من خط المقاومة والممانعة، والذي يستهدف الوجود الروسي في سورية، ويشكك به بشكل عام.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إقامة خط مباشر بين قاعدتها العسكرية المستحدثة في مطار حميميم في اللاذقية ومركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، إن الطرفين يتدربان على سبل التعاون بينهما في المجال الجوي السوري. ويكشف هذا التصريح مزيداً من التنسيق والتعاون بين أبو علي بوتين ونتنياهو في الأرض والمجال الجوي السوريين. والمعروف أن الطيران الروسي شنّ ويشنّ يومياً عشرات الغارات على مواقع المعارضة السورية، في محافظات إدلب واللاذقية وحمص وحماه وحلب، ولا يسلم من هذه الغارات المدنيون والمشافي والمدارس، وهي غارات تحاول فيها روسيا تدعيم مواقع النظام، وتعمل من أجل عدم سقوطه. وقد تابعنا كيف أن رئيس أركان القوات السورية، علي أيوب، أعلن عن هجوم برّي في أرياف المحافظات المذكورة آنفاً بغطاء من الطيران الروسي، وربما أيضاً الإسرائيلي، طالما أنه من ضمن التنسيق والتعاون بين الطرفين.
السؤال البديهي على كل لسان هنا في لبنان، هل بعد ذلك حقيقة مخفيّة؟ هل ينتمي النظام السوري، فعلاً، إلى محور مقاومة وممانعة ضد الكيان الإسرائيلي؟ وهل ما زالت إيران وحزب الله مستعدين لإرسال مزيد من العناصر والجنود وآلاف المقاتلين إلى سورية لخوض قتال ضد المعارضة السورية، تحت حماية الطيرانين، الروسي والإسرائيلي؟ أسئلة مشروعة يطلقها لبنانيون في أحاديثهم وسهراتهم، وكثير منهم ينتمي إلى البيئة التي يقاتل أبناؤها في سورية إلى جانب النظام.
والحقيقة أن المواقف الروسية غير المكترثة بما قد تكون لها تداعيات على ما يفترض أنهم حلفاء في سورية، حشرت أولئك الحلفاء في زوايا حادة، إذ إن الاستمرار في مواصلة القتال تحت غطاء الطائرات الروسية التي تنسّق مع الطائرات الإسرائيلية يجعل الجميع في محور واحد، طالما أكّد المقاومون والممانعون أنه ضدّ الكيان الإسرائيلي. وعندها، ماذا سيقولون للشهداء الذين سقطوا في جنوب لبنان على هذا الدرب؟ وماذا سيقولون لذويهم؟ وإذا ما رفضوا مواصلة القتال، فذلك سيعني تكريس الأمر الواقع إلى وقت معين، ومن ثمّ الدخول في عملية سياسية، تكون في صالح المعارضة السورية من جانب، و"القيصر" الروسي بشكل كبير من جانب آخر، وفي الحالين، ليس القرار سهلاً، بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها هذا الجزء من المحور "المقاوم" في سورية.
هل يمكن أن يغيّر هؤلاء استراتيجيتهم؟ سؤال آخر يطرح أيضاً في لبنان، وفي أروقة بيروت وصالوناتها. الإجابة تأتي من السؤال الذي طرحته قناة روسيا اليوم عن تراجع النفوذ الإيراني في سورية، بعد الدخول الروسي على الخط، والجواب الذي بدأ يتشكل على هيئة حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من المحسوبين على هذا الجزء من خط المقاومة والممانعة، والذي يستهدف الوجود الروسي في سورية، ويشكك به بشكل عام.