روسيا عرفت "إيبولا" قبل ربع قرن!

26 أكتوبر 2014
علماء فيروسات تابعون للجيش الروسي يعملون على اللقاح (Getty)
+ الخط -
منذ الأيام الأولى لإعلان انتشار الحمى النزفية الناجمة عن فيروس "إيبولا" في بلدان غرب أفريقيا، سارعت روسيا إلى المشاركة الفاعلة في دراسة المرض وتطوير إجراءات لمحاصرته والوقاية منه، بالتوازي مع تطوير لقاح ضده وصل إلى مراحل اختباره الأخيرة على الحيوانات، قبل استخدامه على البشر.
كما اتخذت إجراءات مشددة لمراقبة القادمين من بلدان غرب أفريقيا، وعزل من يشتبه بإصابته بالمرض من بينهم.

يوم الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، نقلت وكالة "تاس" عن نائب رئيس وزراء روسيا، أولجا جولوديتس، قولها: "مختبرنا في غينيا يعمل حاليا، وتسير حتى اللحظة اختبارات اللقاح بنجاح"، وردا على سؤال: متى سيكون اللقاح جاهزا؟ أجابت: "نحن قريبون من إتمام تطوير اللقاح"، مؤكدة أن العمل يجري بصورة متوازية في كل من روسيا وغينيا.

وكانت هيئة الرقابة وحماية المستهلك الروسية أعلنت على موقعها الإلكتروني في 11 أغسطس/ آب الماضي، عن إرسال مختبر متحرك على شاحنة، بالتعاون مع وزارة الطوارئ الروسية، إلى غينيا لمكافحة إيبولا. وأشارت إلى وجود مختصين في علم الأوبئة والفيروسات والبكتيريا ضمن الفريق الروسي.


ونقل الموقع الإخباري "روسيا ما وراء العناوين" عن آنا بوبوفا، رئيسة الهيئة، تأكيدها أن اختبار لقاح تجريبي روسي ضد إيبولا يجري حاليا تجربته على بعض الحيوانات، وسيكون جاهزاً للاختبار على البشر خلال وقت قريب، لافتة إلى أنه "لدينا كل الأسباب التي تجعلنا نتوقع قريباً استخدام اللقاح للوقاية من إيبولا"، من دون أن تضع إطاراً زمنياً محدداً.

كما أكدت وجود فريق من علماء الأوبئة والفيروسات الروس يعمل حاليا في غينيا، في مختبر متنقل، إضافة إلى خبراء روس يعملون في مستشفى دونكا بالعاصمة الغينية كوناكري، وهم على تواصل وثيق مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة "أطباء بلا حدود".

وعن تاريخ المرض وتعاطي الروس معه، تشير صحيفة "روسيسكايا جازيتا" إلى أن قلة من الناس يعلمون اليوم أن اختصاصيين روساً درسوا فيروس إيبولا المميت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حيث كان هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن الفيروس، إضافة إلى مسببات الحمى التي لا تقل خطورة عنه، يمكن استخدامهما كعناصر في الحرب البيولوجية، مما دفع جميع مختبرات الأمراض الفيروسية العسكرية في العالم- وفقا للصحيفة- إلى دراستها، في محاولة لتطوير مضادات لها.

وحينها كان النجاح الأكبر من نصيب العلماء الروس في "مركز علوم الفيروسات" التابع لـ"معهد الأبحاث العلمية" في وزارة الدفاع الروسية، حيث تم التوصل إلى المركب الدوائي إيمونوجلوبين الإسعافي الذي نجح في إنقاذ حياة المصابين بالعدوى في المراحل المبكرة. وقد حاز فريق الباحثين الذي توصل إلى هذا الدواء جوائز حكومية رفيعة المستوى عام 1996.

وأعلن موقع وزارة الخارجية الروسية الرسمي، في 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تخصيص أموال لمكافحة حمى إيبولا. لافتاً إلى أنه "في إطار الجهود الدولية لمكافحة الوباء الناجم عن انتشار إيبولا، خصصت روسيا ما يصل إلى 779.4 مليون روبل (حوالى 19 مليون دولار)، تم صرف 213.4 مليون روبل منها كمساعدات إنسانية مباشرة لبلدان غرب أفريقيا، و162.3 مليون روبل على أبحاث التشخيص والوقاية والعلاج. وصرف مبلغ 155 مليون روبل لتمويل إجراءات الاستعدادات الوطنية، للحيلولة دون انتقال الفيروس إلى روسيا وانتشاره".

وكانت وكالة "إيتار تاس" نقلت في 4 سبتمبر/أيلول الماضي، عن وزيرة الصحة الروسية، فيرونيكا سكفورتسوفا، قولها: "لدينا قوائم بأسماء الذين يدرسون في روسيا من بلدان تنتشر فيها حمى إيبولا. وهم جميعا يخضعون للمراقبة من لحظة وصولهم ولمدة 21 يوما، وعند ظهور أول المؤشرات عند أي شخص يتم عزله مباشرة. كما يخضع جميع من تواصلوا معه للإجراءات نفسها". وأضافت: "يتم قياس درجة حرارة المسافرين عن بعد على جميع الرحلات المباشرة وغير المباشرة القادمة من غرب ووسط أفريقيا".

ونقلت الوكالة ذاتها في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عن المكتب الصحافي في الحكومة الروسية أن "رئيس الوزراء عقد اجتماعا حول وضع وباء حمى إيبولا في غرب أفريقيا والإجراءات المتخذة لمكافحته، تمت خلاله مناقشة مسألة تنظيم مواجهته، والإجراءات الطبية لمنع انتشاره، وإعداد الكوادر الطبية، وتشديد إجراءات الحجر الصحي، وستزود المطارات بأجهزة إضافية متخصصة".
علما أن الإعلام الروسي يواصل، بصور مختلفة، التنبيه إلى مخاطر المرض والجهود المبذولة لمنع وصوله إلى روسيا.
المساهمون